نازيون وصهاينة يستهدفون روسيا في الأزمة الأوكرانية
أقلام الثبات
منذ الانقلاب الذي حصل في أوكرانيا عام 2014 في إطار الأكذوبة الأميركية-الأطلسية "الثورات الملونة"، كان انتعاش النازيين الجدد، ومن أولى القرارات للطغمة الانقلابية، كان إلغاء "يوم النصر" الذي كان يحتفل به في التاسع من أيار من كل عام، بمناسبة النصر على النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية، وتحويل هذا اليوم إلى تكريم للمجرمين النازيين الذين انخرطوا مع القوات الهتلرية في قتل واغتيال ومحاربة الشعوب السوفياتية وقوات الجيش الأحمر إبان الحرب العالمية الثانية.. والتي انتهت بهزيمة النازية وهتلر بعد تقديم أكثر من عشرين مليون قتيل سوفياتي.
أما الدور الصهيوني في هذه الحرب، فقد كان زعماء الحركة الصهيونية على تنسيق مع النازيين عملاً بقاعدة "الغاية تبرر الوسيلة"، فلقد كان وصول هتلر، والذي يُنظر إليه على أنه عدو السامية الأول، الى منصب المستشارية، في ألمانيا في 30/1/1933، مبعث ارتياح لزعماء الحركة الصهيونية، فقد رأى زعماء هذه الحركة، في وصول النازيين، الى قمة السلطة، في واحدة من أكبر الدول الرأسمالية في أوروبا، والمعقل الذي كان يعج باليهود، وقتذاك، فرصتهم الذهبية لتضييق الخناق على يهود أوربا، والتعجيل في دفعهم للهجرة الى فلسطين. فقد تبين ان زعماء الحركة الصهيونية، كانت لهم علاقات متينة بهتلر، من قبل وصوله الى الحكم، كما تبين ان النازيين كانوا يتلقون مساعدات مالية ضخمة من المؤسسات المالية الصهيونية، في غرب أوروبا، وهي المساعدات التي ساعدتهم في الوصول الى السلطة، وقد أظهرت الوثائق، أن النازيين تسلموا عام 1929 مبلغ 10 ملايين دولار من بنك "مندلسون أندكومباني"، الصهيوني بأمستردام، كما تلقوا عام 1931 مبلغ 15 مليون دولار. وفي عام 1933، بعد أن تبوأ هتلر منصب المستشارية، كان أول دعم تلقاه من الصهاينة، وهو مبلغ 126 مليون دولار. وهذه المساعدات المالية الكبيرة، كانت عوناً للنازيين، لبناء قوتهم العسكرية والاقتصادية اللازمة لاجتياح أوروبا، وإبادة الملايين من البشر، ومن بينهم اليهود، وهو ما اعترف به "ناحوم جولدمان"، في كتابه "السيرة الذاتية". ولهذا، فإنه في الفترة من 1932 إلى 1944 هاجر 265 ألف يهودي إلى فلسطين، وهو أعلى رقم بلغته أفواج المهاجرين اليهود، اثناء فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1918-1948).
بأي حال، منذ العام 2014، بدأ انقلابيو أوكرانيا كل محاولات استفزاز روسيا، وكانت البداية بإلغاء اللغة الروسية، واستهداف الأوكران من أصل روسي، وهو ما رفضه وقاومه الأوكران الروس، وخصوصاً في منطقتي دونتيسك ولوغانسك، حيث حمل مواطنوها السلاح للدفاع عن وجودهم وحقوقهم، وفي شهر أيار 2014، تم إجراء استفتاء في المنطقتين، حيث صوت 87% من المواطنين لصالح الاستقلال. فكان أن نشأت جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية. وبعد عدة محاولات فاشلة لغزو دونيتسك ولوغانسك، تحول النازيون الجدد إلى الإرهاب. خلال 8 سنوات من القصف بالمدافع من العيار الثقيل، لقي أكثر من 13 ألف مدني، بينهم أطفال ونساء وشيوخ مصرعهم في دونيتسك ولوغانسك. مع الصمت التام للمجتمع العالمي.
في آذار 2015 بمبادرة من روسيا بمشاركة ألمانيا وفرنسا، تم إبرام اتفاقيات مينسك، والتي نصت على الوضع الخاص لـ دونيتسك-لوغانسك داخل أوكرانيا. ومع ذلك، تهربت أوكرانيا من تنفيذها. بدعم من الولايات المتحدة، وكانت كييف تستعد لسحق دونيتسك-لوغانسك بقوة السلاح. فقدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأعضاء آخرون في الناتو تدريبات للجيش الأوكراني. وقاموا ببناء أكثر من 30 منشأة عسكرية كبيرة في أوكرانيا بما في ذلك 15 مختبراً للبنتاغون لتطوير الأسلحة الجرثومية (الكوليرا والطاعون والأمراض الفتاكة الأخرى). علماً أن أوكرانيا بمحطاتها الأربعة للطاقة النووية وإمكانياتها العلمية والتقنية الضخمة الموروثة من المرحلة السوفياتية قادرة على صنع قنبلة ذرية. وقد تم فعلاً الإعلان عن هذه النية. كما كان هناك خطر من نشر صواريخ كروز أوكرانيا مما يهدد بشكل متزايد أمن روسيا.
وفي كانون الأول 2021، اقترحت روسيا على واشنطن عدم توسيع الناتو. فتجاهلت الولايات المتحدة والناتو الاقتراح. فحذرت موسكو في كانون الثاني 2022 من أنها ستضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لحماية أمنها. في الوقت نفسه ، أصبح معروفا أن أوكرانيا حشدت 150 ألف جندي وكتائب نازية في دونباس. كانت كييف، بدعم من الولايات المتحدة، تستعد لاستعادة السيطرة على دونباس من خلال حرب تشنها في آذار.
وفي 22 شباط، أعلن الرئيس بوتين الإعتراف باستقلال دونيتسك-لوغانسك. في 25 شباط، بدأت عملية القوات المسلحة الروسية.
روسيا لن تحتل أوكرانيا. الغرض من العملية هو تحرير أوكرانيا من النازيين وحيادها وعدم الإنضمام إلى الناتو. تكتيكات القوات الروسية، أثناء مهاجمة المنشآت العسكرية، لتقليل الخسائر بين السكان المدنيين والجيش الأوكراني، لتجنب تدمير البنية التحتية المدنية. ومع ذلك، يستخدم النازيون الأوكران أكثر التكتيكات إثارة للاشمئزاز من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، باستخدام المدنيين ومنازلهم كدروع بشرية. ويصبون قذائف مدفعية ودبابات على مناطق سكنية، ويمنعون المواطنين من مغادرة مناطق الحرب، ويحولون مئات الآلاف من الأوكران إلى رهائن.