ميقاتي يغمُرالبطيخات الثلاث: التصريف والتكليف والتأليف !!! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 06 تموز , 2022 08:18 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لا خوف على سقوط أيٍّ من البطيخات الثلاث من حضن الرئيس نجيب ميقاتي، ليس فقط لأنه يغمرها جيداً، بل لأنه حًمِّل "الثلاث" والوضع لا يسمح لحمَّال سواه مقاسمته الحكم تكليفاً وتأليفاً ومنافسته على الأقل، لإختصار الأيام الثقيلة التي يعيشها اللبنانيون في ظل حكومة تصريف أعمال. ولذلك، فالرجل مرتاح الى وضعه سواء شكَّل حكومة جديدة أم بقي حتى الإستحقاق الرئاسي سيِّد نفسه في السلطة التنفيذية، يتناوب على الأدوار كما مقُولة "ما في بالميدان غير حديدان".

يبدو الرئيس ميقاتي حالياً وكأنه صاحب "شركة قابضة" مُتماسكة، وهو رئيس مجلس إدارتها، بل هو كل مجلس إدارتها، كي لا يظُن البعض أن "نادي رؤساء الحكومات السابقين" له ضلع أو إصبع في تنصيبه، لأن رئيس النادي سعد الحريري ممنوع عن السياسة حتى إشعارٍ آخر، وفؤاد السنيورة حجَّمته الإنتخابات النيابية الماضية الى ما دون الصفر، وتمام سلام يعرف حدوده على المستويين المذهبي والوطني، فيما ميقاتي "تعفَّف" عن النيابة لأنه كان يرى بعين بورصة رجل الأعمال أن العمل على البقاء في السراي أضمن وأربح.

ما يرفع من أسهم نجيب مبقاتي من الآن وحتى نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، وربما الى ما بعد انتهائها، أنه بدا كما الترياق بالنسبة الى طائفته السنِّية، بعد النكسة / النكبة التي تسبب بها غياب الحريري سعد، وعدم ترحاب الطائفة بالحريري بهاء، وعدم وجود وجوه أخرى تواكب المرحلة، باستثناء من يفرزون أحقاداً تجعلهم والى الأبد بعيدين عن بلوغ بوابة السراي الخارجية من أمثال النائب أشرف ريفي، فأجمع أطراف الطائفة كلُّ في سرِّه، أن مسك ميقاتي بكل أوراق اللعبة الحكومية نصرٌ للطائفة، في ظل ضياع الطوائف السياسية الأخرى، بعد صباحية انتخابات نيابية غيَّرت من معالم المجلس، وعشية انتخابية رئاسية مشكوك بسلامة إجرائها.

شئنا أم أبينا، نجيب ميقاتي رجل المرحلة للأسباب التالية:

أولاً: هو الذي ينطبق عليه المثل اللبناني "اللي ببيت أهلو عا مهلو"، وطالما أنه ساكن السراي حالياً، فمن مصلحته أن يُشكِّل الحكومة التي على مزاجه، طالما أن معظم الفرقاء حرروه من إشراكهم بها عبر تصريحات علنية بعد استشاراته مع الكتل النيابية، أو يبقى رئيس حكومة تصريف أعمال، ويريح نفسه من استحقاقات قضية المرفأ وحقل كاريش وملف إعادة النازحين والمفاوضات مع البنك الدولي، إضافة الى الكوارث الإقتصادية والإجتماعية.
ثانياً: هو الآتي بمباركة الثنائي الشيعي، ليس لأنه أفضل الموجود بل الموجود الأوحد، وصرَّح أنه لن يُقارب وزارة المال في نظام المُداورة، أما عن المسيحيين فلا حق لهم بفرض شروط - وفق منطقه - لأنهم لم يسمُّوه، وهو قد أصاب للأسف، لأن الشريحة المُتمثِّلة بالتيار الوطني الحر لم تعُد تحتمل السهام عبر الإتهامات التي طاولت وتطاولت على رئيسه النائب جبران باسيل على مدى خمس سنوات ونصف من عهد الرئيس عون واعتباره "رئيس الظلّ"، مما حرمه من حلم الرئاسة تحت الشمس، والشريحة الثانية هي جماعة معراب، التي لن تشارك حكومياً لأنها على نفس الرهان، بالرهان على إفشال عهد ميشال عون حتى آخر دقيقة، ويكتفي ساكن معراب بالعمل مع السفارات لهذه الغاية منذ فشل مهزلة " أوعا خيَّك"، وبات قايين مواجهة العهد، أو نيرون المُتفرِّج على حريق روما من فوق.

ثالثاً وأخيراً وليس آخراً: ليست زيارات ميقاتي الى البطريرك الراعي واللحاق به الى الديمان، أو للمطران عودة في عرينه بالأشرفية، من قبيل استبدال القوى السياسية المسيحية بأخرى دينية، من أجل نزع وزارة من هنا أو هناك، وتعيين بدلاء عن الذين لا يُريحونه كالوزير فياض، بل مهام ميقاتي أبعد من تفاصيل الوزارات وكل التشكيلة الحكومية، والرجل سنحت له الفرصة كي يلعب دور مايسترو المرحلة، يشتغل على خطّ بعبدا، ويشتغل مع بعض الرؤساء الروحيين المسيحيين على المسيحي القادم بعد ميشال عون الى بعبدا، ويبدو أن الهوا شمالي، والهوا الشمالي ألطف من النسمة على قلوب المسيحيين خصوصاً، واللبنانيين عموماً، أمام زوبعة مرفوضة قادمة من معراب تقتصر على أحلام قاصريّ سياسة ولن تبلغ مستديرة الصياد...   


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل