استحقاقات ايار.. من الانتخابات الى الحروب المحتملة- يونس عودة

الثلاثاء 03 أيار , 2022 02:34 توقيت بيروت أقلام الثبات

 أقلام الثبات

يبدو ان شهر أيار  له  في مفكرة العالم  محطات  مفصلية بارزة   , كان   للبنان وفلسطين  نصيب بارز  في هذا الشهر , من دون الغوص في التاريخ , انما بالاكتفاءبمحطات مفصلية فيها كثير من المؤامرات   , والتصدي لها , ومنها على سبيل المثال اول محاولة فاجرة للنيل من سلاح المقاومة عبر مجلس وزراء ترأسه فؤاد السنيورة بدفع وتحريض اميركي , وبطلب اسرائيلي واضح من واشنطن , للنيل من شبكة اتصالات المقاومة التي لعبت دورا هاما  في القيادة والسيطرة ,خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006 , وكتب فيها النصر للبنان والمقاومة بعد 33 يوما .

لقد اعترف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بصريح العبارة انه كان رأس الحربة في تنفيذ ما طلبته الادارة الاميركية ,والعمل على "تدمير العيش المشترك في بيروت والجبل  نتيجة تسرع كنت انا رأس الحربة فيه بما يتعلق بقراراي مجلس الوزراء انذاك " ( 5ايار 2008)وهو قال مباشرة انه بنى على معطيات خاطئة , وبناء على تحريض خارجي ,اميركي بشكل خاص, وان هم الاميركي بالاساس بعد هزيمته في حرب 2006 , كان  الايقاع بين اللبنانين ,وبالتحديد بين حزب الله وكل المحيط , ولم يكن له هم آخر سوى الانتقام لهزيمته في 2006.

لقد افشل حزب الله حينها مساعي الادارة الاميركية وادواتها اللبنانية في دفع البلاد الى اخطر منزلق كاد يؤدي الى حرب اهلية , وتم التوصل الى اتفاق الدوحة الذي قدم فيه حزب الله وحلفاؤه تنازلات كبيرة كي يحفظ البلاد ويجنب الشعب اللبناني مآس لا تزال نظيرتها حية في الذاكرة.جراء الحرب الاهلية التي دفعت اليها القوى الفاشية والانعزالية في لبنان عام 1975.

من الواضح ان الادارة الاميركية لا تزال تعيش فوبيا 2008 , ومع ذلك ترى الادوات نفسها التي استخدمتها انئذ لا تزال تراودها رغبة  قدراتها على  الانتقام , ولذلك فان منسوب الاسفاف في الخطاب الانتخابي يبطن الدفع الى الاجواء نفسها عشية قراري الفتنة , من قبل  القوى ذاتها التي نفذت وعملت على تسويق الحقد الاميركي لدفع البلاد مجددا الى الفتنة , من دون الالتفات عما يمكن ان يحل في لبنان كي ينالوا الحظوة الاميركية القاتلة .

ان يوم 15 ايار حتما سيكون محطة مفصلية في الصراع السياسي , رغم محاولات اضفاء الطابع الطائفي  عليه , تماما كما فعلت القوى ذاتها وسليلاتها ايام الحرب الاهلية , واللافت  في هذا السياق ما يردده المذهبيون تحت الجناح الاميركي بانهم يريدون استعادة لبنان , كما كان قبل مئة عام , اي بمعنى اخر , ذاك النظام الذي طالما حمل في باطنه بذور الحرب الاهلية , التي قبل ان تحط رحالها لتعود الى الاستئناف جراء نظام توليد الحروب ,من دون الاتعاظ مما عاشه اللبنانيون , ومن التطور الطبيعي والتاريخي .والمخاطر الحقيقية من الخارج , ولا سيما , الخطر الصهيوني - الاسرائيلي ,الذي بات هناك من يتصدى له ويحبط مآربه بقدرات المقاومة , ورجالها الذين يعترف القاصي والداني ,. والعدو بشكل خاص انهم طراز جديد صنعه محور المقاومة الحالي , بلا شعارات جوفاء, كما اعتاد عليه الاعداء .وما الاشارة التي ارادها, امين عام حزب الله السيد حسن  نصرالله  قبل ايام من الانتخابات وعشية المناورات الإسرائيلية المقررة في شهر أيار,بان الرد الفوري على اي اعتداء , يعني ان تعاظم قدرات مقاومة وصلت الى مرحلة الجهوزية القصوى لردع اي اعتاداء برا  بحرا جوا , وقد اظهر  معادلة قوامها، أن المقاومة التي أجرت مناورات صامتة خلال الأسابيع الماضية، مستعدة وجاهزة، ولن تشغلها الانتخابات النيابية المقبلة عن التعامل بما يجب مع أية حماقة إسرائيلية تستغل المناورات للقيام بالاعتداء على المقاومة، قائلاً، هذه المرة فإن الردّ سيكون فورياً ومناسباً، ولن تحتفظ المقاومة بمقولة  "حق الرد" في المكان والزمان المناسبين.


لقد لفت السيد نصرالله  إلى أنَّ يوم القدس  «يأتي  ونحن في موقع استراتيجي متقدم جداً، حيث تطورت مسارات من جهتنا يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها، ونحن في المقابل يجب ان نعمل على تثبيتها»، مؤكدًا أنَّ المسار الاول هو مسار العمليات الجهادية في داخل 48 وفي داخل الضفة, وخصوصاً في الأسابيع الماضية الأخيرة، وبالأخص العمليات المنفردة التي شكّلت تطورًا نوعيًا جداً ،هي أكثر ما يخشاها العدو وتهزّ الكيان».

في 15 ايار انتخابات في لبنان وللمصادفة فإنه يصادف  يوم ذكرى النكبة في فلسطين عام 1948 وانشاء كيان الاحتلال على ارض طرد معظم شعبها عنها , ويحاول العدو ان يندفع مستغلا الظروف الدولية لاسرالة القدس وتهويدها .ولكن يبدو ان تكامل المقاومة وتعاظم قدراتها تنسحب على ارض فلسطين  وقد اكد رئيس حركة حماس, في غزة  يحي  السنوار أنه "عندما يتعلق الأمر بمقدساتنا لن نتردد في اتخاذ أي قرار"، مشيرا إلى أن "سيف القدس" العام الماضي- "لن يغمد حتى التحرير والعودة"، مشيرا إلى أنه "أمام العالم فرصة لأن يتحرك للحيلولة دون وقوع هذه المعركة، لكن نحن -فلسطينيين وعربا ومسلمين- على أتم الجهوزية والاستعداد".

وحذّر السنوار من "أن الاحتلال يخطط لاقتحام المسجد الأقصى في ذكرى انشاء الكيان  أو يوم القدس لديهم (29 ايار)، لذلك يجب أن نكون على أهبة الاستعداد"، مضيفا: "أقول للعالم أجمع وإسرائيل إن استباحة الأقصى وقبة الصخرة ممنوع أن يتكرر".و"من يأخذ القرار بتكرار هذه الصورة فهو قد أخذ بنفسه قرارا باستباحة آلاف الكنس والمعابد اليهودية في العالم أجمع".

في الواقع لسنا فقط , امام  احتمال حرب اقليمية فقط , وان كانت فرصة تنتظر ارتكاب حماقة اسرائيلية او اميركية , واننا في الواقع امام احتمال كبير لحرب عالمية خمائرها باتت جاهزة للقضاء على الاستبداد الاميركي وادواته في العالم , وما الكلام الواضح لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بان هتلر من اصول يهودية الا رسالة قاسية اللهجة ليس لحلف الاطلسي والرئيس الاوكراني - اليهودي- فقط وانما لاسرائيل ايضا التي لم تستوعب الصدمة , وسط مواصلة روسيا عمليتها العسكرية في اوكرانيا لاجتثات النازية والفاشية , بحيث سيكون التاسع من ايار ايضا يوما يحدد فيه الرئيس الروسي اي مسار , واين اصبحت العملية في مراحلها في وقت اتهم  لافروف الغرب "بالتفكير في حرب نووية". وقال: إن "الكل يعلم أن حرباً عالمية ثالثة لا يمكن إلا أن تكون نووية".و"إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير ملياً"، فروسيا"لن تسمح لأحد بزعزعة استقرارها".

طالما كان شهر ايار شهر انتصارات لقوى الحق والعدالة , وطالما كان كابوسا لقوى التآمر , وايار الحالي لن يكون استثناء.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل