8 و 14، واحتمال التوافق على رئيس من جماعة 11... ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 21 كانون الأول , 2022 09:39 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أزمة الفرقة بين فريقي 8 و 14 آذار حملت الكثير من العناوين منذ العام 2005، وعبثاً حاول بعض الفرقاء تقريب المُتباعدين، لدرجة إعلان الوسطاء أنفسهم أنهم من فريق 11 آذار، وأنهم لا مع هذا ولا ضد ذاك، فكانت النتيجة أن الوسطاء شعروا وكأنهم "لا مع ستي بخير ولا مع سيدي بخير"، نتيجة المتاريس التي يرفعها "فريقا النزاع" عند أي استحقاق، مع تسجيل فارق صريح لدى جماعة 14، أنهم يختارون الصديق الذي على قياسهم ويقررون أنه على مقاس لبنان من منطلق مفهومهم لمعنى السيادة، حتى لو رآهم العالم "يتقعمزون" في خيمة سفير، أو ينشدون التخييم على طريق عوكر حيث تتنقل سعادة السفيرة، فيما الانتهاكات للسيادة اللبنانية عند بعض هؤلاء "مُعفاة من الكرامة"، وبقي وحده "السلاح غير الشرعي" معزوفة اجترارهم الدروس المُملاة عليهم، مع معرفتهم أن رقودهم على المعالف بات غاية في الانبطاح تحت ذريعة مصالح اللبنانيين في الخليج، أو مصلحة لبنان مع القوى الدولية المُهيمنة على صندوق النقد الدولي وصولاً ربما الى أخذ رضا عائلة "روتشيلد"!

وبما أنه لا حاجة للحديث مع اللبنانيين في العموميات، ندخل الخصوصيات الرئاسية وبالأسماء.

إذا كان ميشال معوض بالتوصيف السياسي اللبناني هو "سعودي أميركي فرنسي"، وسليمان فرنجية بمنظور البعض هو "إيراني سوري" فإن جوزف عون "قطري أميركي فرنسي" وقد يكون لغاية تاريخه هو الذي نعنيه بالرقم 11 بين جماعتي آذار، ولكن دائماً بال أهل الحل والربط في لبنان طويل، حتى ولو كان حبل مشنقة المجاعة يزداد اشتداداً على أعناق اللبنانيين الذين أثبتوا عدم جدارتهم حتى في إشعال ثورة حقيقية، وعندما ثاروا منذ ثلاث سنوات، جعلوها ثورة "تنابل عبد الحميد" على جلسات أراكيل وسوشي ومشاوي، وحلقات "طقش وفقش" ولا نرغب الاستفاضة في التوصيف!

بورصة جوزف عون مرتفعة للغاية، ليس لكونه أبرز المرشحين التوافقيين، بل لأنه وسطي على الطريقة القطرية التي ما انحازت يوماً لأحد من أطراف الصراعات الإقليمية البينية، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن.

المشكلة التي يواجهها فريق الوسطاء من جماعة 11 آذار أن البديل عن جوزف عون يحتاج الى تسويق، كي لا يكون مرشحها المُقترح ذا نكهة خفيفة ضعيفة مثل ميشال سليمان، مع تسجيل صعوبة إيجاد بديل يتوافق عليه جماعة 11 أنفسهم قبل إقناع الآخرين به، سيما وأن هذه الجماعة نمت مؤخراً بوتيرة متصاعدة، وتضم شخصيات بارزة في الرابطة المارونية التي زارها اللواء عباس ابراهيم في مبادرة نستطيع وصف غايتها أنها وطنية صادقة، واللواء ابراهيم رجل عملي ولا يشتري سمكاً في البحر.

ولا يجب أن يُفاجأ اللبنانيون إذا كان الرئيس ليس بمواصفات مروان شربل وزياد بارود في الورقة الإقليمية القطرية، بالنظر الى أن سيرتهما الذاتية ليست أكثر من وزيري داخلية سابقين ولا يمتلكان الوهج السياسي الجماهيري والقاعدة التمثيلية، لا بل يمكن أن يكون العوني ابراهيم كنعان بصفته الشخصية، أقرب منهما الى رضا جماعة 11 آذار بصفتها الوسيط من أي مرشح مستقل آخر، لأن السيرة الذاتية والمسيرة السياسية والخبرة القانونية / التشريعية لإبراهيم كنعان قد تؤهله لنيل البركة القطرية، وقطر تبحث لنفسها عن فرصة وزن في لبنان منذ دخلت عبر إحدى شركاتها العملاقة في عملية تقاسم الشراكة مع توتال الفرنسية وسواها بموضوع التنقيب واستخراج الغاز بعد إنجاز الاتفاق غير المباشر مع العدو الإسرائيلي.

قوة قطر في لبنان غير مرئية "على المكشوف" لغاية الآن، لكنها موجودة وأقوى من الورقة السعودية، لأن الأولى تستفيد من نقطة الضعف التي وصلت إليها الثانية، التي كانت تستحوذ على جماعة 14 آذار لكن حركة سفيرها باتت بلا بركة لأنها قصدت أن تتحدى الشريحة الواسعة من الشعب اللبناني المؤيد للمقاومة، فيما قطر اتبعت أسلوب اللباقة القريب من النهج الإيراني في تناول الملف اللبناني ولم تبنِ عداوات، ولم يتدخل السفير القطري ولو مرة واحدة في الصراع اللبناني الداخلي، ولا نعتقد أن قطر التي نظمت أنجح مونديال عالمي غير قادرة على بلوغ المرمى اللبناني وتسجيل هدف كان اللبنانيون ينتظرونه من دول غربية أو إقليمية نافذة، تصارعت على ملف لبنان وانتهت الأمور الى غضب جماهيري على صفيح الجوع، وبات الترياق القطري الذي يدغدغ البطون الجائعة بعيداً عن اصطفافات 8 و 14 آذار لصالح مرشح من 11 آذار، بمباركة قطرية أجادت الدوحة اللعب خلالها ولم ترتكب أي خطأ في منطقة الجزاء ...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل