وعد الآخرة.. "اليمن منتصر وفلسطين جوهرة القلب"‎‎ ـ يونس عودة

الثلاثاء 06 أيلول , 2022 08:30 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

ثمانية أعوام من العدوان والحصار، شاركت فيه عشرات الدول الى جانب التحالف الذي تقوده السعودية المؤلف من 11 دولة-خائبة ضد اليمن وشعبه

ثمانية أعوام لم يحقق العدوان أي من أهدافه، ورأس العدوان الغني بثرواته المستخدمة في رشوة الدول "العظمى" في الأمم المتحدة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا الشريكان الأكثر نفوذا في العدوان، والأكثر امدادا للتحالف العدواني بالسلاح والمعلومات، وكذلك الكيان الصهيوني الذي كان يشارك بالخفاء عبر الخبراء.

ثمانية أعوام، والأمم المتحدة ومنظماتها، لم تتمكن سوى من تعداد الضحايا، وأسماء الأوبئة المنتشرة مع اغماض العيون عن السبب والمسبب، او اقتراب المجاعة الكبرى، او حاجاتها الماسة للأموال للقيام بما تسميه "خدمات" للشعب اليمني.

ثمانية أعوام من الصمود الأسطوري، والقتال المر في ميزان قوى تسليحي وبشري بما لا يقاس في أكثر من 400 نقطة اشتباك. يرفدها انتاج حربي يتلاءم مع المعارك من الطاقة الى الصاروخ الى المسيرات المتعددة المهام، وكله صنع في اليمن، بمهارات يمنية اذهلت منتجي الأسلحة الذين تتوافر لهم كل ظروف الإنتاج والتصميم والتفكير بهدوء وراحة وليس تحت ضغط النيران.

ثمانية أعوام من الاعداد الثقافي والنفسي والاعداد القتالي، انتجت انتصارات سجلها التاريخ كيف يقاتل الفقراء - الحفاة، أعتى الخبراء والجيوش تسليحا وتدريبا. عمادهم ثقافة قرآنية، والايمان بالحق والقضية، بموازاة انتشار نقاط تفتيش برا وبحرا حيث انتشار بوارج قراصنة التحالف في البحر الأحمر لمنع كل السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة ولا سيما التي تحمل الغذاء والدواء والقمح والمساعدات التي سمحت الأمم المتحدة بدخولها، بمزاعم منع دخول الأسلحة، وحتى مع إعلان الهدنة التي سجلتها الامم المتحدة لنفسها كإنجاز غير مسبوق، تضمنت بندا خاصا بدخول سفن الوقود وألزمت تحالف العدوان بالكف عن اعتراضها والسماح بدخولها، لم تنجح تلك الأمم في تطبيق اتفاقها، وتتمنع عن الإشارة الى ان تسع سفن مقرصنة الى موانئ جيزان، كما طوال فترة الهدنة الآيلة الى الانتهاء اذ قام تحالف العدوان بحجز كل السفن التي تتجه الى ميناء الحديدة، فيما اليمنيون الذين تسرق السعودية نفطهم كما يسرق الاميركيون النفط السوري، يعانون نفاذ النفط بأنواعه المختلفة.

لقد فاجأ اليمنيون بعد ثماني سنوات من القتال اليومي، والحصار الألعن برا وبحرا وجوا بالعرض العسكري المهيب والمهاب بشعار " وعد الآخرة".

لقد اكتسب العرض برسائله المتعددة أهمية ومفاجآت غير مسبوقة، فمن حيث المكان له رسائله ومعانيه، ان العرض في الحديدة التي أعطت الولايات المتحدة الأميركية الضوء الأخضر لتحالف العدوان وخلال خلال العامين 2018 و2019 مع عسكرة البحر الأحمر بالبارجات والسفن الحربية الاميركية وحتى الصهيونية تعزيز سيطرته وسطوته على هذا البحر الأحمر والهجوم من خلاله لاحتلال الحديدة والساحل الغربي في معركة إسقاط الساحل التي مني فيها العدوان بخسائر كبيرة رادعة جعلته يعيد حساباته.

لقد ظهر في "وعد الآخرة" صواريخ تعرض للمرة الأولى كسلاح بحري كاسر، مثل الصاروخ «مندب2» فائق القوة، الذي يبلغ مداه- حسب المعلومات- 1500 كم، وفالق1، فضلا عن الألغام التي يمتلكها اليمن وهي قادرة على استهداف البوارج والسفن الحربية في البحر وتفجيرها وهي تتميز بقدرة فائقة على التدمير. ما يعني أن اليمن قادر عمليا على ضرب أي موقف ونقطة في البحر الأحمر، وسجل أيضا انه كان العرض الأضخم من حيث العتاد والتجهيزات والمشاركين فيه، وهذه الرسالة وصلت بأوضح العبارة والصورة.


كما ان العرض العسكري هو الأضخم من نوعه إذ بلغ عدد المشاركين فيه أكثر من 25 ألف عسكري، مع أسلحة بحرية وبرية وجوية ودفاعية متطورة لم تكن معروفة، وهي جزء مما اًفرج عنه للمشاهدة وقد أدى رسالته بانتظار المهام التنفيذية بحيث أن اليمن بات قادرا على ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر من أي نقطة على ارضه، وحتى ميناء إيلات، كما كشف الرئيس مهدي المشاط في كلمته بالعرض العسكري «وعد الآخرة» وهي إشارة إلى بوصلة المعركة. اذ جاء في آخر سورة الاسراء في القرآن الكريم: "وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا".


ان القضية الفلسطينية وتحرير بيت المقدس لم يكن يوما خارج ضمير اليمنيين وسواعدهم، "وعد الآخرة" كراية للعرض العسكري، أكد مراميه قائد الثورة القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بثبات موقف اليمن بأن اليمن جزء من معادلة محور المقاومة وأن على الكيان الصهيوني أن يحسب ألف حساب لهذه القوة التي يراكمها اليمنيون.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل