"اسابيع ساخنة".. من اوكرانيا الى ساحات محور المقاومة! ـ ماجدة الحاج 

الخميس 05 أيار , 2022 10:54 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 

لم يكن ينقص المشهد المشتعل بين روسيا والولايات المتحدة ومن خلفها حلف "النّاتو" على الأرض الأوكرانيّة، سوى ظهور طائرة "يوم القيامة" الرّوسيّة أوّل امس الثلاثاء في سماء موسكو، على بُعد ايّام قليلة من مناسبة عيد النّصر.. الطائرة التي تتّسم بميزات "هامّة جدا" تسمح للقيادة السياسية والعسكرية الرّوسيّة، والرئيس فلاديمير بوتين تحديدا، إصدار القرارات من الجوّ في حال اندلاع حرب نوويّة، اتى ظهورها المفاجئ في سماء العاصمة الرّوسيّة بمثابة رسالة تحذير اضافيّة غير مسبوقة لدُوَل "الناتو"، سيّما انها أُلحقت سريعا بأخرى لا تقلّ وقعا امس الأربعاء، عبر مناورات عسكريّة اجراها الجيش الرّوسي في جيب كالينغراد، محاكاة لعمليّة اطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نوويّة.. تطوّرات متسارعة اعقبت كلاما "مدوّيا" للرئيس بوتين وجّهه علانية وبشكل واضح الى "الناتو" -بعد التلويح البريطاني باستخدام الأسلحة النووية ضدّ روسيا-: " سنستخدم اسلحة لا يمتلكها ايّ من اعدائنا في حال تعرّضنا لأيّ  تهديد استراتيجي، لدينا سلاح لن نتباهى به بل سنستخدمه".. 

وإزاء مواصلة ضخّ الأسلحة الفتّاكة من قِبَل دُوَل "الناتو" والولايات المتحدة الى اوكرانيا،- الى حدّ " اقتراب مخزونات الأسلحة الأميركية من النّفاذ بسبب مساعدات واشنطن العسكرية الهائلة الى اوكرانيا"- وفق ما ذكرت وكالة "بلومبرغ"، والتي نقلت عن النائبة السابقة لوزير الحرب الأميركي ايلين لورد قولها:" إنّ الولايات المتحدة سلّمت سلطات كييف ما يقرب من نصف مخزونها من انظمة الدّفاع الجوّي وهذا تهديد كبير لأمننا القومي".. وبعد الإجتماع الذي حشدت فيه واشنطن زهاء 40 دولة في قاعدة  " الأميركية بجنوب غرب المانيا، ليشكّل تحالفا ضخما Ramstein Air Baise ضدّ روسيا، وعلى بُعد اربعة ايام من عيد النّصر في روسيا- "حيث من المقرّر ان يُعلن بوتين الحرب رسميّا على اوكرانيا في 9 ايّار بعد ان كان يُطلق عليها مصطلح عمليّة عسكريّة خاصّة- حسبما نقلت شبكة" سي ان ان " الأميركية عن مسؤولين اميركيين وغربيّين..  

يبقى السؤال الذي يشغل العالم الآن " هل اقتربت المواجهة الكبرى المباشرة بين روسيا و"الناتو"؟ وهل ستندلع هذه المواجهة في منتصف هذا الشهر- وفق تقدير الكاتب الروسي الكسندر نازاروف؟ بل هل يمكن ان تصل الأمور صوب ضربة نوويّة روسيّة لأميركا بحلول شهر يونيو؟- بحسب قول الخبير العسكري فلاديمير شوريغين؟ ولماذا اعتمد بوتين على مبدأ "الإقتصاد بالقوّة" في بداية عمليته العسكرية في اوكرانيا، في وقت تساءل الخبراء والمحلّلين السياسيين والعسكريين حول العالم حينها" اين مقاتلات روسيا الشهيرة؟ واين نخبة دبّاباته؟ ولماذا لم يزجّ بها بوتين في المعركة؟ حتى عديد القوات الروسية لم يكن بالعدد الكافي، الم يكن قادرا على زيادة حجم قواته الى اعداد مضاعفة؟ هل كان في حساباته انّ الحرب الفعليّة مع الأصيل لم تبدأ بعد، ولأجل ذلك وضع جانبا نخبة ترسانته العسكريّة الى حين اطلاق شارة بدء المواجهة المباشرة مع حلف "الناتو"؟ 

هذا كان قبل انطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسيّة في اوكرانيا، حيث تبدّلت الأوضاع الميدانيّة جذريا على الأرض على ضفّة الجانبِين، ووجدت روسيا نفسها في مواجهة احدث ما في جعبة جيوش "الناتو" في الميدان الأوكراني- خصوصا بعد استهداف طرّادها "موسكفا" الذي أسّس لمسار جديد في المواجهة بين روسيا و"الناتو"، ورصد تورّط بريطانيا بالعمليّة، من دون اغفال مسؤوليّة المخابرات الأميركية عن مقتل عدد من الجنرالات الرّوس خلال المعارك- وفق ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم، والتي لفتت الى انّ واشنطن وفّرت معلومات استخباريّة ساعدت القوّات الأوكرانيّة في تحديد مواقعهم واستهدافهم، كما في مدّ اوكرانيا بتفاصيل تحرّكات القوات الروسيّة  ومقرّاتها الثابتة والمتحركة منذ بدء المعارك..  

الا انّ "بوتين امر امام نخبة من كبار ضباطه بردّ الصّاع صاعَين، وتجهيز ضربات مباشرة ضدّ اماكن محدّدة في دُوَل الناتو"- بحسب ما كشف مصدر في شبكة "فولتير" الفرنسيّة، مُبيّنا –نقلا عما اسماه "معلومات امنيّة روسيّة على قدر كبير من الأهميّة"، عن تجهيز اسلحة ستظهر للمرّة الأولى امام العالم لتسديد هذه الضّربات، كما اماط الّلثام عن "كنز اميركي ثمين" أطبقت عليه الإستخبارات الروسيّة لحظة محاولة تهريبه من مصنع آزوفستال بطريقة سرّية أعدّتها وحدة قوّات "دلتا" الخاصّة الأميركية..  وإذ اوضح انّ "الكنز الأميركي الثمين" –الذي لا زالت موسكو تتكتّم حياله، يُضاف الى الجنرال الكندي تريفور كديو الذي اعتقلته القوات الروسيّة في ماريوبل ليلة الثالث من مايو-ايار الحالي، وهو كان مسؤولا عن المختبر البيولوجي رقم 1 في مجمع ازوفستال ولديه 18 موظفا تحت امرته.. لفت المصدر الى انّ عواصم دُوَل غربيّة ستكون في عين عاصفة هوجاء في المدى المنظور ربطا بارتفاع اسعار الوقود والمواد الغذائية الى حدّ جنونيّ، "وتُقّدر  الاستخبارات الروسيّة ان تُطيح الأوضاع المستجدّة الخطيرة -التي ستدفع شعوب هذه الدّول الى الشوارع، بحكومات اوروبية وهزّات اجتماعية وامنيّة عنيفة لم تشهدها منذ الحرب الباردة! 

ولربّما يدخل التصريح الخطير لوزيرة الداخليّة الألمانيّة منذ يومين في سياق ما كشف عنه مصدر الشبكة الإخباريّة الفرنسيّة، حيث دعت المواطنين الألمان الى تخزين المواد الغذائيّة والأدوية، والتحضّر لحدوث هجمات سيبرانيّة على البنية التحتيّة الحيوية وانقطاع الكهرباء لفترة طويلة.. وهو الوضع الذي سيتمدّد بطبيعة الحال الى سائر دول الغرب، لتنجح الولايات المتحدة في جرّ "تابعها الأوروبي"-الذي بدا كمن اطلق النّار على قدميه في فرض العقوبات غير المسبوقة على روسيا- الى منزلق خطير، وليتبيّن انّ توقيت العملية العسكرية الروسيّة جاء بمثابة "ضربة معلّم" في أسوأ وقت لأعداء روسيا حيث وصل التضخّم في الولايات المتحدّة والإتحاد الأوروبي واليابان الى مستوى قياسي! 

وفيما تستمرّ روسيا بتوجيه ضربات قاسية الى واشنطن ودُوَل "الناتو" عبر تدمير "هداياها التسليحيّة الفتاكة" الى اوكرانيا – وكان ابرزها يوم السبت في  24 نيسان الماضي، حين اعلنت وزارة الدّفاع الروسيّة عن تدمير ترسانة اسلحة اميركية وغربية في مستودع عسكري في اوديسا جنوب اوكرانيا، كان يتمّ فيه  تجميع هذه الترسانة عبر استخدام صواريخ روسيّة عالية الدقّة، ومبادرة القوات الروسيّة الى تدمير شبكات سكك حديدية على امتداد المناطق الأوكرانية، كانت تعبر من خلالها شحنات الأسلحة الغربيّة.. تشخص انظار العالم الى يوم التاسع من الشهر الجاري، حيث تُحيي روسيا ذكرى الإنتصار على المانيا النّازيّة، لمعرفة مآل المواجهة الدائرة بالوكالة بين روسيا و"الناتو" في اوكرانيا، ليس معلوما حتى اللحظة الى اين ستصل هذه المواجهة، الا انّ جانبّي المنازلة يُجمعون على "اسابيع ساخنة"، او "عصيبة للغاية" قادمة.. مثلما وصفها وزير الدفاع الأوكراني، ونظيره الأميركي كما كبار المحلّلين والخبراء العسكريين الرّوس! 

اسابيع "ساخنة" لن تنحصر ضمن حدود المنازلة بالوكالة بين روسيا و"الناتو" في اوكرانيا، فمنتصف الشهر الجاري هو التوقيت الذي يتزامن مع انطلاق المناورات العسكرية "الإسرائيلية" الضخمة على الحدود مع لبنان، والذي استبقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتوجيه تحذير عالي السقف الى قادة "إسرائيل" من مغبّة الإقدام على اي مغامرة او خطأ في الحسابات، كاشفا عن  مناورات "صامتة" اجراها في المقابل مقاتلو الحزب في استعداد وجهوزية قصوى في وجه اي حماقة "اسرائيلية"! 

وهي الجهوزيّة القصوى عينها في ايران واليمن، وخصوصا في صفوف فصائل المقاومة الفلسطينية، على وقع عمليّات فدائية تكاد تكون شبه يومية، وباتت تقضّ مضاجع "الإسرائيليين" من أعلى الهرم حتى آخر مستوطن.. عمليّة اخرى تهزّ "اسرائيل" اثناء كتابة هذه السّطور مساء اليوم الخميس، هذه المرّة في مستوطنة "العاد" قرب تل ابيب.. ووسائل الاعلام العبرية تتحدث عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى بينهم حالات حرجة.. والعدد مرشّح بالطبع للإرتفاع. 

لا يُخفي قادة ميدانيّون في محور المقاومة، اشارتهم الى حال استنفار يشمل جميع اركان المحور في غرفة عمليّات موحّدة استعدادا لأيّ تطوّر "اسرائيلي" خطير قد يتجاوز الخطوط الحمر في الاراضي الفلسطينيّة المحتلّة..خصوصا في القدس.. الا انّ اللافت يكمن بالتلميح الى "احداث مرتقبة من العيار الثقيل"قد يدفع احداها الى هزّة كبيرة في الكيان "الإسرائيلي"، تُطيح برأس نفتالي بينيت وحكومته"-  وفق ما رجّحت معلومات صحفيّة روسيّة.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل