مفاجأة "انصار الله" القادمة.. "هل صدر القرار الخطير عن القيادة"؟ ـ ماجدة الحاج 

الثلاثاء 18 كانون الثاني , 2022 09:17 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات 

لم يطل تنفيذ التّهديد الذي وجّهته حركة "انصار الله" اليمنيّة لدولة الإمارات جرّاء عودتها للمشاركة في حلف العدوان على اليمن.. فآثرت الحركة مفاجأتها برسالة "ناريّة" مدوّية صباح الإثنين، حملت صواريخ وعددا كبيرا من الطائرات المسيّرة لتضرب هذه المرّة أهدافا في العُمق الإماراتي، وألحقتها بتوعُّد قادة الحركة بشنّ المزيد من الهجمات ضدّ أهداف إماراتيّة "أكثر أهميّة".. ارادتها "انصار الله" رسالة "من العيار الثقيل الى من يهمّهم الأمر" وليس حصرا دولة الإمارات".. ووصلت سريعا الى عواصم العدوان وضمنا تل ابيب، التي انهمكت في تشفير مضمون العمليّة وأبعادها، أُرفقت بإشارات "مقلقة" اطلقها محلّلون عسكريّون "اسرائيليّون" ذهب بعضهم الى اعتبار انّ الضّربة "النّوعيّة" التي نفّذها "الحوثيّون" على ابو ظبي "تُعتبر بروفا للحرب الكبرى المُزمعة التي ستتوحّد فيها صواريخ الجبهات الحليفة لإيران في وجه "اسرائيل".. " وحيث لن تكون ساحات الدول الخليجيّة "الحليفة" في منأى عنها"! 

وفيما بدا لافتا في العمليّة النّوعيّة وصول الطائرات المسيّرة لضرب أهدافها         في ابو ظبي- والتي طالت مخازن تتبع لشركة "ادنوك" النفطيّة الإماراتيّة- ما مثّل خرقا استخباريّا هامّا وضربة غير مسبوقة في جدار الدّولة الخليجيّة التي تملك ترسانة عسكريّة ضخمة وأنظمة دفاع جوّي متطوّرة وقواعد عسكريّة معادية على اراضيها.. بدا وكأنّ "اسرائيل" تحسّست رأسها في اعقاب تسديد الضّربة "الحوثيّة" في العمق الإماراتي.. فلم يكن صدفة اعلانها الثلاثاء –في اليوم التالي مباشرة على تنفيذ العمليّة اليمنيّة في ابو ظبي، إجراء تجربة لمنظومة ارو "حيتس" المضادّة للصواريخ الباليستيّة، على وقع معلومات نقلها مصدر في الصحيفة العسكرية البلغاريّة، عن دبلوماسيَّين غربيَّين في العاصمة الألمانية، تشير الى "ترجيح ان يبادر "الحوثيّون" الى تسديد ضربة مرتقبة قد تكون هذه المرّة ضدّ هدف "اسرائيلي" في سابقة هي الأولى، بعد رصد قيادتهم تنسيقا امنيّا واستخباريّا "اسرائيليا" مع الإمارات في معارك مدينة شبوة، ولّحظ مشاركة طائرات "اف 35 "اسرائيليّة بشكل فعّال في تلك المعارك، "تمّ رصد انطلاق بعضها من غربيّ مدينة ابو ظبي"! 

لطالما كشفت تسريبات ضبّاط استخباريّين اميركيين سابقين عن مشاركة مقاتلات "اسرائيليّة" في قصف اليمن الى جانب نظيراتها السعوديّة، سيّما مؤخرا على العاصمة صنعاء ومطارها. ويدُرك قادة "انصار الله" جيدا حجم الدّور "الإسرائيلي" في العدوان على بلدهم. فمنذ اوائل انطلاق ما سُمي بعاصفة الحزم، كشف مقاتلو الحركة في محيط السّفارة السعودية بصنعاء، عن مخبأ كبير يحوي شحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر" الإسرائيلية" بالإضافة الى وثائق دلّت على انشاء قاعدة عسكريّة "اسرائيليّة" في جزيرة بيرم بالقرب من مضيق باب المندب، تزامنا مع تقرير نشرته حينها صحيفة " ميدل ايست مونيتور"، كشفت فيه عن تلقّي مرتزقة التحالف تدريبات على ايدي ضبّاط "اسرائيليين" في معسكرات بصحراء النّقب. 

في منتصف شهر كانون الثاني من العام الماضي، اماطت مجلّة "نيوزويك" الأميركية، الّلثام عن ما اسمته " مخاوف متصاعدة في أروقة واشنطن وتل ابيب من التوقيت الذي قد يختاره "الحوثيّون" لشنّ هجوم مؤكد ومُرتقب  على منشآت استراتيجيّة "اسرائيليّة".. وأرفقت حينها تقريرها بصور لأقمار صناعيّة قالت إنها التقطت تحريك طائرات مسيّرة ذات تقنيّة عالية قادرة على ضرب تلك الأهداف في عمق تل ابيب.. وليكشف موقع "نتسيف" العبري بدوره، انّ رئيس الموساد ابلغ الأميركيين اقتراب هجوم "للحوثيّين" على أهداف في "اسرائيل"، موضحا انّ الأخير كاشفهم بمعلومات استخباريّة تُفيد بنيّة الجماعة اليمنيّة ضرب منشآت استراتيجيّة بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة، ومُبيِّنا انّ المعلومات جمعتها غوّاصة "اسرائيليّة" خلال جولة لها في البحر الأحمر وخليج عدن!.

هذا قبل "تدشين" مرحلة جديدة ومختلفة في المواجهة مع المحور المعادي،  ارسته عمليّة "اعصار اليمن" الإثنين، والتي نقلت المعركة الى "عُقر الدّار" الإماراتي للمرّة الأولى في تجاوز لمربّع تحييده منذ انطلاق ما سُمّي ب "عاصفة الحزم" ضدّ اليمن.. عمليّةٌ غير مسبوقة فتحت الأبواب على مصراعيها امام رُزمة من التساؤلات المشروعة" ماذا لو اُلحقت هذه العمليّة بأخرى في العمق الإماراتي قد تكون أخطر منها من حيث الأهداف الجديدة؟ وهل تتحمّل دولة الإمارات عمليّات لاحقة سيّما أنّ باكورتها طالت عماد "امبراطوريّتها" النفطيّة ادنوك؟  

رغم محاولة الإمارات "تصغير" مفاعيل الضربة اليمنيّة على أهدافها في ابو ظبي، الا انّ مشاهد الحرائق التي تلت الإستهداف كشفت حجم الأضرار التي تسبّبت بها عمليّة "اعصار اليمن".. وكالة "بلومبرغ" التي وصفتها ب" الأكبر من نوعها حتى الآن على الأراضي الإماراتيّة"، نقلت عن لسان وليّ عهد ابو ظبي محمد بن زايد إشارته الى "ضربة غير متوقعة تتعلّق بأمن الدولة"، اضطرّته الى الغاء اجتماع كان مقرّرا مع رئيس كوريا الجنوبية في ابو ظبي..  أكثر من ذلك، نشرت النيابة العامة الإماراتية الثلاثاء على منصّة تويتر، المادة 43 من الدّستور التي تنصّ على الخدمة العسكريّة، وذكرت "انّ الدّفاع عن الإتحاد فرض مقدّس على كل مواطن، واداء الخدمة العسكرية شرف  للمواطنين ينظّمه القانون".. ما يُبرز بوضوح انّ الإمارات تلقّفت جدّيا خطورة الرّسالة اليمنيّة، وانّ حركة "انصار الله" لا تتهاون عند تجاوز الخطوط الحمر.. وهذا ما تورّطت به الإمارات في اطلاق الحملة العسكرية الضخمة على شبوة بفعل الضغوط الإسرائيلية عليها بمعيّة الرياض..ولعلّ زيارة نفتالي بينيت –  رئيس الحكومة "الإسرائيليّة" الأولى الى حليفتها الخليجية، كانت لإعادة "جرّ" الإمارات الى رحى الحرب اليمنيّة، بعدما دقّت معارك مأرب جرس الإنذار في جميع أروقة دول العدوان على اليمن. 

ثمّة معلومات نقلها يؤاف ليمور- المحلّل العسكري "الإسرائيلي"- المعروف بعلاقاته الوطيدة مع كبار المسؤولين بالمؤسّسة الأمنيّة في تل ابيب، عن ما اسماه "مسؤول امني اسرائيلي رفيع المستوى"، كشف عن" إرباك شديد أرسته عمليّة الحوثيين في ابو ظبي، على الاروقة الأمنيّة والإستخبارية في اسرائيل".."  والأخطر،" يكمن في استعادة مشهد التهديد الذي سبق لقادة الحركة اليمنيّة ان تعهّدوا بتنفيذه.. المبادرة الى استهداف منشآت استراتيجية "اسرائيلية" "حين يصدر القرار عن القيادة"! "ولربما بات تنفيذ التعهّد أقرب مما تتصوّره اسرائيل"- بحسب توقُّع ليمور، الذي أضاف هذا التهديد الى آخر "قد يكون من البوّابة السوريّة"- وفق معلومات نقلها عن مسؤول روسي، دون الدخول في التفاصيل.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل