أقلام الثبات
ان مشروع حصار المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية من قبل العدو الإسرائيلي الذي احتل فلسطين وبعض الأراضي العربية في لبنان وسورية ومصر والأردن منذ العام 1948، وبعد ثلاثة حروب و اجتياحات متعددة صار المقاومون بين فكي كماشة الاحتلال الاسرائيلي والخيانة العربية، حيث تم حصار حركات المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل الجغرافيا العربية وعلى مستوى الشعوب وبدلاً عن عقد قمم عربية العربية لتحرير فلسطين صارت القمم العربية لنصرة إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية!!
ان اجتماع بعض وزراء الخارجية العرب كمرحله اولى وفي مقدمتها (مصر والامارات والمغرب والبحرين وإسرائيل) وزيارتهم "قبر" بن غوريون المؤسس لدوله اسرائيل لاتمام مناسك العمرة والحج للكيان الصهيوني وبدل رجمه تباركوا بنجاسته ووحشيته ولقيام تحالف عربي-إسرائيلي، يمهد لتمدد اسرائيل دون حرب او غزو لتصبح قواعدها العسكرية على امتداد الوطن العربي من النيل الى الفرات وصارت تمثل حاجة وجودية لبقاء بعض الأنظمة سواء بالإكراه او بالضغط الأميركي او محاوله لإنقاذ الحكم الذي يخشى بعض الأمراء والملوك والرؤساء زواله...
ان التحالفات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية تهدف لتصفية القضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية والتي يجتمع حولها حتى الآن اغلب المسلمين، وبدل ان تتوجه القوى العربية لمواجهه إسرائيل المحتلة للقدس وفلسطين تحولت هذه القوى لمواجهة ما يسمى بالتهديد الايراني وأصبحت إيران عدوا مشتركا لإسرائيل واغلب العرب لتدفعهم اميركا وإسرائيل لقتال ايران نيابة عنهما وخدمه لإسرائيل العاجزة وأميركا العاجزة عن قتال او غزو ايران وذك عبر اشعال الفتنة الإسلامية (السنيه- الشيعية) الفتنه القومية (الفارسية- العربية) واللتين تمثلان القائمتين التي يمشي بهما المشروع الأميركي- الذي يعتبر بقاء ايران في هذا الموقع المعارض والمناهض لهذا المشروع يشكل العقبة الرئيسة لمنع تذويب القضية الفلسطينية سواء بالتوطين او صفقة القرن .
عندما بدا التطبيع والانهزام العربي بقيادة الرئيس المصري انور السادات بتوقيع اتفاقيات السلام مع اسرائيل - اتفاقيه كامب ديفيد- وعلى انهاء حاله الحرب نقل العرب مقر الجامعة العربية من القاهرة احتجاجا عليه وعقابا لمصر بالإضافة لتجميد عضويه مصر لخرقها للإجماع العربي وبعدها بأكثر من 40 عاما اجتمعت الجامعة العربية" لتطرد" سوريا من الجامعة العربية لأنها رفضت الانصياع للمشروع الأميريكي الاسرائيلي وأعطى العرب مقعدها لإسرائيل والتي سرعان ما أصبحت امينا عاما للجامعة العربية كامر واقع دون القاب رسمية !
لقد أضحت اسرائيل أمينا عاما للجامعة العربية وحليفا مؤثرا في منظمة التعاون الاسلامي عبر تركيا والسعودية وبعض الدول الإسلامية التي تربطها علاقات مع اسرائيل وتبني احلافها لمحاصرة محور المقاومة فكان التحالف الإسرائيلي- الأردني والتحالف الإسرائيلي- المغربي-المصري- الاماراتي-البحريني وايضا التحالف السعودي- الإسرائيلي (غير المعلن) وهكذا تحوّلت اسرائيل الى قطب الرحى يجتمع حولها ويستنجد بها اغلب العرب ...لتصفيه القضية الفلسطينية وحركات المقاومة!.
ان هذه التحركات الإسرائيلية والخيانات العربية لا يمكن مواجهتها ببيانات القمم العربية الجوفاء والمنافقة والمخادعة السابقة او البيانات الصحفية وانما يكون في الميدان كما في هذه الأيام المباركة والمجيدة عبر ابطال فلسطينيين يقاومون بالسكين والدهس والرصاص وما تيسر من سلاح ،ليكتبوا الرد الحاسم بدمائهم على العرب الذين لن يستطيعوا ان يوفروا امنا وهدوءاً لإسرائيل وان التحالفات وان توسّعت لترسم دوائر الاستسلام والهزيمة او الخيانة لن تجعل من العدو الإسرائيلي واحدا من العائلة العربية او الإسلامية بل سيبقى عدوا غريبا ..وسيزول في النهاية وربما مع بعض حلفائه...!
ان بقاء الانقسام الفلسطيني بين حركات التحرر الفلسطينية والانقسام بين سلطة الضفة وحكومة غزة وضياع الشتات ، بالإضافة الى انشغال القوى الفلسطينية في ما يسمى الربيع العربي و الانحياز الكامل الى محور تحالف التطبيع والخيانة مع اسرائيل لاسقاط الأنظمة وحركات المقاومة للمشروع الاسرائيلي ويساهم في فتح الابواب امام العرب المتخاذلين لتصفية القضية الفلسطينية التي شارك بعض الفلسطينيين سواء عن قصد او عن غير قصد بتجميد العمل المسلح والمقاوم او في مشاريع اسقاط الأنظمة وحركات المقاومة او اشعال الفتنة المذهبية..
لكن الأكيد... ستنتصر المقاومة... ويزول الاحتلال ... كما اندحر عن جنوب لبنان..