أقلام الثبات
فتح الاسبوع اللبناني على عودة سفراء دول خليجية الى لبنان , وهي الاقطاب الخليجية المتصارعة ضمنا , اي السعودية وقطر , وبينهما الكويت التي تعمل دوما على اصلاح ذات البين في دول مجلس التعاون الخليجي ,
الا ان عودة السفير السعودي وليد البخاري من خلال الافطار الذي دعا اليه بعد الجولة البروتوكولية على المراجع الدينية , وليس عبر وزارة الخارجية لا يؤشر على طيب النوايا , لا بل يتمادى في الاساءة للمؤسسات الرسمية اللبنانية , لانه لم يدخل الى لبنان من الباب العريض , اي وزارة الخارجية , لا بل من كوة الافطار بما حوى من مدعووين من سفراء الناتو,وشخوص لبنانية كانوا وما زالوا تحت المظلة السعودية ,في مواجهة الرمز الاول للجمهورية وهو رئيسها, الذي لم يطلب السفير العائد موعدا للقاء البرتوكولي , على الاقل ليكون كلامه في الافطار صادقا بانه "لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي".وأن "السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني وانطلاقا من هذه الرؤية كانت عودتنا إلى لبنان".
لقد افتعلت السعودية الازمة مع لبنان وجرت اليها بعض دول مجلس التعاون على خلفية تصريح انتقد فيه وزير الاعلام السابق جورج قرداحي حرب السعودية على اليمن قبل أن يتولى وزارة الإعلام، ما تسبب باستقالته من الوزارة،رغم عدم القناعة بانها الحل , ولان القضية أعمق بكثير وقد ثبت الأمر لاحقاً, من خلال انزال اقسى العقاب على الرئيس سعد الحريري بتحييده عن العمل السياسي عنوة, لانه رفض الانجرار الى اتون حرب اهلية تحرق لبنان بما فيه
ربما اعادت السعودية حساباتها في ضوء استنجاد غلمانها التائهين, ولا سيما الذين خانوا سعد الحريري , ووشوا عليه, واولئك الطامعين بوراثة سياسية , عشية الانتخابات النيابية بضرورة المدد, وهو امر لم يخفه اقرب المقربين بان عودة السفير مرتبطة الى حد بعيد بالانتخابات , وإعادة فتح الحنفية المالية لشراء الذمم بعد ان انخفض تسييلها في المرحلة الماضية باقتصارها على جهات كانت وفية الى ابعد الحدود للسياسة السعودية في العداء الصارخ للمقاومة وحلفائها, ولا سيما في ضوء ما سمي "صفقة القرن" على ان يكون لهم حصة من الحمص في المولود المسخ
لو كانت النوايا صافية , في ازالة الخلاف, لكان البخاري ابلغ والجهة التي يتبع اليها في السعودية ,الخارجية اللبنانية رسميا , على الأقل لسمعته الدبلوماسية , بحيث تصدر الوزارة بيانا ترحب بعودة من يحرص "على استقرار لبنان وانتمائه الوطني ", مثلما رحبت بعودة سفير الكويت عبد العال القناعي لانه طرق الباب , ولم يقفز من النافذة.معتمدا الأصول الدبلوماسية مبلغا وزارة الخارجية والمغتربين رسميا بعودته لممارسة عمله في لبنان.
لا شك ان لبنان قادم الى مشهد لم يتبلور بعد , مع اسدال الستارة على مشهد لم ينجح الممثلون في اقناع المشاهدين بأن نهاية الفصل الأول كان مكتملا لان جوهر القضية لا يزال ينزف في اليمن ,وحيث يجب ان توقف السعودية عدوانها وترفع حصارها هي وتحالفها الممتد من الامارات الى واشنطن.
لقد ابلغت القيادة اليمنية الموفد الاممي ان "حصار اليمن يجب أن ينتهي ولن نكون في أي ترتيبات سلام تحت سلطة القرار السعودي، ويجب ألا تنطلي خدع السعودية على العالم بأن ما يجري في اليمن حرب أهلية"وقالت بالفم الملآن "أننا اشترطنا على المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، تخفيف الحصار تمهيداً لرفعه بالكامل"، و"أننا رحبنا بالهدنة ولكننا نريد تطبيقها على الأرض لا مجرد تصريحات" .
ان التجارب اثبتت بان الاحقاد لا يمكن ان توصل صاحبها الا الى المهوار ,و"اشد القلوب غِلّاً القلب الحقود"( الامام علي عليه السلام).,والحقود يحمل دوما في جعبته الكثير من الحماقات , لكن اذا وجدت للحقد داء على ما يقول أبو الطيب المتنبي: "لكل داء دواء يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها"