أقلام الثبات
لم تضع حرب الاكاذيب اوزارها بعد على المساحة اللبنانية , اكان لجهة الاستعراضات العنترية , او لجهة نفخ صدور الديكة بالوان المصالح التي تدار من غرف اكثر اسوداد ,من مرحلة التحضير للانقلاب عبر حركات شوارعية قبل 3 سنوات ,مع الاستنجاد بالولايات المتحدة تارة ,والمال السعودي والاماراتي طورا , والمراهنة على حرب اسرائيلية - اميركية ,عسكرية تقلب الموازين في كل حين.
ان المتابع لخطاب ما يسمى ب "التغييريين" لا بد ان يتوقف مليا امام التموضع الذي ربطوا انفسهم به ,اكان بتلك الجهة الخارجية من المانيا الى فرنسا وصولاالى الولايات المتحدة الراعي السيء الصيت والسمعة,حامي اللصوصية والعدوان الاسرائيلي على لبنان .
لا شك ان نتائج الانتخابات النيابية تستدعي قراءة واقعية , بعدما ذاب الثلج , وبان المرج وظهرت على الملآ قوة المال الراشي معروف المصدر وجهات التوزيع، واغماض الاعلام النجس عيونه عن الموبقات الانتخابية .
لقد واجه فريق المقاومة وحلفاؤه , اشرس حرب داخلية وخارجية في آن, ان على مستوى التشويه الكاذب من ماكينة اعلامية وسياسية , امتدت من لبنان الى معظم دول الخليج التي تملك مئات المحطات التشويهية بلا خجل , الى الاف وسائل الاعلام الدولية التي نشرت الشائعات والاضاليل ولا سيما على وسائل التنافر الاجتماعي للتلاعب بضمائر الناس وعقولهم .
لم تأت حسابات حقل المزروع من سياسيي التبعية الغربية والخليجية والمشغلين لهم ولاعلامهم والمنظمات المصنعة كبديل للدولة, لحسابات بيدر الحصاد ,سيما وانهم غرقوا في تصديق اكاذيبهم, وترويجهم ,بانهم تمكنوا من اخراج فريق المقاومة والحلفاء من ميدان مجلس النواب, اواقله حيازتهم هم على اكثرية معتبرة يعتد بها , تكون قادرة على تقديم السلاح المقاوم للكيان الصهيوني على طبق برلماني , وحكومي , وهو ما وضعوه عنوانا للمعركة الاميركية- الاسرائيلية - وبعض الخليجية , وملحقات هشة .
ان التركيز على عدم فوز بعض الشخصيات الوطنية , بعد بروز النتائج الحقيقية , لم يكن فقط محاولة لاحتواء الصدمة الصاعقة , التي اكلمت رؤوس الحراب المسمومة التي سقط اصحابها في الاستحقاق , مثل فؤاد السنيورة وجماعته وفارس سعيد او مصطفى علوش او وهبة قاطيشا , او عتاة الاعلاميين المرتزقة من على ابواب السفارات ,الذين منوا النفس بلوحة زرقاء. ولم يظهر لاي منهم اي حضانة من اقرب المقربين اليهم. او حتى الاموال التي صرفها بهاء الحريري على عمليات التشويه التي فقدت كل اصولها وفروعها .
لقد حافظ فريق المقاومة ليس فقط على عديده النيابي , وانما ازداد , فيما الحلفاء الذين خيضت ضدهم اشرس الحروب واقذرها مثل التيار الوطني الحر , اثبت عمق شعبيته رغم كل اعمال التكفير الديني والسياسي والاجتماعي, من الساسيين والروحيين الخارجين عن تعاليم القديس مار مارون الذي وقف بوجه البزنطيين والرومان , قناعة وحرصا على الكنيسة المشرقية ,من التغريب .
ان جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب وفوز الرئيس نبيه يري من الدورة الاولى , التي شهدت صبيانية غير متوقعة , من الذين سموا انفسهم تغييرين يدل على ،" صفصطائية" واضحة في المرحلة المقبلة اذا بقوا على امتهان "الجئجئة" , والاستماع الى من مول ورعى حملاتهم الانتخابية - وهذا مستحيل - باستثناء واحد او اثنين لهم حضورهم الشعبي الحقيقي , وخاضوا الانتخاب بلا تمويل خارجي , ولا بروباغندا مسمومة , وبقوا على احترام عقول الناس , واذا لم ينخرطوا في العمل المجلسي , كروحية جديدة , قادرة على الفهم والتفاعل الايجابي, وهذا لا يتعارض مع توصيات الوصي الذي لا هم له سوى النيل من المقاومة وحلفائها.
مهما يكن الأمر، ففي المستقبل القريب، سوف تكون المواجهة بين مرتبطة، بطريقة ما، بالبحر، بالثروة الوطنية، وسيكون مجلس النواب احد ساحاتها الأساسية، وسيظهر امام اللبنانيين والعالم من هو السيادي ومن هو الالتحاقي، وسيتم من الان لدى المشغلين، احتساب سنوات الدعم باعتباره دينا غير مستوفى، أي أن الأمريكيين يخططون لصراع طويل الأمد. بعدما فشلوا في السيطرة على مجلس النواب، وان ظهرت اصابعهم الملوثة في بعض الاوراق الانتخابية جراء عبارات خارجة عن المألوف واسس الانتخاب. وهو الامر الذي ظهر في عملية التصويت لاختيار نائب لرئيس المجلس.