أقلام الثبات
تخوض اميركا والسعودية حربا انتخابية شرسة وعنيفة وديكتاتورية لتنفيذ مشروعها التدميري والتطبيعي في لبنان بعد العجز الإسرائيلي عن تدمير بنية ومشروع المقاومة ، حيث تحاول اميركا الفوز بالأكثرية النيابية بهدف تحقيق الأهداف التالية :
- السيطرة بالمجلس النيابي لإقرار مشاريع التوطين ودمج النازحين السوريين.
- إقرار معاهدة سلام مع العدو الإسرائيلي وفق صفقة القرن.
- السيطرة على مجريات تاليف الحكومة لإصدار مراسيم الغاز والنفط بما يحقق مصالح العدو الإسرائيلي وكذلك المراسيم التي تؤمن احتلال لبنان اميركيا من دون وجود عسكري مباشر .
- انتخاب رئيس جمهورية وفق الطلب الأميركي لتصبح كل المؤسسات الدستورية والرئاسات في قبضة الأميركي-السعودي بما يسهل حصار المقاومة واسقاطها وتكرار تجربة نفي وتهجير المقاومة الفلسطينية بعد اجتياح عام 1982 ومن دون معارك!
ان الحرب الانتخابية بدأت منذ تشرين اول عام 2019 بحجة الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد وإصلاح النظام وتدحرجت كرة الحصار والتفكيك الاجتماعي والأزمات المعيشية في مرحلة (الإنهاك) التي تنتهجها الجماعات التكفيرية والتي وضع استراتيجيتها وتكتيكاتها المخابرات الأميركية وقد نجح الاميركيون بالتعاون مع بعض دول الخليج بالإنهاك والحصار والتجويع وفكك المجتمع اللبناني والمؤسسات .لكنها لم تنجح حتى الآن من تفكيك الكتلة الصلبة التي تحتضن المقاومة (رغم التقصير والأخطاء ( لأن تأييد المقاومة هو نهج وثقافة وواجب ديني لا يتعلق بالمصالح والعطاءات ..هل تنجح اميركا بمشروعها وتفوز بالانتخابات؟
الجواب الموضوعي سيكون سلبيا ولن تحصد اميركا والسعودية سوى الخسارة الخيبة لعدة أسباب:
- عدم فهم الإدارة الأميركية وكذلك السعودية (للعقل الشيعي) الذي يربط الموضوع السياسي بالجوهر الديني القرآني والنبوي وليس لمنظومة وعاظ السلاطين (غب الطلب) مع تمايز عن الأغلبية السنية ،حيث ان رجل الدين مهما كانت القابه يسقط امام الجمهور المتدين اذا انحاز عن الثوابت الدينية والمسلمات ، ولذا فان كل المراجع الشيعية منذ اكثر من قرن تصدر الفتاوى والمواقف المتماثلة والمتطابقة ضد الكيان الصهيوني ووجوب اسقاطه وان التعامل او الاعتراف به حرام ...حرام...
- تكليف السعودية وهي التي تتصف(بالأمية الانتخابية) إدارة انتخابات لبنان الاستثنائي حيث ان الاحترافية الانتخابية المتميزة للشعب اللبناني افرادا واحزابا .لا يمكن للسعودي الذي لا يملك ثقافة الانتخابات ولا تجربة او خبرة الانتخابات ان يدير لعبة الانتخابات مع محترفين ..حيث يبدو كتلميذ يتعلم من أساتذة محترفين .ولذا سيفشل في مهمته..
- أولى الخطوات الخاطئة للسعودية والتي قدمت خدمة كبيرة لقوى المقاومة تمثلت بإبعاد الرئيس سعد الحريري عن العمل السياسية ، وبالتالي هدمت الركيزة الأساسية التي تستطيع ان تكون رافعة القوى المضادة للمقاومة وتشتت الجمع الآذاري المؤيد لأميركا والغرب.
- الحظوة الخاطئة الثانية تكليف القوات اللبنانية وسمير جعجع بقيادة المشروع الانتخابي المضاد وهو شخصية غير مقبولة في الأوساط الإسلامية، خصوصا والدرزية نظرا لتاريخها الإرهابي في لبنان ولتعاملها مع العدو الإسرائيلي بما يكشف هوية المشروع الجديد ويسهل على القوى المقاومة والوطنية عملية اسقاطه، فهو لا يحتاج لاتهامه وتبيان الدليل فالتاريخ يشهد ويصرخ بذلك !...ان اميركا والسعودية بدات تتلمسان الخسارة الانتخابية ويتصرفان بإنفعال وتوتر ..ولذا فإن السؤال المطروح ,هل ستترك اميركا فرصة الفوز لقوى المقاومة وخسارة لبنان بعد العمل الكثيف والمباشر للسيطرة عليه؟
- هل ستبادر اميركا وادواتها الى افتعال مشاكل امنية حتى قبل اقفال الصناديق ،لإلغاء الانتخابات وعدم تمكين المقاومة من الفوز؟
- هل تستسلم اميركا في لحظة حرجة على المستوى العالمي وتخرج من لبنان مع السعودية....مع استثنائية الساحة اللبنانية ؟
الأيام التي تفصلنا عن الانتخابات والتي ستليها ستكون ملأى بالمفاجآت ...وربما الساخنة!
الحرب الأميركية الإنتخابية ... غير الناعمة! ـ د.نسيب حطيط
السبت 07 أيار , 2022 09:09 توقيت بيروت
أقلام الثبات
مقالات وأخبار مرتبطة