المختبرات البيولوجية الاميركية تهدد العالم -اوكرانيا نموذجا ‎‎ـ يونس عودة

الثلاثاء 15 آذار , 2022 11:14 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

دخلت العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا مرحلة هامة على المستوى الميداني، مع وضع اليد على مختبرات "الجراثيم" الاميركية على تخوم الاراضي الروسية، ما جعل العويل الاميركي مرتفع الصخب الغوغائي، مقرونا بدموع التماسيح على الاوكرانيين، مع اغراق اوروبا باليد العاملة اللاجئة البيضاء، في وقت يترنح الاقتصاد الاوروبي المرهق، جراء الاضرار الجسيمة الناجمة عن الالتحاق الأعمى بمنظومة العقوبات التي تقررها الولايات المتحدة في مجالات عديدة.

ليست المخاوف الاوروبية من تثقيل اقتصاديات بلدان القارة المحكومة من سياسيين اغرار في فهم مصالح شعوبهم، محصورة بمجال الطاقة فقط، اذ تستورد أوروبا من روسيا 27٪ من النفط الذي تستهلكه، و 41٪ من الغاز و47٪ من الفحم. فالأمر يتجاوز ذلك بكثير، ، ، انه الامن الاوروبي، الذي يمسك بتلابيبه على ما يبدو مجموعات من غلاة "التفوق العرقي"، وبعضهم يجاهر بذلك، مثل مسؤولين بولنديين من سلالة النازيين الذين والوا ادولف هتلر، الذي اجتاح بلادهم واخضعها امتداداً حتى حدودها مع اوكرانيا حيث قاتل النازيون في البلدين تحت رايات النازية الى ان القيت راياتها تحت اقدام الجنود السوفيات، 

ليس غريبا ان يكشف مسؤولون من اوكرانيا حقيقة المختبرات الجرثومية الأميركية التي تشرف عليها المخابرات الاميركية على ارض بلادهم بعيدا عن الارض الاميركية، واخضاع اوكرانيين لتجارب انشطتها، تماما  كما اخضع المئات ابان الاحتلال النازي الى تجارب بيولوجية في المختبرات التي أشرف عليها جهاز "الغستابو".

ان اكتشاف تلك المختبرات، ووفقا للخبراء، يعمل 16 مختبرا بيولوجيا أمريكيا على أراضي أوكرانيا.و"هناك 4 منها في كييف، و3 في لفوف، ويوجد أيضا مخابر في أوديسا، وخاركوف، ودنيبروبيتروفسك". أي ان  التجارب تنفذ عمليا بالقرب من حدود روسيا، ويمكن  لبعض تلك المختبرات، انتاج فيروسات قاتلة سراً. والخطير أن هذه المختبرات الحيوية ليست في مناطق نائية، إنما بالقرب من المدن الكبيرة. وهذا يعني ببساطة  أنها مراكز للتحضير لحرب بيولوجية.يراهن القيمون عليها ان تكون هذه الحرب الأكثر فاعلية وقذارة لاحقا، سيما وانها اجرت اختبارات على التكوين العرقي ".ووفقا لوزارة الدفاع الروسية فإن وثائق اكتشفت، أظهرت أن الجانب الأميركي خطط لنقل أعمال على مسببات الأمراض للطيور والخفافيش والزواحف إلى أوكرانيا عام 2022، وكشفت عن القبض على الطيور المرقمة التي تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين.واعلنت أن الهدف من الأبحاث البيولوجية التي كانت تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا كان إنشاء آلية سرية لنشر مسببات الأمراض الفتاكة.وإنه باتت معروفة تفاصيل مشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات في كييف وخاركوف وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020.، مما يعني ان الولايات المتحدة قطعت شوطا على طريق تهديد الجنس البشري بشكل عام، مع تخصيص اعدائها التاريخيين وكذلك المنافسين على المكانة الدولية سيما مع عودة نهوض روسيا بتاريخها العريق، وتبؤ الصين المكانة الاقتصادية العالمية، وهي تجري أبحاثا متعلقة بالجينات البشرية و التنوع البيولوجي، ذات الأغراض العسكرية.

لقد نشرت  واشنطن مختبرات بيولوجية ايضا في دول مجاورة للصين، وهي رفضت الكشف عن طبيعة التجارب فيها ما  يثير كثيرا من التساؤلات عن مختبرات أميركية سرية، وعن أهدافها اللانسانية، حيث تستغل دولا نخرها الفساد وسؤ الادارة المنتج للفقر مثل جورجيا (الجمهورية السوفياتية السابقة) لتمتلك واشنطن شبكةً بحثيةً فيها من ثلاثة مختبرات و11 معهدًا بحثيًا صغيرًا.

ان اكتشاف المختبرات البيولوجية في اوكرانيا ولا سيما الحصول على وثائق تكشف خطورتها، اسقط بيد الاميركيين الذين تناقضت تصريحاتهم بهذ الشأن، بين تأكيد وجودها، ونفي اعمالها والهروب كالعادة نحو بناء قاعدة اتهام لروسيا باحتمال استخدام اسلحة من هذا النوع، اذ قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إن بلاده تتعامل "مع احتمالات استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية والبيولوجية على محمل الجد"، و انّ أوكرانيا لا تسعى للحصول على سلاح بيولوجي ولا توجد دلائل على ذلك. مضيفاً أن الحكومة الأميركية ساعدت أوكرانيا في الماضي ضمن نطاق الأمان البيولوجي. لكن مساعدة وزير الخارجية فكتوريا نولاند كانت واضحة، اذ ابدت خشية الولايات المتحدة من أن تتمكن القوات الروسية من "السيطرة" على منشآت "للأبحاث البيولوجية" في أوكرانيا ومصادرة مواد حساسة. وأكدت نولاند، أن الأميركيين يعملون "مع الأوكرانيين" لتجنب وقوع هذه المواد المتعلقة بالبحث في أيدي القوات الروسية إذا اقتربت منها"، لكن على ما يبدو "سبق السيف العذل"

واكثر من ذلك، فقدقال عضو برلمان أوكرانيا النائب  إيليا كيفا، إنه تم إجراء تجارب على نحو 4 آلاف و 500 عسكري أوكراني في المختبرات البيولوجية العسكرية الأميركية في أوكرانيا.وأضاف بسخرية:"وفعلا ما الغريب في الأمر على أرض الواقع. فقط تم استخدام 4500 جندي أوكراني في هذه المختبرات كمواد للتجارب".

كان واضحا ان أحد أهداف العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا، ليس فقط انقاذ روسيا من تهديد مباشر، وانما القارة بشقيها الشرقي والغربي واوكرانيا الضائعة ضمنا.  لقد اعلنت وزارة الخارجية الروسية، إنه لو لم يتم إيقاف نشاط المختبرات البيولوجية في أوكرانيا لخرجت الآن عن السيطرة.وأوضحت أن البيانات المتعلقة بوجود مختبرات بيولوجية أميركية في أوكرانيا تغير تماما صورة مشاركة واشنطن، مضيفة أن هذه أداة لتهديد مباشر لروسيا الاتحادية.

لم يعد تورط اميركا في الغزوات والحروب التقليدية موضوع نقاش، فهو من طبيعتها، لكن  اصبح تهديد الادارات الاميركية للجنس البشري امرا أكثر إلحاحا للتصدي له ، سيما وأن العالم بات بكليته، وخصوصاً من يرفض الخضوع للولايات المتحدة، مهددون بالتلوث على كل الأصعدة مع نشر منتجاتها القذرة حول العالم، من مختبراتها المنتشرة حول العالم ويقارب عددها المئتين .
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل