اوروبا وهاجس الحرب النووية التي  يرغبهاا اطلسيو اميركا‎‎ ـ يونس عودة

الثلاثاء 10 أيار , 2022 10:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 

في خطابه في الساحة الحمراء، امام العرض العسكري المهيب , حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يوم عيد النصر على الفاشية والنازية, سبع نقاط محورية كأسباب ونتاج للعملية العسكرية الخاصة في اوكرانيا  مشددا على ان  الجيش الروسي يقاتل في أوكرانيا من أجل شعب دونباس وأمن الوطن, وان الولايات المتحدة تعمد الى تزوير التاريخ من خلال قراءة مهينة للعالم , بمن فيهم اصدقاؤها واتباعها الذين يخضعون لمشيئتها , وتدرجت النقاط السبع كالاتي :

 مقاتلو دونباس وجنود الجيش الروسي يقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، وفي أرضهم حيث حارب أسلافهم معشر الأعداء.(اي النازيون القدامى والجدد على حد سواء )
روسيا كانت تدعو الغرب إلى حوار نزيه لكن دول الناتو لم ترغب في سماعها، وبدأ الحلف الزحف عسكريا إلى مناطق جوار روسيا، وكانت هناك استعدادات لشن هجوم على شبه جزيرة القرم.
 الصدام مع النازيين الجدد كان أمرا لا مفر منه، وروسيا صدت العدوان بتحرك استباقي وكان ذلك هو القرار الصائب الوحيد.
  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأت الولايات المتحدة تتحدث عن "فرادتها"، مهينة ليس العالم بأسره فحسب ، بل ومن يدور في فلكها وهم قبلوا ذلك بخنوع.
 نحن بلد مختلف ولن نتخلى أبدا عن حب الوطن والإيمان والقيم التقليدية واحترام جميع الشعوب والثقافات.
 وقال   (مخاطبا قدامى المحاربين الأميركيين الذين أرادوا حضور العرض في موسكو لكنهم منعوا من القدوم) أريد أن يعرفوا – نحن نفتخر بمآثركم.
مصرع كل جندي أو ضابط مأساة بالنسبة لنا جميعا وخسارة لا تعوض لذويهم، ونبذل قصارى الجهد لمساعدة أسر وأطفال العسكريين الذين سقطوا.

ان ما حدده بوتين يشير بوضوح الى التناقض الحاد في الرؤى بموازاة الطموح الاستعماري - الاستعلائي الذي تمارسه واشنطن حتى على اقرب حلفائها في المنظومة الدموية المسماة حلف شمال الاطلسي "الناتو"، من خلال اجبار الدول الاعضاء اولا على تنفيذ غرائزها ,رغم انها تتعارض من الفها الى يائها مع مصالح شعوب تلك الدول وامنها واستقرارها , وحتى لقمة عيشها ,  وقد اعتبرت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سفينيا شولتز في هذا أن الجفاف وتداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا والقتال في أوكرانيا يهدد بتفاقم الجوع في العالم بشكل عام. وقالت: "ارتفعت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم بمقدار الثلث وهي عند مستوى قياسي".. والرسالة هي أننا نواجه خطر أسوأ مجاعة منذ الحرب العالمية الثانية وملايين الضحايا". ولفتت الى أن "كثيرا من الدول تعتمد على المنتجات الزراعية الروسية والاوكرانية".

الا ان وزير التحديث والتحول البيئي الإيطالي روبرتو سينجولاني، اعلن بوضوح  إن أوروبا انتقلت إلى "اقتصاد الحرب"، وقال "نحن في اقتصاد حرب، وفي اقتصاد الحرب هذا، ستعاني بعض الدول أكثر بكثير بسبب قرارات دول أخرى في مجال الطاقة". وأكد أن إيطاليا يمكن أن تتخلص من الاعتماد على الغاز الروسي الذي يمثل 40٪ من جميع وارداتها بحلول عام 2024.واعترف بأنه من دون الغاز الروسي ستتعرض بلاده للمشاكل في الشتاء المقبل.

واذا اضفنا الموقفين الالماني والايطالي الى موقف بلغاريا التي طالبت المفوضية الأوروبية بتأجيل حظر إمدادات النفط الروسية". ونريد أن نكون من بين الدول التي سيتم منحها إعفاء مؤقتا من حظر النفط الروسي، وإن لم نحصل على الإعفاء، فلن ندعم العقوبات وسوف نستخدم الفيتو"،وكذلك موقف هنغاريا الواضح بعد اخفاق الاتحاد الاوروبي في منعها من استيراد النفط الروسي , او  الموافقة على اقتراح يقضي بحظر استيراد النفط من روسيا., فاننا امام مشهد اوروبي سيكون مختلفا , سيما ان تظاهرات ضد الناتو وافعاله المشينة  بدأت تتحرك في مدن اوروبية عدة ومنها المدن الايطالية والالمانية ,مثلما حدث في شوارع مدينة فيرونا الإيطالية احتجاجا على ممارسات حلف "الناتو"، وحملوا لافتات "قوات الناتو.. اخرجوا من أوروبا" مع انتقاد المتظاهرين السلطات إيطاليا والادارة الاميركية، وحملوا أعلاما وطنية وملصقات ولافتات كتب عليها شعارات مناهضة لحلف شمال الأطلسي. وإن "الرواية الرسمية في البلاد حول النزاع في أوكرانيا لا توحي بالثقة على الإطلاق".
اما في المانيا حيث الامن المهدد جراء إرتكابات النازيين الجدد اضطرت السلطات الى نشر مئات الجنود في نحو عشرين موقعا في العاصمة , خوفا من صدامات يمكن ان تؤدي الى زعزعة المجتمع الذي استقبل مئات الاف الاوكرانيين الذين يعمدون الى عدم احترام اصول الضيافة , ما اجبر السلطات الالمانية على  مصادرة اعلامهم , واللافت في هذا السياق , التشخيص المقرون بالمخاوف من جانب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير  الذي نعى اوروبا كاتحاد معلنا "أن الجهود الرامية إلى بناء "البيت الأوروبي المشترك" باءت بالفشل في ظل الأحداث الأخيرة في أوكرانيا. وقال شتاينماير، في كلمة ألقاها في جمعية النقابات الألمانية في برلين بمناسبة ذكرى استسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، إن الثامن من ايار أصبح "يوم حرب" هذا العام في ظل الأحداث في أوكرانيا. وذكر شتاينماير أن النزاع في أوكرانيا يدفع أوروبا إلى "استنتاجات مؤلمة"، مضيفا: "تمثل هذه الحرب ابتعادا عن الكثير من الأمور التي كانت تعد بديهية. إنها منعطف تاريخي".
من الواضح ان المانيا كأكبر قوة اقتصادية في اوروبا هي الاكثر تضررا واحساسا مما يجري في القارة الخاضعة للسطوة الاميركية , فهي التي فشلت في التملص من الضغوط الاميركية لتشغيل خط الغاز من روسيا "السيل الشمالي "على مدى سنتين قبل الازمة الروسية – الأوكرانية والاطلسية, , وهي الان اكثر الدول التي تعاني صناعاتها جراء ما يفعله الأطلسيون بقيادة الولايات المتحدة , ويبدو انها هي الاكثر دقة في قراءة العقل الاطلسي الذي يدفع الى حرب يمكن ان تدمر اوروبا ,لذلك أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن برلين لن تتخذ أي قرارات من شأنها  أن تجعل حلف "الناتو" طرفا في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وقال: "لن نتخذ أي قرارات تجعل الناتو مشاركا في الحرب. قراري لا يتزعزع. حقيقة أنه لا ينبغي أن تكون هناك حرب عالمية، خاصة بين القوى النووية".
هذا هو بيت القصيد اي الحرب، وليست العقوبات المتعاظمة الا الخطوات الاولى لمراكمة ظروف توسيع جغرافية الحرب، ويتضح ان ما أعلنه مدير وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" دميتري روغوزين، جواب حازم أن روسيا تحتاج إلى 30 دقيقة فقط لـ"تدمير دول حلف الناتو" في حال اندلاع حرب نووية بين الطرفين. لكن يتعين علينا منع حدوث ذلك لأن تبعات ضربات نووية متبادلة بيننا ستؤثر سلبا على وضع كوكب الأرض، ولذلك سنضطر إلى تحقيق فوز على هذا العدو الأقوى اقتصاديا وعسكريا بأساليب القتال التقليدية". وتابع: "لا نحارب النازيين في أوكرانيا بل نحررها من احتلال الناتو ونبعد أسوأ عدو لنا عن حدودنا الغربية، ونحذر من أن وجود أوكرانيا مستقلة عن روسيا سيحولها حتما إلى دولة معادية لروسيا ومنطلق للعدوان الغربي على شعبنا".


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل