عام على الاندحار الأميركي من أفغانستان ـ أحمد زين الدين

الخميس 25 آب , 2022 01:51 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام ـ الثبات

في 30 آب 2021، صعد قائد الفرقة الأميركية المحمولة جواً كريستوفر دوناهو، إلى طائرة النقل العسكرية "سي ـ 17" الجاثمة في مطار كابول، بما يشبه هزيمة الأميركيين في فيتنام في 29 نيسان 1975، حين سقطت سايغون بأيدي الثوار "الفيتكونغ"، وكان مشهد إجلاء الأميركيين عن سطح مبنى السفارة الأميركية، من أكثر المشاهد المأساوية في تاريخ أميركا، وخصوصاً أمام ركل الجنود الأميركيين للفيتناميين العملاء الذين حاولوا الهروب مع الضباط والجنود الأميركيين الفارين.

يومها كان جحيم الدرس الفيتنامي قاسياً إلى درجة أن الشيطان الأكبر لم يستطع الاستمرار في جحيم اللهيب الفيتنامي أو الانتصار عليه.

وما زال الخروج الأميركي المذل من مستنقعات فيتنام درساً هائلاً، لليانكي وللعملاء الذين خدموا أسيادهم وكانوا ضد أوطانهم وأهلهم.

وبعد الاندحار الأميركي من أفغانستان بأسابيع قليلة وتحديداً في أول تشرين الثاني 2021، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي: أن أيام السيطرة الأميركية تنتهي، وندخل عالماً ثلاثي الأقطاب مع ظهور روسيا والصين كقوى عظمى، وهي موسكو وبكين من جهة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية من جهة ثانية، إضافة إلى ما سماه الإرهاب الذي يبقى أولاً وأخيراً صناعة أميركية مئة بالمئة حسب الاعترافات الأميركية.

 

 

الجنرال "طقس" يهزم الأميركي في صحراء طبس الإيرانية

حبذا لو جماعة الأميركيين في كل مكان وعندنا في لبنان يأخذون العلم من التجارب الأميركية في التخلي عن الاتباع وتركهم إلى مصيرهم المشؤوم، ونذكر هنا بعملية "مخلب النسر" في نيسان 1980 كما أطلق عليها الأميركيون في زمن الرئيس جيمي كارتر بطل "اتفاقات كامب دايفيد"، حينما أصيبت واشنطن بنكسة كبرى في صحراء "طبس" الإيرانية، وخصوصاً أن أكثر الإعلام العربي لا يحب ذكرها بتاتاً، ويضرب عليها كثباناً كثيفة من الرمل والنسيان حتى لا يذكر بنكسة كبيرة للأميركيين، فكم هو هام أن نستحضر منظر الطائرات الأميركية المحطمة في تلك الصحراء، وفي مشهد جثث الجنود الأميركيين المتفحمة.

ببساطة لقد تحطمت بطريقة مذهلة العملية الأميركية للإغارة على طهران، علماً أن هذه العملية كان يتابع تفاصيلها الرئيس الأميركي جيمي كارتر نفسه، وقادها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ديفيد جونز ونفذها الجنرال جيمس فوت مدير هيئة العمليات والتعبئة، وتواصل إعداد في البنتاغون خمسة أشهر كاملة، لكن المخططين نسوا البحث في حالة الطقس يوم الأغارة، فكان أن حطم الجنرال طقس الإيراني العنفوان الأميركي.

للبنانيين الذين لا يروا قوة أعظم من الأميركي، ولا حليفاً يجلب لهم فوز ما، إلا في الأميركي، نؤكد لهم أن أميركا في منتهى الضعف.

 

 

 

 

الفلاحون الأفغان حولوا الأعلام الأميركية إلى أكياس تحمل العلف لمواشيهم

ثمة صورة نشرت تختزل كل الذل الأميركي، حينما حول فلاحون من أفغانستان الأعلام الأميركية التي تركوها ترفرف على الثكنات والمراكز وعلى الدبابات المهجورة أو المحروقة، إلى أكياس مملوءة بالتبن أو الحشيش تنقلها عربات تجرها الحمير أو في شاحنات صغيرة لتكون علفاً للمواشي.

حبذا، لو يراجعوا وقائع التاريخ وعبره، والابتعاد عن نصائح ودروس وليد فارس الفار منذ العام 1990 من لبنان إلى أميركا .

 

 

 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل