في يوم المرأة العالمي ـ رامز مصطفى

الأربعاء 09 آذار , 2022 10:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

يحتفي العالم في الثامن من أذار من كل عام بيوم المرأة العالمي، وهي مناسبة لنا كفلسطينيين لنتوقف ملياً أمام عظمة المرأة الفلسطينية وتضحياتها على مدار عمر قضيتنا الوطنية، حيث تصدرت جزءاً لا يُستهان به من مشهد النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة الانتداب البريطاني، وعصابات المستوطنين الصهاينة. فقد مثلت المناضلات زليخة الشهابي وإميليا سكاكيني وساذج نصار وفدوى طوقان وغيرهنّ من السيدات الفلسطينيات، مع العديد من الشهيدات اللواتي سقطنّ في تظاهرات القدس ويافا العام 1933، ومنهنّ عزبة بنت محمد علي سلامة وجميلة الأزعر، وعائشة أبو حسن، الصفحة المشرقة لنضال المرأة الفلسطينية قبل النكبة عام 1948 .

وجذوة نضال المرأة الفلسطينية لم يتوقف على الرغم من أهوال النكبة وما تركه من تداعيات نفسية واجتماعية، فقد كانت شريكاً أصيلاً في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة العام 1965، حيث تواصلت مسيرة نضالها وكفاحها، الذي لم يفتر أو يخمد على مدار 57 عاماً.

وهي التي تصدرت مشهد العمليات البطولية، وفي الانتفاضتين المجيدتين، انتفاضة أطفال الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى العام 2000. ومسيرات العودة. فكانت الاستشهادية والأسيرة والجريحة، ومن حملت ابنها مرتين، مرة في صغره طفلاً، ومرة تزفّه شهيداً فداءً للأرض والإنسان.

في يوم المرأة العالمي، خير تكريم للمرأة الفلسطينية، هو تسليط الأضواء على ما تعانيه الأسيرات الفلسطينيات في سجون نظام الأبارثايد الصهيوني، من تعسف وتنكيل ومعاملة لا إنسانية لا تتوافق مع أبسط حقوق الإنسان، التي أقرتها الأعراف والمواثيق الدولية، خلافاً لاتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1987، والتي حظرت المعاملة غير الإنسانية والتي تحط من الكرامة، وخلافاً لقواعد الأمم المتّحدة النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1955، حيث مشاهد عمليات القمع المتكررة وغير المسبوقة بحقّ الأسيرات، من خلال الاعتداء عليهنّ بالضّرب والسحل وتهديدهنّ برشّ غرفهنّ بالغاز، وهذا ما حصل في سجن الدامون أواخر العام 2021، عندما تعرضت عدد من الأسيرات للضرب والسحل على يد إدارة السجن.

وليس أخر تلك الممارسات، فرض جملة من العقوبات المتمثّلة بحرمانهن من الزيارة و"الكانتينا"، ناهيك عن محاولات التحرش والتهديد بالاغتصاب.

كما توضع الأسيرات خلال مراحل الاعتقال في ظروف لا إنسانية، لا تُراعى فيها حقوقهنّ في السّلامة الجسدية والنّفسية والخصوصية، إذ يتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتحرمهن سلطات الاحتلال من أبسط حقوقهن اليومية، كحقهنّ في التجمّع لغرض أداء الصلاة جماعةً أو الدّراسة. إضافة إلى انتهاك خصوصيتهن بزرع الكاميرات في ساحات المعتقل، ما يضطر بعضهنّ إلى الالتزام بالّلباس الشرعي حتّى أثناء ممارسة الرياضة.

وتتعمد إدارة السجون حرمان الأسيرات من حقّهن بممارسة الأشغال الفنية اليدوية. علاوة إلى تعرضهنّ للتنكيل بهنّ خلال عملية النقل عبر عربة "البوسطة" إلى المحاكم أو المستشفيات، والتي تستغرق عملية النّقل بها لساعات، حيث يتعرّضن خلالها للاعتداء عليهن على يد قوّات "النحشون".

وختام القول في يوم المرأة العالمي، تحية الإكبار والإجلال لماجدات وخنساوات وأيقونات فلسطين، ومهما كتبنا وخطينا من مقالات وخطب، لن نوفيكنّ حقّكُنّ، فمنكُنّ القادة والمناضلات والمرابطات، والأديبات والكاتبات المثقفات، والحقوقيات والطبيبات والإعلاميات، والناشطات الاجتماعية، وسيدات الأعمال، والفنانات الملتزمات، والمربيات والعاملات.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل