الإنتخابات النيابية .. صعوبة كشف المستور خلف الستارة ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 19 كانون الثاني , 2022 09:29 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قبل إطلاق التكهنات حول نتائج الإنتخابات النيابية في أيار من العام 2022، يجب بداية دراسة أسباب الغموض في الترشيحات لغاية الآن، رغم فتح وزارة الداخلية باب الترشيح، والسبب أن الكلّ خائف من الكلّ، سيما وأن الترشُّح يفترض الإعلان عن اللائحة وبالتالي عن التحالفات، وإذا كان التغيير المُرتقب يتراوح ما بين 20 و 30% من المجلس الحالي، فإن هذا التغيير سوف يطال بالدرجة الأولى الخصوم الذين يرفعون لواء الحرب على سلاح المقاومة وعلى العهد.

بداية بشائر التغيير تبدأ في جماعة  "السما الزرقا"، بحيث لن يعود أي نائب حالي من تيار المستقبل إلى المجلس النيابي الجديد ما لم يترشَّح الرئيس سعد الحريري، الذي لو اعتكف عن الترشُّح، لا مصلحة له في صرف الأموال من أجل سواه، خاصة أنه في مأزق مالي كبير، و"إنتاج" أزلام له في المناطق لا فائدة سياسية منه، إضافة الى أن بعض النواب من أمثال سامي فتفت، أعلنوا أنهم لن يرموا حجراً في بئرٍ شربوا منها، عبر الإنتقال من كنف سعد إلى كنف بهاء، وهذا ينطبق أيضاً على المرشحين من غير النواب، مثل مصطفى علوش في طرابلس وأحمد الحريري في صيدا، مروراً بكل نواب بيروت، لأن المحسوب على سعد لن يكون في حسابات بهاء.

من أسباب برودة الترشيحات أيضاً، أن ترشيح الأقطاب لبعض نوابهم الحاليين أو بعض الشخصيات التي كانت "مستنوبة" لن تلقى الصدى المقبول لدى القواعد الشعبية، ومن أمثال هؤلاء مَن هم في وضعٍ قضائي حرج.


المعضلة الكبرى، عدم جرأة بعض الأقطاب على ترشيح أسماء حزبية بارزة كي لا يُغيظوا جماعة الثورة، كما يحاول سامي الجميل فعله في المتن وزحلة، وقد تكون القوات هي الأقل حراجةً في إعادة ترشيح نوابها بالنظر إلى هرميتها شبه العسكرية على ناخبيها، ولأن سمير جعجع هو الأكثر ضخاً للمال الإنتخابي السعودي، وقد بدأ "مكرماته" منذ أشهر عبر المساعدات الإجتماعية حتى في عقر الدار الطرابلسية، تحت لواء "أكذوبة" محاربة حزب الله!  

وإذا كانت هيمنة الأحزاب بالكامل، تنطبق على مناطق الثنائي الشيعي مع تبديلات إسمية، فهي تنطبق جزئياً على مناطق نفوذ وليد جنبلاط أيضاً، مع بروز عائلات تحاول الحلول مكان الأحزاب كما يحصل في كسروان - جبيل، من خلال تحالف فريد هيكل الخازن ومنصور البون مع فارس سعيد، مقابل تحالف ثورجي يقوده نعمت افرام، إضافة الى عودة الإقطاع بوجه "ثورجي" كما تحاول ميريام سكاف تمريره في زحلة، وميشال معوض في زغرتا أو سامي الجميل وميشال المر في المتن، ونديم الجميل  في الأشرفية.

أمام هذه الضبابية في أداء الأقطاب والمرشحين المحسوبين عليهم، تتكرر مشهدية وجوه البربارة التي حصلت في تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي الحالية، بحيث تستَّرت الأحزاب خلف وجوه غير حزبية مُعلنة، وهكذا سيحصل في ترشيحات بعض الأحزاب  الفاشلة وفي مختلف المناطق، وهذا يعتبر نوعاً من اللصوصية في التسلل الى المجلس النيابي، ولا لوم على الناخب لو مارس دور الحرامي خلف الستارة، وأن يقبض من هذا وينتخب ذاك، والقبضاي يكشف سرَّه المستور خلف الستارة، في أكثر الإنتخابات تمثيلاً لمسلسل الدجل المُتبادل... 
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل