نادي رؤساء الحكومات السابقين.. مُتحف من الماضي! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 22 حزيران , 2022 10:16 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام ـ الثبات

إذا كانت فترة ما قبل الإنتخابات النيابية قد غيَّبت الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية، فإن هذه الإنتخابات جاءت كما الضربة القاضية للرئيس فؤاد السنيورة، الذي اعتبر نفسه الوريث الإفتراضي لبيت الحريري - رغماً عن أهل البيت -، وقال الناخبون كلمتهم في كل المناطق التي "انتشر" فيها.
وإذا كان الرئيس تمام سلام، نأى بنفسه عن المقعد النيابي الذي هو أقصى طموحاته على المستوى الشعبي، فإن النأي بالنفس عن النيابة عند الرئيس نجيب الميقاتي جاء كُرمى لعيون كرسي السراي، وبصرف النظر عن إسم الرئيس المُكلَّف الذي سوف تستولده الإستشارات المُلزِمة لرئيس الجمهورية يوم الخميس، فإن نادي رؤساء الحكومات السابقين لا كلمة له بالتسمية قياساً لغياب المَونَة على أي نائب، خصوصاً بعد تبدُّل كل موازين القوى النيابية من عكار الى طرابس الى بيروت الثانية ووصولاً الى صيدا والبقاع.

"نادي رؤساء الحكومات السابقين"، كمؤسسة سياسية مُحترفة في احتكار السراي كإرث من المرحوم رفيق الحريري، جاءت سابقة الرئيس حسان دياب لتكسر احتكارها، وغاب سعد الحريري عن الساحة و"لم تتعطَّل الأمَّة"، وبات أي سُنِّي من أهل الكفاءة مطروحاً إسمه إذا كان توافقياً، وإعادة التداول بإسم نواف سلام، لا يعني أن الحظ سوف يُحالفه لأنه مدعوم سعودياً، بدليل، أن المملكة الآن راضية عن فؤاد السنيورة أكثر من سواه، والسفير البخاري يتأبَّطه كما وأنه وديعة محروسة، لكن هذا لا يعني أن المملكة يُمكن أن تتبنَّى إسمه في يومٍ من الأيام، لأنه مرفوض سُنِّياَ ومنبوذ لبنانياً.

مشكلة الشارع السياسي السُنِّي، أن الرئيس حسان دياب محسوب على 8 آذار، ونواف سلام على 14 آذار، ونادي رؤساء الحكومات السابقين، لم يعُد بإمكانه خلق لاعب للمنازلة على السراي، ما دام سعد الحريري موقوف عن اللعب الى أجل غير مُسمَّى، وفؤاد السنيورة ممنوع من دخول أي ملعب، وتمام  سلام لعبته على قدر حجم جمعية المقاصد التي تحتاج على الدوام الى المكرمة السعودية، ولم يبقَ من الأسماء المتداولة للتكليف في الميدان سوى حديدان الميقاتي من النادي الذي بات متحف الماضي.

ومشكلة لبنان مع المملكة، أن السنيورة المَرضى عنه سعودياً، غير مُرضي لأية فئة لبنانية، والسفير البخاري لا يمتلك سواه حالياً، ولو أنه حصان خاسر خاسر مهما دعمته المملكة، ومشهدية زيارة البخاري الى بكركي "متأبطاً" السنيورة، تعني أن السعودية تريد امتلاك أوراقٍ في لبنان ولكن، لا السنيورة مفتاح صالح للشارع السنِّي ولا البطريرك الراعي يمتلك مفتاحاً للشارع المسيحي، سوى تناغم ضمني ضدّ السلاح بين الراعي وجعجع، لكن الأموال التي بذَّرتها المملكة على الأخير للإستحواذ على أكبر كتلة برلمانية ذهبت سُدى، ولم يعُد جعجع تلك الأداة المُنتجِة، نتيجة خصوماته مع الشارع المسيحي وعدم قبوله في الشارع السنِّي الذي رفض كل تحالفٍ معه.

في الخلاصة، لا مصلحة لأي فريق لبناني بأية خصومة مع المملكة ولكن، لبنان لا يعني الشيء الكثير لها باستثناء شراء عداوات للمقاومة وسلاحها، وهي لا تمتلك حالياً مفاتيح قلوب اللبنانيين، إذا كان السنيورة والراعي وجنبلاط وجعجع هم مفاتيحها، وتكليف الميقاتي لن يُقدِّم أو يؤخِّر في موضوع ترطيب وترتيب العلاقات، لأن الرجل أعطي فرصة في رئاسة الحكومة، ولم تُفتح له أبواب الرياض سابقاً، ولن يكون كما فاتح الأندلس في ولايته الثانية لو تم تكليفه ونجح في النأليف، وسيبقى الوضع اللبناني – السعودي على ما هو عليه، بانتظار حلحلة الملف الكبير المترامي من طهران الى دمشق...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل