أقلام الثبات
بعد الانقلاب الفاشي في أوكرانيا عام 2014، المدعوم من الولايات المتحدة وحلف الناتو، صرحت وزارة الخارجية الأميركية في حينه علناً أنها استثمرت 5 مليارات دولارات في الإعداد لهذه التغيرات في أوكرانيا، وكان من نتيجتها انبعاث النازية من جديد، لتكتمل صورة الهدف الذي تريده واشنطن، مع وصول الممثل الهزلي اليهودي فلاديمير زيلينسكي إلى رئاسة الدولة، الذي عين اليهودي دنيس لاشميكال رئيساً للحكومة.
ومع زيلينسكي، انبعث بقوة التحالف بين النازيين الجدد والأوليغارشية الرأسمالية والولايات المتحدة واسرائيل.
| عهد التميمي في تصديها لجندي صهيوني جعلها الإعلام الغربي أوكرانية |
العمليات العسكرية الروسية، هدفها كما بات واضحاً، تحرير أوكرانيا من النازيين الجدد، وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، ويعتمد الجيش الروسي في عملياته، وخصوصاً أثناء مهاجمته وتدميره المنشآت العسكرية تكتيكات تقليل الخسائر بين المدنيين والجيش الأوكراني، ويتجنب تدمير البنى التحتية المدنية، لكن النازيون الاوكران، يستخدمون شعبهم ومنازل الناس كدروع بشرية، وهم يقومون في غالب الأحيان بقصف مناطق أوكرانية ويمنعون السكان من مغادرة مناطق الحرب.. وهم في هذه الهمجية مدعومون بآلة إعلامية أميركية وغربية وصهيونية، تقلب الأمور، وتفبرك مجازر وأحداث لاتهام القوات الروسية، وهكذا تصبح الأيقونة الفلسطينية عهد التميمي اوكرانية بوسائل الإعلام الاميركية والغربية، وخصوصاً، مشهد تصديها لجندي صهيوني، فتتحول عهد إلى أوكرانية، والجندي الصهيوني إلى جندي روسي، وهكذا دواليك من مشاهد يبثها الإعلام الغربي، بما يذكرنا بفبركات الإرهاب المدعوم صهيونياً وغربياً في سورية، مثل أكذوبة "الخوذ البيضاء"، حتى لم يتوانى هذا الإعلام من استغلال أفلام الخيال العلمي لاتهام روسيا.
الولايات المتحدة، التي تشن حربا إعلامية من خلال وسائل الإعلام التي تسيطر عليها، هي المهتمة بالحرب. لا تهاجم الولايات المتحدة روسيا فحسب، بل تهاجم أوروبا أيضا. كانت حرب الناتو ضد يوغوسلافيا عام 1999 وسيلة لزعزعة استقرار الإتحاد الأوروبي. وهنا الهدف الرئيسي للولايات المتحدة اليوم هو منع إمدادات الغاز الروسي عبر خط أنابيب السيل الشمالي-2 لإجبار أوروبا على شراء غاز مسال أغلى ثمنا من الولايات المتحدة، وبالتالي إضعاف ألمانيا ودول الإتحاد الأوروبي الأخرى بشكل حاد. حيث يبلغ حجم التجارة بين روسيا والإتحاد الأوروبي 260 مليار دولار في السنة. ومع الولايات المتحدة - 23 مليار دولار أمريكي. أي 10 مرات أقل. لذلك العقوبات التي فُرضت بناء على طلب الولايات المتحدة ضربت، في المقام الأول، أوروبا. مما يؤكد أن الأحداث في أوكرانيا هي حرب أميركية أخرى للسيطرة على العالم.
| دور اسرائيلي |
منذ اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في خطوة تعد الأهم للحفاظ على الأمن القومي الروسي من التهديدات الأميركية والغربية، ومع تتابع الأحداث والمواقف وتسارعهما، لم تقف "إسرائيل" موقف الحياد تجاه ما يجري في أوكرانيا. ومن يتابع الشأن الإسرائيلي تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، تستوقفه حقائق الموقف والفعل الإسرائيليين تجاه ما يجري في أوكرانيا.
فقد ركَّزت الصحافة الإسرائيلية على الدور الفعلي لـ"إسرائيل" في الأزمة الأوكرانية، وكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، على لسان رونين برجمان، المختص في شؤون الاستخبارات في الصحيفة، عن ترحيب أميركي واضح وصريح بطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت مساعدة بلاده في توريد الأسلحة إليها لمواجهة روسيا، ورغم التخوّف الإسرائيلي من غضب فلاديمير بوتين من مثل هذه الخطوة، فإنّ "إسرائيل" استجابت لمواقف مسؤولين أميركيين، واتخذت موقفاً أكثر وضوحاً تجاه ما يجري في أوكرانيا، وهو ما دفعها إلى إدانة العملية العسكرية الروسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الموقف الإسرائيلي تجاه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لم يتوقف عند حد الإدانة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد كشف الإعلام الإسرائيلي عن إرسال "إسرائيل" طائرات محملة بمعدات وأسلحة، إضافة إلى مسيرات عسكرية.
وكشف الإعلام الإسرائيليّ خلال الأسبوع الأول من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عن قيام شركة "حجور" الإسرائيلية ببيع أوكرانيا خوذاً للرأس، كتلك التي يرتديها الرئيس الأوكراني زيلينسكي، كما قامت "إسرائيل" ببيع أوكرانيا برامج تجسّس عبر مقرات شركات إسرائيلية في الخارج في حربها ضد روسيا.
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فنشرت تقريراً بعنوان "بين أوكرانيا وغلاف غزة: القتال من أجل الوطن؟"، أوردت فيه أنَّ عدداً من الجنود الإسرائيليين قرروا الاستجابة لنداء السفارة الأوكرانية والقتال جنباً إلى جنب مع القوات الأوكرانية ضد روسيا.
كذلك، كشفت الصحيفة أنَّ عدداً من جنود كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للواء كفير في "الجيش" الإسرائيلي يقاتلون الآن في صفوف الجيش الأوكراني بعد استجابتهم لنداء السفارة الأوكرانية في "إسرائيل".
لقد أصبح ثابتاً أنّ "إسرائيل" ترسل مقاتلين إلى أوكرانيا، ولكن قضية العدد تبقى القضية غير المعلنة والمغلّفة بشيء من الغموض، وهذا ما أكّده السفير الأوكراني لدى "إسرائيل"، يفغيني كورنيتشوك، حول مشاركة جنود إسرائيليين في الحرب مع بلاده ضد روسيا، وذلك في تصريحات نقلتها القناة الإسرائيلية 12. وقال كورنيتشوك إنّ أيّ شخص يحمل جواز سفر أوكرانياً بإمكانه المساعدة في الحرب الدائرة ضد روسيا، وأوكرانيا ستساعده على القيام بهذا الأمر.
عدد كبير من الجنود في لواء جولاني وشعبة الاستخبارات ووحدات جمع المعلومات، وفق الإعلام الإسرائيلي، أعلنوا انضمامهم للدفاع عن كييف والقتال ضد روسيا. وما يؤكّد مشاركة جنود إسرائيليين بشكل فعلي في القتال ضد الروس هو إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية مقتل أول إسرائيلي في الاشتباكات في أوكرانيا قبل أيام قليلة.
| دفاعاً عن النفس |
وفي كل يوم يتضح أن الحرب التي بدأتها روسيا، كانت دفاعاً عن النفس، حيث أعلن رئيس الوزراء الأوكراني السابق، نيكولاي أزاروف، أنّ الناتو كان يخطط لشن حرب عالمية ثالثة باستخدام الأسلحة النووية ضد روسيا وتم تكليف كييف بالدور الرئيسي، وصرّح أزاروف، عبر صفحته الخاصة على موقع فيسبوك: "كان الناتو يخطط لشن حرب عالمية ثالثة باستخدام الأسلحة النووية ضد روسيا. تم إعطاء الدور الرئيسي في هذا إلى النخبة الحاكمة الحالية التي تسيطر عليها أميركا في أوكرانيا".
وأضاف: "منذ كانون الأول 2021، وروسيا تتلقى معلومات حول خطط الناتو لنشر 4 ألوية عسكرية (2 برية، 1 بحرية، 1 جوية) على أراضي أوكرانيا، بما في ذلك لواء جوي، لديه القدرة على حمل رؤوس حربية نووية... أراد الناتو الموافقة على هذا النشر للقوات في صيف عام 2022 في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. علاوة على ذلك، على الأرجح كانوا يخططون لإثارة صراع وشنّ عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد روسيا باستخدام الأسلحة النووية بحلول نهاية العام".
وتابع أزاروف: "من أجل منع الحرب العالمية الثالثة والهجوم على روسيا باستخدام الأسلحة النووية، قررت الحكومة الروسية وقف هذا الوضع واستعادة النظام في أوكرانيا".
| مختبرات أوبئة وجراثيم وطيور مهاجرة تشرف عليها واشنطن في أوكرانيا لنشر الأمراض في العالم |
أخيراً، محاولة استهداف روسيا والعالم في الحرب الأوكرانية، يتكشف كل يوم فصول جديدة وآخرها، مختبرات ومصانع جرثومية بإشراف المخابرات الأميركية والبنتاغون، تنشر الأمراض والأوبئة، ووسائل إطلاقها، وإن من ضمن التجارب والأثار هو الفيروس المسؤول عن جائحة كورونا وتبين أن هناك كم هائل من الخفافيش المستخدمة في نقل هذا الفيروس.
لم تتوقع روسيا أن تكتشف ضمن حملتها العسكرية في أوكرانيا
وكشفت الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا أن طيوراً مرقمة أنتجتها المختبرات البيولوجية والجرثومية في أوكرانيا التي تمولها وتشرف عليه الولايات المتحدة الأميركية، حيث تسلك هذه الطيور كل سنة في رحلتها الموسمية ، ومنها مَن يُسافر من بلد الى بلد أو حتى من قاره الى قاره من أجل نشر الأوبئة والأمراض الفتاكة.