أقلام الثبات
انشغل العالم بوفاة الملكة اليزابيت بعد96عاما, منهم 70 عاما على العرش البريطاني الذي لا يذكر سوى بالمآسي التي ارتكبها الاستعمار البريطاني الذي كانت مملكته لا تغيب الشمس عن الأراضي المستعمرة للتاج البريطاني .
كثيرة هي المدائح المنقولة عن السنة زعماء في العالم عبر وسائل الاعلام للملكة التي روحها الان بين يدي الخالق , في الوقت الذي تعيش بريطانيا التي تقلصت مساحات استعمارها كما هيبتها وقوتها بسبب افعالها , حقبة اقتصادية وسياسية ، صعبة,بينما يركز العالم بأجهزته الإعلامية على ان الراحلة حافظت على التقاليد والتراث ,,من خلال وجودها على كرسي الملكة وحافظت على النهج المتوارث من الف عام لعائلتها , أي بكل بساطة لم تغادر روح الاستعمار والتآمر, وتأليب الشعوب على بعضها البعض ,وهي البلاد الأكثر استخداما لمقولة "فرق تسد"
من الطبيعي , لا بل من المخزي الشماتة بالموت ,والكل يدرك ان الموت حق مهما طالت الاعمار , واحترام الثقافات واجب , لكن لا يجوز التغاضي عن الارتكابات الفظيعة لأي كان ,وان كانت التقاليد تركز على "اذكروا محاسن موتاكم "
لا زالت الامة العربية التي استعمرت بريطانيا أجزاء واسعة منها تعاني الامرين من السياسة البريطانية منذ حقبة الاستعمار المباشر للعديد من الأقطار بحيث زرعت المشكلات الحدودية بالتعاون مع الشريك الاستعماري المنافس, اي الفرنسي , لكن الأخطر زرعا , كان بايدي بريطانية , الا وهو الكيان الصهيوني المؤقت على ارض فلسطين , والذي تريد بريطانيا تأبيده ,ليس فقط من خلال تقديم العون له , وانما تغطية ارتكاباته الاجرامية اليومية , واعتبار الجرائم دفاعا عن النفس , وأيضا الدفاع عن الاغتصاب – اغتصاب فلسطين .
بغض النظر عن تحول الملكية في بريطانيا الى ملكية دستورية , بحيث ان الملك يملك ولا يحكم , وهو تفسير خطير يبرئ الملك من سياسات الحكومات , لكن اليس كلام الملك مسموعا , ويعتبر هو المرشد السياسي , وان لم يطلق تصريحات سياسية في الاعلام كي لا تتحول مستمسكات اذا فشلت التوجهات او الرؤى.
من العجيب ان سبعين عاما على رأس العرش البريطاني , لم تحاول الملكة مرة ان تصحح الفعلة الشنيعة لا بل الخطيئة التاريخية التي لا تموت ,بحق امة وشعب , شعب يعاني الاحتلال والقتل والقهر والاعتقال والحصار في بلداته وقراه ومدنه , ومصادرة املاكه العامة كما املاكه الشخصية, لا بل لا تزعج "ملكة الإنسانية" نفسها بكلمة سواء , وهذا امر لا يتنافى مع الملكية الدستورية , بل يتنافى تماما مع القيم الإنسانية .والتمسك بالخطيئة .
أيام ويكون جسد الملكة تحت التراب , كما والدها الذي اورثها العرش والنهج ,والدها الذي شهد ورعى عمليا قرار حكومته بوعد بلفور المشؤوم ,ويحضر جنازة الدفن ,مسؤولون كبار في العالم وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ,الذي تستمد بلاده روح السياسة الاستعمارية البريطانية مع تجديد وتطوير الأساليب في القتل والتدمير والاغتيال الاقتصادي للدول حتى الحليفة منها , لا لسبب معين , بل لفقدان الشعور الإنساني كليا مقابل السيطرة والنفوذ والجشع في سرقة ثروات الشعوب من خلال الاستناد الى القوة كمفهوم احادي للمستعمرين القدامى والجدد.وهو ما تتمتع به بكل عنجهية رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس كأخر رئيسة وزراء للدولة "العظمى" , تباركها الملكة الراحلة.
عشرة أيام , كانت فترة سماح للطبقة السياسية الحاكمة في بريطانيا , وسيعاد تفعيل الاحتجاجات بسبب الازمة الاقتصادية المتنامية جراء التورط البريطاني الاعمى في العداء لروسيا كما ستكون هناك تداعيات سياسية لتغييب الحزب الجمهوري الإيرلندي "شين فين" الفائز بالانتخابات التشريعية ,عن مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث التي أقيمت في إيرلندا الشمالية.وقد أعلنت ماري لو ماكدونالد رئيسة الحزب أن مراسيم تتويج الملك تشارلز الثالث هي لمن يدينون بالولاء للتاج البريطاني بينما حزبها يؤيد إعادة توحيد إيرلندا الشمالية مع جمهورية إيرلندا،
من الهام جدا فهم ما تعكسه الصحافة البريطانية بشكل خاص والغربية بشكل عام عن المملكة الايلة الى الافول , وفي هذا الاطار قالت صحيفة "غارديان"، إن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس قد تدفع بلادها "الغارقة" إلى الوقوف "على الهامش". وأضافت المقالة: "كيف سيفكر قادة وشعوب الدول الأخرى في ليز تراس في ساعة الاختبار غير المسبوقة لبريطانيا؟ يجب الآن على رئيسة الوزراء عديمة الخبرة أن تحاول قيادة البلاد خلال أزمة الوحدة والثقة التي يمكن أن تحدث بسبب وفاة إليزابيث الثانية".
ووفقا للمقالة، غالبا ما تتحدث رئيسة الوزراء الجديدة عن تعميق التحالفات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن أفعالها حتى الآن لا تدل على "بريطانيا العالمية" التي "تشق الطريق" للآخرين، بل على دولة وحيدة "من دون أصدقاء".
اما وكالة "بلومبيرغ"فاعتبرت أنه مع وصول تراس إلى السلطة ، فمن المرجح عدم قدرتها على التعامل مع الأزمات الصعبة التي تعصف ببلادها، "لتجعلها أضحوكة". وخلصت إن وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والتضخم غير المسبوق، والاقتصاد المتعثر، والأزمة الأوكرانية، والتهديد بإفلاس الملايين من المواطنين بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، إلى جانب قيادة تراس الضعيفة، كل ذلك قد يؤدي بالمملكة المتحدة إلى كارثة.