أقلام الثبات
دخلنا شهر ايلول الموعود باستحقاقاته ومفاجآنه الكبرى-على ما يبدو.وتنتهي فيه المهلة التي حدّدها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله للثنائي الأميركي- "الإسرائيلي" للإنتهاء من ملفّ الترسيم البحري واستخراج الغاز من دون اي نتيجة واضحة يُعوّل عليها في ردّ الموفد الأميركي آموس هوكشتين ليُبنى على هذا الردّ المقتضى.. هدوءا او تصعيدا، بل ما بدا واضحا حتى اللحظة، هو الإستمرار في تمرير التسريبات "المتناقضة" في وسائل الإعلام العبرية، وشبه اجماع على تأجيل الإستخراج الى شهر تشرين الأول، وربما الى الشهر الذي يليه اي ما بعد إجراء الإنتخابات المرتقبة في الكيان، في ما يبرز واضحا استمرارا في المماطلة الأميركية-"الإسرائيلية" حيال هذا الملف، وهو ما عكسه الإعلام العبري مؤخرا، مُبيّنا انّ واشنطن وتل ابيب لن يُقدّما نصرا لحزب الله عبر الرّضوخ لشروطه، بل "تمريرة" اميركية حملت تهديدات مبطّنة الى لبنان، نبّهت من عزم "اسرائيل" الرّد بطريقة مُرعبة على لبنان، مقابل اي ضربة لحزب الله تجاه حقل كاريش، لن توفّر فيه اي بنية تحتية او قطاع حيوي خصوصا مطار بيروت!
في المقابل، وصل الرّد من قيادة حزب الله الى "من يعنيهم الأمر"- وفق ما كشف مصدر صحافي لبناني، فحواه" استخراج مقابل استخراج وفي التوقيت الذي حدّدناه، ورفع الحصار الأميركي فورا عن لبنان..وغير ذلك فإنّ الحزب قد اتخذ قراره"!
لا تنفِ وسائل اعلام عبرية انّ الكيان "الإسرائيلي" يأخذ تهديدات السيّد حسن نصرالله على محمل الجدّ، وتؤكد "انّ اسرائيل إتخذت كلّ السيناريوهات للرّد على اي خطوة استفزازية من جانب حزب الله ضدّ حقل كاريش، او "ما بعده".. لكنها في المقابل اوضحت عدم النيّة بالذهاب الى مواجهة شاملة، خصوصا انّ اروقتها الأمنيّة والإستخبارية تجهل ماهيّة ردّ الحزب فيما لو لم يتمّ التوصّل الى اتفاق مع لبنان في الملفّ البحري.. فأي ضربات قد تبدأ محدودة بين الجانبين، قد تتوسّع على نحو دراماتيكي، وقد تتخطّى كلّ السقوف والتوقعات!
فهل سيكون الرّد من "جبهة" حزب الله حصرا فيما لو اضطُرّ الحزب الى اتخاذ هذا الخيار؟ او تنخرط فيه جبهة "حليفة" له في المنطقة؟ او اكثر من جبهة؟-وهذا ما المح اليه السيّد نصرالله في احدى اطلالاته مؤخرا.
ثمّة تطوّر خطير دخل على خطّ السيناريوهات التي اعدّتها تل ابيب للرّد على اي ضربة قد يُسدّدها حزبُ الله في مرمى "كاريش" او ما بعده..
-القناة العبرية- ونقلا عمّا صنّفته ب" مصدر في الإستخبارات""I24 News" حذرت من " انّ حزب الله يخدع اسرائيل من خلال تسليط الضوء على الجبهة الشمالية، فيما قد يكون الخطر هذه المرّة من مكان اخر.. من جبهة "الحوثيين" ومسيّراتهم".. وبدا لافتا ترجيح المصدر المذكور "ان تتعرّض اسرائيل للمرّة الأولى لقصف من دولة عربية بعيدة عنها، واحتمال انخراط مقاتلي الحركة اليمنيّة في القتال الى جانب حزب الله فيما لو اندلع التصعيد بين الحزب و"اسرائيل" على خلفية عدم التوصّل الى اتفاق بخصوص ملفّ النفط والغاز!.. لماذا الآن الخشية في الكيان من دخول محتمل لحركة "انصار الله" اليمنيّة على خطّ اي مواجهة مرتقبة بين اسرائيل وحزب الله؟
في 18 آب الماضي، صرّح رئيس اركان الجيش "الإسرائيلي" افيف كوخافي، "انّ الجيش قصف-خلال الهجمات التي نفّذها على قطاع غزّة، دولة ثالثة"، بعد ان نُقل عن وزير الحرب بيني غانتس تأكيده على الأمر نفسه.. لم يُحدد كوخافي اسم هذه الدولة، الا انّ القناة "14" العبرية، وصحيفة "هآرتس" والقناة 12 اجمعت على انّ الدولة المعنيّة هي اليمن..دون ذكر ماهيّة الهدف الذي تمّ قصفه او اي تفاصيل اخرى!
أُحيط الخبر بعلامات استفهام كبرى.. فلطالما وقفت "اسرائيل" وراء الستار على مدى سنوات العدوان على اليمن، وأوكلت- مع حليفها الأميركي، الثنائي السعودي -الإماراتي لتنفيذ المخطّط ضدّ هذا البلد.. فلماذا تدخّلت هذه المرّة بشكل مباشر في قصف هدف او اهداف في اليمن؟ولماذا أحيطت واقعة الإستهداف هذه بتكتّم على ضفّة حركة "انصار الله" قبل ان ينفيها لاحقا عضو المجلس السياسي فيها محمد على الحوثي؟
ثمّة تسريبات صحافية –لم يتمّ التأكد من صحّتها، كشفت عن وصول صاروخ يمني الى داخل الكيان اثناء العدوان الأخير على غزة.. إن صحّت هذه التسريبات، فهذا تطوّر خطير بالنسبة لقادة تل ابيب، وسيكون عليهم من الآن وصاعدا، اضافة "عدوّ" اخر على لائحة المواجهة المباشرة معه وليس بالوكالة.. وهم يدركون جيدا قدراته التسليحية المُعلنة و"جهل" ما خُفي عنها.. فواقعة استهداف منشآت ارامكو في رأس تنورة بمنطقة الدمام شرقي السعودية العام الماضي، لا زالت حاضرة في اذهانهم، وتوقف عندها جنرالات ومحللون وخبراء عسكريون "اسرائيليون" مليّا.. فالعمق الذي استهدفته الصواريخ الباليستية اليمنية بعيدة المدى حينها، تجاوز 1580 كلم، وبالتالي، فإنّ تل ابيب تلقفت رسالة الحركة اليمنية جيدا" صواريخنا باتت قادرة على الوصول الى عُمق كيانكم"...
وعليه، برز لافتا في معركة سيف القدس، مبادرة الجيش "الإسرائيلي" الى تفعيل غرفة عمليات قيادة المنطقة الجنوبية للمرة الأولى، خوفا من وصول الصواريخ اليمنية الى المستوطنات والمنشآت الحيوية والعسكرية "الإسرائيلية".
وفي مقابل الأنباء التي تشير الى "حِراك" اميركي على خطّ تل ابيب بهدف إتمام الاتفاق مع لبنان في الملف البحري-منعا لأي تصعيد في المنطقة في هذا التوقيت
تحديدا، لا تنفِ شخصيات ومصادر اعلامية لبنانية موالية للمقاومة، انّ جهوزية حزب الله العسكرية وصلت الى الحدّ الأقصى "وكأنّ الحربَ واقعةٌ غدا"، ربطا بتوجّس الحزب من الغدر "الإسرائيلي" –والذي لن يُقدم حتما على تقديم "هدية" ثمينة لعدوّه تُبرزه "بطلا في عيون اللبنانيين".. وسط معطيات نُقلت عن مصدرّين روسيّيَّن رجّحا حدثا عسكريا مرتقبا "بالغ الأهمية" في سورية فيما يخصّ الضربات "الإسرائيلية" شبه المستمرة على الأراضي السورية..
وإذ ألمحت الى رسالة روسية وصلت الى تل ابيب بُعيد ساعات على الضربات "الإسرائيلية" التي استهدفت ليل امس الأربعاء، محيط مطار حلب ومواقع في ريف دمشق، حملت تحذيرا "عالي الجدّية" حيال "التوقيت الخطير" الذي تعبث فيه اسرائيل في ملعب سورية وحلفائها- ربطا بقرار كبير تمّ تأجيله لسنوات الى حين إنجاز فُرَص نجاحه بشكل كبير، وقد تكون ترجمته " قريبا جدا".. كشفت المصادر-نقلا عن ضباط عسكريين روس في سورية، توقّعهم تكرار واقعة شباط 2018 –بنسخة خطيرة هذه المرّة.
ليبقى اللافت في ما تضمنته معلومات مصادر صحافية لبنانية-تقاطعت مع اخرى عراقية، المحت الى انّ مفاجآت شهر ايلول الحالي ستكون مدوّية "في عمق التواجد العسكري الأميركي"، والتي من المُرجّح ان تُتوّج بضربة "من العيار الثقيل" في الملعب "الإسرائيلي"- دون ذكر المزيد من التفاصيل!