أسباب تساعد على الخشوع في العبادات

الخميس 09 شباط , 2023 10:00 توقيت بيروت تصوّف

الثبات – التصوف

 

أسباب تساعد على الخشوع

في العبادات

 

الخشوع: لين القلب، وخضوعه، ورقته، وسكونه، وحضوره وقت تَلبُّسه بطاعة الله، فتتبعه جميع الجوارح والأعضاء ظاهراً وباطناً؛ لأنها تابعة للقلب، وهو أميرها، وهي جنوده.

وكثير من الذين يظهرون في صورة العابدين تكون عباداتهم جثثاً ميتة ليس فيها روح، وذلك أن روح العبادة هو الخشوع لله سبحانه وتعالى، والتأدب بأدبه، والخضوع بين يديه، والمذلة لوجهه العظيم الذي تعنو له الوجوه يوم القيامة كما قال تعالى: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا)[طه:111] ، فيحتاج المؤمن إلى التخلق بهذا الأدب العظيم مع الله سبحانه وتعالى، وأن يكون من الخاشعين لله، وأولئك الخاشعون هم المخبتون الذين بشرهم الله بالبشارة العظيمة في كتابه، فقد قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [الحج:34-35]

 

الخشوع لله تعالى وحضور القلب في العبادة أسباب عديدة، من أبرزها:

 

أولا: التدبر

التدبر هو الفهم لما يتلو العبد من قرآن وما ينطق به من ذكر ودعاء ونحو ذلك ولو بشكل مجمل، والتأمل في معانيها ومراميها، وأن يقيس المسلم نفسه على ما يتلوه من الأوامر والنواهي ليجد حاله ويعرف تقصيره، وبذلك يستحضر الخشية من الله سبحانه ويخشع قلبه وتسكن جوارحه ويجتهد في الطاعة.

ثانياً: البكاء

 البكاء صفة الخاشعين عند تلاوة القرآن الكريم أو سماع آياته، وعند ذكر ربهم أو دعائه، وعند الوقوف بين يدي مولاهم في الصلوات، فهو ثمرة للخشوع وحضور القلب، كما أنه طريق لاستجلاب الخشوع وإيقاظ القلب، وقد وصف ربنا سبحانه حال عباده الأبرار فقال تعالى: { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا } [مريم: 58].

ثالثاً: اغتنام فترات النشاط والراحة

لا يمكن للنفس أن تبقى على حالة واحدة من النشاط والهمة، فالمشاغل والمتاعب والأمراض والأكدار تفقد النفس نشاطها، فإذا أراد العبد أن يستحضر الخشوع في قلبه في هذه الحالات قد لا يجد إلى ذلك سبيلا، لابد له من بعض الراحة والترويح عن النفس حتى يجدد نشاطه، وعندها يحضر قلبه وتطمئن نفسه، وهذا ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

          وما أحسن قول الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله:

اغتنم ركعتين زلفى إلى الله ... إن كنت فارغاً مستريحاً

وإذا هممت بالنطق بالباطل ... فاجعل مكانه تسبيحاً

 

رابعاً: اعتنام الأوقات والأماكن الفاضلة

لقد اختص الله سبحانه بعض الأوقات والأماكن بمزيد من الفضل، وجعلها موطنا لتنزل الرحمات واستجابة الدعوات، فإذا حرص المؤمن عليها وتعرض لها كان ذلك أدعة لحضور القلب والخشوع والتأثر، ومن هذه الأوقات الثلث الأخير من الليل وساعة الإجابة في كل ليلة.

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل