اشتداد الحملة والمصير الاحباطي ـ يونس عودة

الثلاثاء 11 كانون الثاني , 2022 09:57 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مع اشتداد الحملة السياسية - التشويهية التي تستهدف المقاومة، وكل من يُصنَّف داعما ام ضمن البيئة الشريفة التي ترفض الذل الاميركي والاذلال السعودي، ومواجهة الكيان الصهيوني، لا تبدو الامور مرشحة الى الاحتواء رغم محاولات القوى وفي مقدمتها حزب الله مسك الاعصاب، والاصرار على التبصر، من أجل انتشال البلاد من الازمات المتلاحقة، وهي الأزمات التي اسست لها ورعتها القوى اياها التي رهنت نفسها لأقذر وابشع ثلاثي في المجرة-الولايات المتحدة - الكيان الصهيوني - ونظام ال سعود، وهي القوى التي ترعرعت في كنف الثلاثي ، حتى اوصلت البلاد والعباد الى الاختناق الحالي دون ان تتعظ من دروس لا تزال حية في لبنان تحديدا.

ان الفريق اياه يقيم حملته التشويهية حاليا على قاعدة ممجومة لا تقارب الحقيقة بشيء وهي ما تسميه "الاحتلال الايراني"، وان الذين حرروا الارض اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي ليسوا لبنانيين وانما ايرانيون، تماما ما توزع بروباغندا بن صهيون، وان الهدف "تحرير" لبنان من هؤلاء الذين انزلوا الرعب بدولة الاحتلال - اسرائيل-، وهي تطمس عن عمد حقيقة الصراع الذي اصله هوية لبنان، ومصائب الدستور والقوانين، وبالتالي من هو العدو فعلا، ومن الذي يريد لبنان بلاد الازمات المستمرة .  

من الواضح، ورغم العبث بعقول العامة، ان الحملة لم تؤت أكلها، وان تأثر فيها بعض البسطاء، وهم يدركون ذلك، الا انهم يواصلون التشويه كي لا يخسروا وظائفهم من المنظومة العبثية الثلاثية، ودورهم من على الشاشات بالحد الاقصى .
لم ينجح الفريق المذكور في إخفاء نواياه الانقلابية الخبيثة وإعلان عدائه للمقاومة وشعبها، ولقد فضحته شعاراته واجهزة إعلامه الفاجرة ورموزه الأكثر فجورا وهم الذين اعتبروا الخيانة الوطنية والتعامل مع عدو لبنان التاريخي خيارا "ديمقراطيا" وتعبيرا عن "حرية الرأي"، دون الالتفات الى ما يفعله العدو، لا بل يتبنون ما يطلقه العدو من تصنيف على كل من يقف له بالمرصاد ويحبط مخططاته والاعيبه الفتنوية .ليطرح اولئك الاغبياء ان قيام الدولة لا يكون الابنزع سلاح المقاومة الذي يقلق اسرائيل واميركا والسعودية، وقرار الحرب والسلم بيد الدولة، وهي الدولة التي لم تكن يوما صاحبة قرار في هذا الشأن بل كانت وشعبها بتلقي الضربات، ويخضع للعدوان، وفي افضل الحالات تقديم شكوى الى مجلس الامن، تحفظ في الادراج العميقة .

نعم وللحقيقة ان الفريق التابع لاهواء افراده الفوقيين، تمكن من خطف السلطة، والبلاد جراء اغتيال المرحوم رفيق الحريري، وبقي ممسكا طيلة 12 عاما، استمرارا لما سبق اغتيال الحريري من سياسات اقتصادية واجتماعية قهرت العباد  حتى العام 2019 وبقي معطلا البلاد من أجل تشكيل الحكومة حتى اشهر خلت، ولا يزال في صلب الحكومة حتى اللحظة، واستخدم كل الاسلحة بما فيها انحاءات الذل للقريب والبعيد، وركب ظهر الحراك الشعبي، واستثمر فيه وتمكن من تغير اتجاهاته الحقيقية خدمة لمحاولة الانقلاب الاميركية - السعودية، وروحها الاسرائيلية .و المستوى المتدني للثقافة الوطنية لتلك الأدوات المحلية. 

لقد سقط التمرّد الفاشل، ولم ترتعد مواقع هامة في البلاد وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب، وهما الموقعان اللذان كانا أكثر استهدافا لاعادة خطف السلطة، في ليل عربي تضيئه قنابل التنويرالاسرائيلي، القلقة دوما من المقاومة، وباشراف اميركي مباشر .وها هي القوى الفاشلة وطنيا نفسها، تعيد الكرة لاختطاف الدولة مجددا، بوهم تحقيق اكثرية من خلال الانتخابات النيابية، وتشكيل حكومة تنفذ المخطط الاميركي - الاسرائيلي - السعودي، وايصال من تهواه اميركا الى رئاسة الجمهورية، ليبصم على القرارات التي ستتخذ واولها التنازل عن الحقوق اللبنانية برا وبحرا، والدخول لاحقا في مسار "اتفاقات ابراهام" الاخضاعية.

ليس لافتا للانتباه ان يتعاظم الضغط الاقتصادي والمالي، عشية الانتخابات النيابية، مقرونا بارتفاع منسوب الجرائم على كل المستويات، والتي اسس لها تهريب اموال كبار الفريق الملوث من ضمن عملية الزعزعة التدريجية للوصول الى الحالة المعاشة، باعتبار انها أكثر من تخدم  مخطط الولايات المتحدة الأمريكية، واسرائيل طبعا، وان تكون السعودية هي المستفيد التالي المحتمل.

هذا نظريا، ولكن اذا حصلت الانتخابات، لن تكون الحسابات الاميركية - الاسرائيلية، مطابقة لحساب البيدر الانتخابي، حتى لو هددوا بالفوضى، وارسال إشارات في هذا المعنى، وسيكون الاحباط مجددا هو مصيرهم.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل