أقلام الثبات
مثلما يأتي الفجر الينا حاملا وصاياه ليوم جديد، سيظل سماحة الشيخ عبدالناصر جبري يأتي الينا من خلال نهجه وتراثه وارثه، يحثنا في "الثبات" على الصراط المستقيم وأن لا نخشى في الحق لومة لائم، وسيظل يأتي الينا من بين سنابل القمح حالما بغد أفضل يزهر أملا على شفاه الأطفال وعلى شواطئ دموعهم.
ست سنوات من الغياب الصعب، للبسمة التي كانت تبثنا الأمل كلما أشرق على مكاتبنا، لكن فكرك ونهجك وحلمك يظل يأتي الينا وهجا ثائراً: بأن اخلعوا انياب الأفاعي.. اخترقوا أبواب الصمت.. واخلعوا الخريف العربي الملعون.
أيها الغائب – الحاضر
ستبقى وصاياك حاضرة فينا: اثبتوا على الحق والعهد والوفاء والانحياز الى الحق: حق الناس في الحياة الحرة الكريمة، نصرة المظلوم على الظالم، حق المقاومة في القوة وقهر العدو، حين أفردت يا شيخنا جناحك للسفر، لم يكن سعيا وراء جاه أو طيب راحة من عناء العمل والسعي.. فانت كنت تعرف الرحيل الى اين: ففي صدرك سعي صلاة، وفي صبرك وارادتك دعوة وحدة وجهاد من أجلها.
يا عزيزنا
يا شيخنا
امض في سفرك الكريم الطويل الى جنان الرحمن.. ونم قرير العين: فوصايك سنعمل بها دائما وابداً، ونهجك سيبقى نبراسنا وهدفنا وعليه وبه نهتدي.
نحن على الوعد والعهد ثابتون: في خط المقاومة التي حررت و صنعت الانتصارات بعد ليل الهزائم الطويل منذ سقوط غرناطة في الاندلس عام 1492 م وجعلت للأمة مكانة بين الأمم.
باقون ومتمسكون بعهدك بأن أولى القبلتين وثالث الحرمين هي هوى أفئدتنا وارادتنا.
يا شيخنا وحبيبنا نم قرير العين برعاية الرحمن، فلن نتخلى عن ثالوثك الذهبي: الوحدة، المقاومة، وفلسطين.
مستمرون بالثبات على خطك الوحدوي المقاوم، وعلى أن قضية فلسطين وشعبها: هي قضيتنا الأساس وأن اللغة هي عامود الدين.
في سفرك الطويل يا شيخنا الى جوار الأنبياء والصالحين .. نؤكد لك بثبات ان مواعيدك ما تزال حية، وأن رغيف الخبز يجمعنا، وأن برق الفجر يجمعنا. نبلغك أننا في ثبات على خطك الوضاء، وعلى خطاك الراسخة في النهج المبين، حيث علمتنا ان نصرخ بصوتك في وجه الصمت والظلم والجور، لنخلع أنياب الافاعي المتسللة الى جسر القمح المعطاء. فسلام لك وتحية.