حقائق الإسلام وأباطيل خصومه || الشمول في العقيدة الإسلامية

الجمعة 10 شباط , 2023 10:05 توقيت بيروت مقالات فكريّة

الثبات - مقالات

 

حقائق الإسلام وأباطيل خصومه

  الشمول في العقيدة الإسلامية

الدكتور عباس محمود العقاد

 

الشمول في الذي امتازت به العقيدة الإسلامية صفة خفية عميقة لا تظهر للناظر من قريب، لكن الناظر القريب يدرك شمول العقيدة الإسلامية من مراقبة أحوال المسلم في معيشته وعبادته، ويكفي أن يرى المسلم مستقلاً بعبادته عن الهيكل والصنم والأيقونة والوثن، ليعلم أنَّه وحدة كاملة في دينه، ويعلم من ثمَّ كل ما يرغبه في ذلك الدين أيام كان الدين كله حكراً للكاهن، ووقفاً على المعبد، وعالة على الشعائر والمراسم مدى الحياة.

لقد ظهر الإسلام في إبان دولة الكهانة والمراسم، وواجه أناساً من الوثنيين أو من أهل الكتاب الذين صارت بهم تقاليد الجمود إلى حالة كحالة الوثنية في تعظيم الصور والتماثيل والتعويل على المعبد والكاهن في كل كبيرة أو صغيرة من شعائر العبادة، ولاحَ للناس في القرن السابع للميلاد خاصة أنَّ المتدين  قطعة من المعبد لا تتم على انفرادها ولا تحسب لها، ولا دين بمعزل عن المعبد والكاهن والأيقونة، سواء في العبادة الوثنية أو في عبادة أهل الكتاب، إلى ما بعد القرن السابع بأجيال متطاولة.

فلما ظهر المسلم في تلك الآونة ظهر الشمول في عقيدته من نظرة واحدة، ظهر أنه وحدة كاملة في أمر دينه: يصلي حيث شاء، ولا تتوقف له نجاة على مشيئة أحد من الكهان، وهو مع الله في كل مكان، قال تعالى:

 (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل