أقلام الثبات
بعد مرور أربعين عاما على الاجتياح الإسرائيلي للبنان واحتلال العاصمة.. وبعد مرور 22 عاما على تحرير الجنوب وفرار العدو الإسرائيلي بفعل عمليات المقاومة لايزال اللبنانيون ينقسمون حول المقاومة وجدواها وضرورة بقائها او نزع سلاحها، وكذلك حول سلبياتها وخسائرها أو الضرر الذي تلحقه بالاقتصاد والسياحة وغيرها من محاور الخلاف وذلك ارتكازا اما على الموقف السياسي او العقدي-الديني، أو التحالفات الإقليمية الدولية والمصالح، ومنذ انطلاقة المقاومة سواء المقاومة الفلسطينية بعد قدومها الى لينان وفق اتفاقية القاهرة.. او مع انطلاقة المقاومة اللبنانية الإسلامية أو الوطنية ولا يزال الجدال مستمراً ولن ينتهي الى اتفاق برغم مرور بعض فترات المهادنة والمساكنة..
يختبئ بعض اللبنانيين وراء شعار حماية الاقتصاد والسياحة والاستثمارات ليعلنوا هجومهم ومعارضتهم للمقاومة ولأن الناس صنفان فبعضها يعتبر الكرامة والعزة والحرية والسيادة مقدّمة على المال والرفاهية ورغيف الخبز (من دون اهمال هذه الأمور) وبعضهم ينحاز لفكرة (حب الحياة) من دون اعتبار لمن يحكمهم او يحتلهم طالما ان حسابهم المصرفي ينمو وطالما ان تجارتهم تتوسع وملاهيهم ومطاعمهم تزداد وتنتشر ..وحتى نناقش (هذا البعض) وفق مرتكزاته ولغته ومفاهيمه التي ترتكز على الربح المالي فاننا نعتبر انه يستفيد من المقاومة أكثر من أهلها فهو بمنزلة (شريك مضارب) يقبض ولا يدفع..!
ان للمقاومة جدوى اقتصادية واستثمارية وتنموية أكثر من أي قوة اقتصادية او استثمارية في لبنان وفق التالي:
استطاعت المقاومة حماية الأمن اللبناني من الاعتداءات الإسرائيلية منذ حرب تموز عام 2006 وفق توازن الردع او القوة او توازن الضرر مما يؤمن بيئة امنة لراس المال وبناء المصانع والمشاريع الاستثمارية والسياحية وغيرها.
تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال المباشر او غير المباشر بمساحة لا تقل عن 20%من مساحة لبنان (حوالي 2000كم²) وكانت هذه المساحة تعتبر من (الأرض الموات) غير المستثمرة سكنيا وزراعيا وصناعيا..
حماية منظومة استمرارية المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية عبر تحرير الأرض وإرادة الشعب، مما يتيح اجراء الانتخابات التشريعية التي يبنى من خلالها المؤسسات الأخرى دون حراب الاحتلال، كما جرى عند فرض انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية او فرض اتفاق 17 أيار كمعاهدة سلام وأمن لصالح العدو الإسرائيلي..
حماية الثروات الوطنية المائية والغازية والنفطية من القرصنة الإسرائيلية والتي في حال استثمارها يمكن ان تشكل (في حال عدم وقوعها في شبكة الفساد الرسمية والخاصة) رافعة ومركب نجاة للشعب اللبناني من الانهيار الاقتصادي الذي أغرقه في بحر الفقر والجوع وتشتته في انحاء العالم ...
حماية السياحة التي لا يستفيد منها حتى الآن جنوب لبنان (غير زيارات اهله من المغتربين) عبر حماية الأمن العام اللبناني من العدو الإسرائيلي او من الجماعات التكفيرية التي عاثت قتلا وتدميرا في سورية والعراق وكادت ان تفعل في لبنان ما فعلته في الدول الأخرى لولا تضحيات الجيش والمقاومة والتي تمثل عدوانا على الإنسانية والحضارة والتي يمكن ان تدمر بعلبك وغيرها من الاثار كما دمّرت تدمر وكل الاثار التاريخية في سورية والعراق او سرقة ما تم تكليفها به لصالح الأعداء والمافيا العالمية.
الى اللبنانيين الذين يحصرون اهتمامهم على الاقتصاد والربح والتجارة عليهم ان يدعموا المقاومة ويحفظوها لتبقى تجارتهم وتزيد ارباحهم دون ان يدفعوا دما، او مالا، او حزناً او خوفاً او تدميراً لبيوتهم او حرقا ًلمزروعاتهم وعليهم من منطلق تجاري (غير وطني) ان يتبرعوا للمقاومة بنسبة معينة من ارباحهم لأنها تحميهم وتحرسهم تطوعاً ومع ذلك يطعنونها ويطالبون بنزع سلاحها...!
في الذكرى الأربعين للاجتياح الإسرائيلي للبنان تثبت المقاومة جهوزيتها وقدرتها على ردع العدوان.. وتثبت الوقائع والأحداث حاجة لبنان واللبنانيين لبقاء المقاومة. وكل من يطالب بنزع سلاحها. ..يمهد الطريق لعدوان واحتلال ومجازر جديدة ...!