المراهنة على انسحاب "تجربة ميقاتي" على "بعبدا"... سقطت - حسان الحسن

السبت 19 تشرين الثاني , 2022 12:10 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

بعد الانتهاء من عملية ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، يخيّم الجمود على مختلف الأوضاع والملفات في لبنان والمنطقة ككل. فلا مبادرات جدّية، لإيجاد الحلول للقضايا العالقة، وفي مقدمها المساعدة على إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، وإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم. ما خلا بعض الاتصالات التي يجريها الجانب الفرنسي (الطامح في استثمار الثروة الغازية اللبنانية)، في الداخل اللبناني، ومع بعض الأطراف الإقليميين المؤثرين في الساحة اللبنانية، في محاولة لإيجاد حلٍ للشغور المذكور، والتفاهم على تأليف حكومةٍ جديدةٍ، إذا تسنى لفرنسا الساعية الى تثبيت موقعٍ لها في شرق البحر المتوسط. إضافة إلى حاجتها للغاز اللبناني، جراء قيام موسكو بإجراء قطع الغاز الروسي عن دول الاتحاد الأوروبي الداعمة للسلطة في كييف. ولاريب أن للحرب الروسية- الأطلسية انعكاس على الأوضاع في المنطقة، تحديدًا لجهة تبدل الأولويات لدى الجانب الروسي، الذي نجح في إحداث التقارب بين دمشق وأنقرة، وتفعيل التنسيق الأمني بينهما، على أن يتفعّل إلى إعادة تبادل العلاقات الدبلوماسية بينهما في الوقت المناسب، هذا على سبيل المثال، لا الحصر.

ولاريب أن انشغال روسيا في حربها مع الحلف الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، لا يعني على الإطلاق تخلي موسكو عن دورها وحلفائها في المنطقة، بل ضمور هذا الدور راهنًا، إذا صح التعبير، في انتظار تبلور الأوضاع على المستوى الدولي. ولم يحرك المياه الراكدة في لبنان وسورية في الأيام القليلة الفائتة، سوى زيارة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي لدمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وسلّمه الموفد العماني، رسالةً من السلطان هيثم بن طارق، لم يفصح عن تفاصيل مضمونها. وفي هذا الصدد، لا يستبعد مرجع سياسي قريب من محور المقاومة، أن يكون فحوى هذه الرسالة، هو اقتراح صيغةٍ خليجيةٍ، للبدء في العمل على عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ودعوتها إلى حضور القمة العربية المزمع عقدها في ربيع العام المقبل. أضف إلى ذلك، فإن لدى السلطنة وغالبية الدول العربية، وبخاصةٍ الخليجية، تسليم بالدور السوري في التوازن العربي، والمحوري في المنطقة أيضًا.

بالعودة الى الملف اللبناني، تحديدًا في شأن الملف الرئاسي، يؤكد مرجع واسع الاطلاع ألا تطوراتٍ جديةٍ تذكر، على خط الملف المذكور، وذلك لانشغال الدول المؤثرة في لبنان في مشكلاتها، كفرنسا التي تعاني من أزمة في الطاقة، وإيران التي تشهد بعض الاضطرابات، والسعودية المهتمة بكيفية الخروج من الحرب على اليمن، مع الحفاظ على "ماء الوجه"، فهي غير المكترثة للوضع في لبنان.

وزاد في "طين بلة" الخلاف الإيراني- الفرنسي، بعدما عادت العلاقات بين طهران وباريس لدائرة التوتر مجددا، وسط اتهامات إيرانية للدول الغربية باستغلال الاحتجاجات في البلاد لإثارة الاضطرابات وزيادة الضغوط عليها عبر تشديد العقوبات. كذلك كشف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي عن اعتقال عدد من عملاء المخابرات الفرنسية على خلفية تسعير "الاحتجاجات" المتواصلة منذ شهرين. ويكشف المرجع المذكور أن الخلاف بين طهران وباريس، بدد طموح بعض المسترئسين في لبنان، الذين راهنوا على "الأجواء الباردة" السابقة بين إيران وفرنسا، على حد تعبير المرجع. ويختم بالقول: "توهم البعض أن تجرية وصول الرئيس نجيب ميقاتي (المدعوم من فرنسا) الى السرايا الكبيرة، قد تنسحب على وصول رئيسٍ جديدٍ إلى قصر بعبدا، غير أن هذه المراهنة سقطت".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل