الثبات - مقالات

معجزة القرآن الكريم (2)

اختلاف معجزة القرآن الكريم عن معجزة الرسل السابقين

الشيخ المفسِّر محمد متولي الشعرواي

معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين في كثيرٍ من زوايا الإعجاز، ففي القرآن إعجاز لا ينتبه إليه العقل إلا بعد أن ينشط ويكتشف المستور عنه من حقائق الكون وأسراره، بل إن إعجاز القرآن موجود أحياناً في حرف من القرآن يحمل إعجازاً عجيباً، وفي القرآن عطاء لكلِّ جيل يختلف عطائه للجيل السابق، ذلك أنَّ القرآن للعالمين، أي الدنيا كلها، لا يقتصر على أمة بعينها، أي أنَّ هناك آيات من القرآن تعطينا الآن عمقاً جديداً في معناها، ذلك العمق لم يكن أحد يصل إليه بالفهم الدقيق في أول وقت نزول القرآن، ولكي تكون هذه النقطة واضحة يجب أن نفرق بين شيئين اثنين في القرآن الكريم:

أولاً: الآيات المتعلقة  بالأحكام الخاصة بمنهج العبادة

هذه الأحكام التكليفية لا تغيير فيها ولا تبديل، وهي ثابتة كما فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اجتهاد جديداً في تفسيرها.

ثانياً: الآيات المتعلقة بقوانين الكون والخلق

 لم يكن للعقل البشري في عصر النزول الاستعداد العلمي لفهمها تماماً، ومرَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم مروراً وترك للعقل في كل جيل أن يأخذ قدر حجمه، فترى غير المتعلم يطرب للقرآن ويجد فيه ما يرضيه، ونصف المتعلم يجد في القرآن ما يرضيه، والمتبحر في العلم يجد في القرآن إعجازاً يرضيه.