أقلام الثبات
في ذكرى استشهاد المناضل الكبير معروف سعد، في السادس من آذار عام 1975، والذي كان الشرارة التي أدت في 13 نيسان 1975 إلى اندلاع الحرب الأهلية، التي أسهمت كل فصولها على مدى 15 عاماً، إلى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب القذرة، لكنه عزز الغرائز و الانقسامات المذهبية والطائفية والسياسية، وأطلق غول النهب والفساد وسرقة المال العام والخاص.
عودة على بدء، وفي الذكرى 47 لاستشهاد معروف سعد، المناضل الكبير الذي عرفته ساحات فلسطين ولبنان مقاوماً طليعياً ضد العصابات الصهيونية، ومن أجل الوحدة والعروبة والتقدم.. وعرفه العمال والفلاحون والصيادون مدافعاً شرساً عن حقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، فدافع عن عمال البساتين، والمزارعين، وحقوقهم، ودافع عن الصيادين، وناضل معهم.. واستُشهد بين صفوفهم حين تصدّوا لشركة "بروتيين"، التي أرادت أن تجعل خير البحر لها وحدها ولأصحابها المحتكرين طلائع اقتصاد السوق المتوحش.
ومعروف القلعة الذي انخرط في النضال في خمسينيات القرن الماضي ضد حلف بغداد ومشروع ايزنهاور، حمله الصيداويون نائباً عن مدينتهم عام 1957، رغم كل محاولات تزوير كميل شمعون الذي أسقط كل قادة المعارضة، وعجز عن إسقاط معروف ورشيد كرامي وصبري حمادة.
وللعلم فإن اتفاقية الهدنة عام 1949 نصت على بند القوى المسلحة غير النظامية على طرفي الحدود (مع فلسطين المحتلة)، أي أنها حفظت حق المقاومة التي أسسها وكان يقودها آنئذ الشهيد معروف سعد؛ والد الشهيد مصطفى والدكتور أسامة..
ثمة حقيقة هنا تفرض نفسها، ان البعض يحاول أن يحصر تاريخ صيدا ونضالها وكفاحها بشخص ما، أو بوجيه معين، وأن يتجاوز التاريخ المضيء للمدينة المناضلة، ولكبير شهدائها معروف سعد، الذي امتدت مساحات نضاله من فلسطين إلى لبنان، فكان مقاتلاً ومقاوماً للعدو منذ اللحظة الأولى لاغتصاب الأرض "التي باركنا حولها" ومواجهاً لما كان نسميه في لبنان انئذ للطغمة المالية أو طبقة الـ 4 بالمئة، والذين يرثهم الآن متوحشون لجمع المال والثروة، على حساب الناس الغلابة.
في ذكرى الشهيد الكبير، فإننا:
نذكر .. لعل الذكرى تنفع.