تحذيرات ومفاجآت روسيّة للعام الجديد .. "ألعَين على سورية"! ـ ماجدة الحاج 

الثلاثاء 27 كانون الأول , 2022 07:48 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في تجاوز لكلّ الخطوط الحمر وصل الى حدّ التهديد باغتيال الرئيس فلاديمير بوتين عبر تلويح مسؤولين في البنتاغون "لقطع رأس الكرملين"، تسير المواجهة الدّائرة بالوكالة بين روسيا وحلف "النّاتو" صوب منعطف شديد الخطورة، خصوصا بعدما بادرت اوكرانيا فجر امس الإثنين، للمرّة الثانية خلال الشهر الجاري، الى استهداف قاعدة إنجلز الجويّة الروسيّة حيث توجد القاذفات الإستراتيجيّة بعيدة المدى، بالقرب من مدينة ساراتوف على بُعد نحو 730 كلم جنوب شرق موسكو، وأدّى الى مصرع ثلاثة عسكريّين روس جرّاء حطام الطائرة المسيّرة التي اسقطتها الدّفاعات الروسيّة حينما كانت على ارتفاع منخفض في اثناء اقترابها من مطار انجلز العسكري- وفق بيان وزارة الدّفاع الرّوسيّة! 

إستفزازٌ خطير من دُوِل حلف "الناتو" يُدلّل على عزمه العبث في الداخل الرّوسي، ويأتي بُعيد ايام قليلة على زيارة الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي الى واشنطن ولقائه الرئيس الاميركي جو بايدن، والتي تُوّجت بإعلان تزويد اوكرانيا ببطاريات "باتريوت" – رغم التحذيرات الرّوسيّة من عواقب توريدها الى رحى المواجهات، في وقت وصل الدّعم التسليحي الأطلسي للقوات الاوكرانيّة الى حدّ بالغ الخطورة..فإضافة الى ارسال تلك المنظومة على رأس شحنات اخرى من الاسلحة والصواريخ المتطورة، تمّ تزويد اوكرانيا ايضا بصواريخ Brinstone-2 البريطانيّة الدقيقة الموجّهة.. ما يُنذر وفق مراقبين ومحللين عسكريين، بمرحلة احداث غير متوقعة في العام الجديد، "قد تُتوّج بشنّ هجوم روسي كبير على العاصمة الاوكرانيّة كييف"- بحسب ما كشف الضابط اليوناني السابق في قوّات "الناتو" ستافروس اتلامازوغلو، تزامنا مع ترجيح جهات استخباريّة غربيّة باستعداد واشنطن ل "ازاحة" زيلينسكي في المرحلة المقبلة، إن عبر تصفيته او استبداله بالقائد العام للقوّات الاوكرانيّة فاليري زالوجني-وفق توقّع ضابط الاستخبارات الاميركي المتقاعد سكوت ريتر.. 

وما بين تزويد اوكرانيا بمنظومة باتريوت الاميركية، وإعلان الرئيس بوتين إدخال صواريخ "سارمات" فرط الصّوتيّة الى اوكرانيا، بات الخوف من تحوّل الصّراع الدائر بالوكالة بين روسيا و"الناتو" –والذي انهى شهره العاشر، الى مواجهة مباشرة بين الجانبين، قد تكون الأخطر على الاطلاق، سيّما بعدما لوّح الرئيس بوتين بسَيف "النووي" خلال مؤتمره الصحفي في العاشر من الجاري، وإعلانه احتمال إقدام موسكو على تعديل العقيدة العسكرية للجيش الروسي، بما يتضمّن" تنفيذ ضربة استباقيّة وقائية لنزع سلاح العدو".. هذا من دون اغفال الرسائل غير المسبوقة التي مرّرها القيصر مؤخرا "الى من يهمّهم الأمر"، والتي تؤشّر الى انه حسم قرار الذهاب "الى النهاية" مع حلف "الناتو" مهما كلّف الأمر.. خصوصا عبر زيارته المفاجئة الى بيلاروسيا، والتي بلا شكّ راقبها اصحاب الرؤوس الحامية في الحلف بكلّ تفاصيلها، وأثارت لديهم علامات استفهام كبرى حيال ما يُخطّط له بوتين للمرحلة القادمة من المواجهة، سيّما انّ وزير دفاعه سيرغي شويغو كان حاضرا في مشهد الإجتماع بالرئيس الكسندر لوكاشينكو! 

تحذير من ضربات اوكرانيّة مكثّفة ضدّ روسيا ليلة رأس السّنة! وهو ما ذكرته صحيفة "موسكو كومسوموليتس" اليوم الثلاثاء، موضحة انّ خبراء عسكريين روس لا يستبعدون هذه الفرضيّة! ففي حين اعتبر الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين" انّ العدوّ يقوم حاليا بتجميع طائرات مسيّرة يصل مدى طيرانها الى 800 كلم من اجل "استعراضها" في المدن الروسيّة"، لم يستبعد نظيره اليكسي ليونكوف "ان توجّه اوكرانيا ضربات ضدّ الدّاخل الروسي ليلة رأس السنة الجديدة"، مرجّحا ان تكون الأهداف "هي الأكثر ايلاما لروسيا لتحقيق نجاح إعلامي مدوِّ، وتضرّ بصورة روسيا وجيشها ودفاعها الجوّي بشكل مؤلم للغاية"، فيما أيّد الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين بدوره فرضيّة نظرائه، معتبرا انّ ضربة الجيش الأوكراني لمطار إنجلز، هي" بروفة لرأس السّنة "! 

الا انّ إقدام اوكرانيا- بدفع من دوَل "الناتو" الدّاعمة لها، على هكذا استفزاز خطير لروسيا، دونه محاذير كثيرة، خصوصا انه يضع سمعتها وجيشها على المحكّ، في وقت تُجمع تقارير غربيّة على انّ الهدف من وراء الدعم التسليحي بهذا القدر غير المسبوق لأوكرانيا، و"العبث" الذي يتجاوز كلّ الخطوط الحمر  في الداخل الروسي..هو إحداث انقلاب في روسيا وتأليب شعبها ضدّ قيادته.. لكن، لروسيا-بوتين.. رأيٌ آخر! 

يكشف مصدر عسكري روسي انّ مشهدا جديدا سيطغى على "العمليّة العسكريّة الروسيّة" في اوكرانيا مع بداية العام الجديد، متحدّثا عن مفاجآت غير مسبوقة قد جهّزها الرئيس بوتين وباتت بحوزة قائد القوات الروسية هناك سيرغي  سوروفيكين.. ومن دون اعطاء اي تفاصيل عن ماهيّة المرحلة الجديدة من  العمليات الروسيّة المرتقبة، الا انّه المح الى" حدث مدوّ في العاصمة كييف"!.. ولربما تتوقع القيادة العسكريّة الأوكرانيّة هذا الحدث، وهو ما جاء على لسان قائد الجيش الأوكراني الذي توقّع- في حديث لصحيفة "ذي ايكونوميست" البريطانيّة في منتصف الشهر الجاري، "ان تشنّ روسيا هجوما على كييف بداية العام  الجديد"، من دون استبعاده خطّة السيطرة عليها! 

ومع جهل احتمال اقدام الرئيس بوتين الى استخدام السلاح النووي من عدمه-ربطا بتطوّرات الميدان الاوكراني وامكانيّة لجوء حلف "الناتو" عبر القوات الاوكرانية، الى استهدافات "بالغة الخطورة" قد تهدّد الأمن القوميّ الروسي.. ثمّة تسريبات صحفيّة روسيّة المحت الى امكانيّة "تحريك" جبهات في المنطقة –بضوء اخضر روسي، خصوصا في سورية، بعدما وصلت تداعيات الحصار الاميركي المطبق –عبر قانون قيصر، على الشعب السوري الى حدّ  مأساوي مخيف..سيما مع إقرار واشنطن مُلحقا له وهو "قانون محاربة  الكبتاغون الذي يصنعه النظام السوري"-وفق زعمها.. ما سيزيد الخناق على  سورية ويفتح المجال امام الاميركي –وربما ايضا ذراعه "الاسرائيلية" لتنفيذ ضربات ضدّ منشآت سوريّة بزعم الاشتباه بأنها لتصنيع مخدّر الكبتاغون! .. وبحسب مصدر في صحيفة "غازيتا رو"، فإنّ الاوضاع في سورية ستتجه  الى الإنفراج جرّاء ضربة غير مسبوقة قد تجبر واشنطن الى فكّ حصارها عن سورية، "وربما يرتبط الأمر بصفقة" ذكيّة " حبكتها دمشق لصالحها حيال قضيّة الاسرى الأميركيين في سورية"-وفق ترجيحه.. ورغم"انهاك"ايران على مدى  اشهر بتظاهرات الشغب التي خرقتها اجهزة الاستخبارات المعادية، وانهماكها في  ملاحقة عشرات الخلايا المرتبطة بتلك الأجهزة وبجهاز "الموساد" الإسرائيلي، كما بانهماك روسيا  في عملياتها العسكرية المتواصلة لحلف "الناتو" في  اوكرانيا.. " "فإنّ الأوضاع المأساويّة التي تلفّ فئات الشعب السوري جرّاء حصار "قيصر" الأميركي، باتت تستدعي تحرّكا سريعا للحليفَين".. 

المصدر الذي توقّف باهتمام عند الزيارة المرتقبة والاولى من نوعها للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى دمشق في غضون ايام، واصفا اياها بـ "الهامة جدا" في هذا التوقيت الحسّاس.. كشف عن تنسيق بين طهران وموسكو ودمشق حيال  "تطوّر غير مسبوق" قد تشهده الساحة السورية "قريبا جدا"..ويشكّل مفاجأة  مدوّية في مطلع العام الجديد-بحسب اشارته!


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل