أقلام الثبات
يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة هي الأولى له الى المنطقة كرئيس للولايات المتحدة , في ظل وضع عالمي متوتر , لم ينف كبار المتصارعين فيه إمكانية استخدام السلاح النووي, حتى لو فنيت البشرية وذاب كوكب الأرض , وبالأخص من جانب حلف الناتو الذي تقوده اميركا ,تلك الدولة الاتحادية – المترنحة التي قامت على سيول من الدماء ,وافناء حضارات إنسانية , جراء قواعد سياسية ترتكز على القتل والجشع والغزو والسيطرة وبسط النفوذ.
لا يحار المحللون في استنتاج المرامي الاساسية لجولة بايدن في السياسة والاقتصاد , وهو المأزوم مع ادارته "الديمقراطية"على المستوى الداخلي الى اقصى الحدود بسبب الفشل المريع في تنفيذ الوعود الانتخابية , اكانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية , وبالتالي يحاول الهروب الى الامام لعله يحقق نجاحا ما يحتوي من خلاله تنامي الغضب الداخلي , بسبب التضخم والغلاء غير المسبوقين.
فاخر الرئيس الأميركي الذي يرفض الشعب الأميركي , وحسب الاستطلاعات إعادة ترشحه للانتخابات , بأنه سيكون أول زعيم أميركي يطير مباشرة من تل أبيب إلى مدينة جدة السعودية، حيث يجتمع الى الذين توعدهم بحساب عسير , مع وصفهم باقذع العبارات , والهدف من ذلك امران ,خصوصا انه سيجمع زعماء مجلس التعاون الخليجي ,وزعماء عرب اخرين ليلقي عليهم الدرس الأميركي الفتنوي .
الامر الأول : ترميم العلاقات بين ادارته وادارة مملكة ال سعود , والضغط عليها ما امكن ,هي ومنتجي النفط والغاز في المشيخات والدول الحاضرة للاجتماع لزيادة الإنتاج ولو من الاحتياطي الموجود لديها ولا سيما السعودية والامارات وهما الوحيدتان من المجتمعين , أعضاء في منظمة "أوبك", , وهنا يدخل السبب المركزي , وهو تعويض النفط الروسي ومحاولة التخلي عنه , ويرى خبراء السوق النفطي العالمي انه إذا استخدمت دول الخليج طاقتها الاحتياطية إلى أقصى حد، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية. ما دب الخوف لدى تجار النفط من احتمال جدي بان لا يتبقى احتياطي في السوق العالمية لتغطية الاضطرابات المحتملة.مضافا الى ذلك استحالة الحل.
وبصرف النظر عن جميع المخاطر والارباح المحتملة المرتبطة بتدفقات نفط أوبك الخام، فهناك مشكلة مركزية ، وهي نقص القدرة في جميع أنحاء العالم على إنتاج البنزين ووقود الديزل ووقود الطيران.ولذلك فان والهدف البعيد من ذلك مضاعفة العمل الأميركي – الأطلسي من اجل مواجهة روسيا , ومحاولة تطويق الصين , وهما الدولتان اللتان اصبحتا اكثر مقبولية لدى الدول المذكورة لشفافية تعاملهما والصدقبة الواضحة , مقابل برنامج الكذب الأميركي , المقرون بتهديدات , اذا خرجوا عن الولاء .
لا يشي الوضع الدولي , بإمكانية تحقيق بايدن نجاحا في مجال النفط واسعاره , وان بدا انه قدم تنازلا سياسيا بزيارة السعودية والاجتماع بمن كان يهدد بعزله , وعزل المملكة التي يديرها ,ليس حبا بالسعودية والعرب الاتباع لواشنطن وانما لمحاولة انقاذ نفسه وادارته من براثن وضعوا انفسهم على كفوفها من خلال محاولة تصديع روسيا , فكانت النتيجة بان السياسة العدوانية الأميركية دفعت ولا تزال البشرية نحو المجاعة , ولعل دولا في افريقيا واسيا الأكثر تضررا .اذا تجاوزنا ما حل بالاتحاد الأوروبي وهبوط اليورو الى مستوى الدولار الواحد بعد ان كان اقوى بعشرين بالمئة
لقد كشفت الأمم المتحدة بأن الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والطاقة في العالم، أدى إلى انتشار الفقر الذي طال خلال ثلاثة أشهر فقط 71 مليون شخص من سكان دول متدنية الدخل. ورأى أن "أزمة كلفة المعيشة هذه تلقي بملايين الأشخاص في الفقر" ما يهدد بانتشار "مجاعة بسرعة مذهلة"، في وقت "تتزايد مخاطر تفاقم الاضطرابات الاجتماعية يوما بعد يوم". ودائما بحسب الأمم المتحدة التي حددت انه بين الدول التي تواجه أخطر العواقب، جراء ارتفاع الأسعار، اليمن والسودان وإثيوبيا وأرمينيا وأوزبكستان وبوركينا فاسو وغانا وكينيا ورواندا وهايتي وباكستان وسريلانكا ومالي ونيجيريا وسيراليون وتنزانيا.
اما الهدف الثاني , للجولة البايدنية , هو صب الفائدة في دلو الكيان الصهيوني , حيث ان رئيس وزرائه يائير لابيد يعمل على استثمار الاصداء الصوتية للزيارة ليس الا , لان حكومته لن تعيش اكثر من أربعة اشهر , وكذلك , ورغم اتفاقات صفقة القرن وابراهاماتها , فان العالم يشهد ارهاصات تحولات كبرى , سوف تستدعي من السعودية التريث ولو في الشكل العلني , لان ما يجري تحت الطاولة من اجتماعات , واشراك الخبراء العسكريين والامنيين الإسرائيليين في الحرب على اليمن , لا بل إيجاد قواعد عسكرية للاسرائيليين على البحر الأحمر ما كان ليحصل لولا السعودية ومشيخة ابوظبي .
بكل الأحوال , ليس هناك من يتوقع نجاحا لجولة بايدن بحد ذاتها , وهو لن يتمكن من تقديم اغراء – رشوة للشعوب الغربية , والأميركية على حد سواء في ان المواجهة مع روسيا نجحت حبث منابع النفط والغاز .