ملوثات واشنطن وحرية العلاقات المفقودة ـ يونس عودة

الثلاثاء 26 نيسان , 2022 09:49 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

في ذروة الاحداث  التي تجتاح انحاء مختلفة من العالم ,على المستويات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية ,يظهر بوضوح , ان الولايات المتحدة هي المحرك السييء السمعة لكثير من الاحداث , بحيث انها لا تريد الاستقرار , وتعمل دوما على توليد بؤر توتر , تحت ذرائع متغطرسة ابرزها  حماية المصالح, والدفاع عن الامن القومي الاميركي ,,الى اخره من الشعارات الممجوجة عن الحرية والديمقراطية .
ان ابرز ما اكتشفه العديد من حلفاء اميركا التقليديين , اكان الذين اجبروا على "التحالف" او الذين راودهم الحلم الاميركي بتفكيك مجتمعات ليسودوا على سلطات بلادهم , العاهات الضاربة في منظومة القيم الاميركية في السياسة , والاقتصاد , والاجتماع, وهذا "الاكتشاف" ولو انه استهلك وقتا طويلا , واستنزف الكثيرمن الثروات والموارد لنيل الرضا ,او خوفا من قوة اميركا الغاشمة  , لكنه خير  انه جاء متأخرا , وافضل من انه لم يحصل , ولو كان على المدى التكتيكي ,ومعرفة المصلحة الوطنية.  
لعل الدرس السعودي خير دليل على ذلك, وان كان لا يزال في مرحلة الاعتراض الخجول بشأن مسألة جزئية قياسا الى العلاقات الراسخة مع الادارات الاميركية المتوحشة ,ولم يصل بعد الى حالة تمرد بشأن قضايا كثيرة ومنها السيادية .
ان عدم استجابة السعودية للضغط الاميركي بشأن زيادة انتاج النفط , في ضؤ العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا, "لممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا", وقد أصبحت  الدعوات- الضغوط - الاميركية , أكثر إلحاحا مع القفزات ارتفاعا لسعر برميل النفط, وهذا الموقف السعودي يرنكز اصلا على تأكيد التزامها باتفاق "أوبك+" وهو مؤشر لافت وان  وضع السعودية أمام معضلة: مساعدة الغرب عن طريق ضخ المزيد من النفط الخام لخفض الأسعار أو الوقوف إلى جانب تحالف نفطي عمره خمس سنوات يساعد موسكو على حساب واشنطن".

الا ان الخطوة المتقدمة للسعودية تتعلق بتحديد أسعار النفط الخام الذي تبيعه للصين بالعملة الصينية اليوان. وهذا التوجه ان حصل فعلا , فقد يؤسس لشخصية سعودية جديدة , ويعطيها زخما في المنطقة , لانه 

إذا توقفت السعودية عن تسعير النفط بالدولار الأميركي، فقد تحذو دول أخرى حذو الصين في شراء النفط من السعوديين بعملاتها الوطنية، ما يضر بدور الدولار كعملة دولية ومكانته كعملة احتياطية، كما يفترض خبراء معهد Gatestone. وهذا  سيشكل من وجهة نظرهم  تهديدا للاقتصاد الأمير كي بأكمله وللنظام السياسي.ويمنح في الوقت نفسه  للصين، التي تسعى إلى تقويض هيمنة الدولار العالمية، تحقيق نجاح أكبر إذا قام السعوديون ببيع نفطهم لدول أخرى بعملاتها الوطنية.

كما ان رفض السعودية ودول عربية تمون عليها السعودية برفض التصويت في الامم المتحدة الى جانب الولايات المتحدة , ضد روسيا لتعليق عضوية الاخيرة في مجلس حقوق الانسان , يعتبر ايضا خطوة لافتة , في موازاة استئناف الحوار السعودي الايراني الذي شهد العراق جولة خامسة منه .

لا شك انه كلما ابتعدت خطوة عن الولايات المتحدة تصبح قدرتك على ممارسة وجهة نظرك بحرية , ولذلك فان الجولة الخامسة من الحوار السعودي - الايراني كانت "ناجحة" اكثر من الجولات السابقة , وان امكانية اصلاح ذات البين بات واعدا في ظل الظروف الدولية والاقليمية الحالية .وقد يكون المؤشر الهام  في وقت قريب , عندما يعلن عن لقاء يجمع وزيري خارجية البلدين كخطوة مركزية في اعادة تطبيع العلاقات.

لقد كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ان اللقاء الاخير بين السعودية وايران في بغداد كان امنيا وتم التوصل الى مذكرة تفاهم على عشر نقاط . 

ان العدوانية الاميركية طالما كانت وراء تخريب العلاقات بين الدول , وكلما كان هناك من يقول ,, لا لاميركا ,, تنشط عملية التأليب ,وبلا شك فإن  التحريض الاميركي وزرع الشقاق بين الاقربين , وحتى في المجتمع الواحد هي ابرز المسببات والملوثات وصولا الى جعلها تناقضات تناحرية ,لمنع العلاجات الممكنة , وكلما ابتعد او تنحى التأثير الاميركي , كلما جرى اعادة وضع العربة على السكة ,من دون الغاء المصالح الحيوية لاي من الاطراف .
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل