أقلام الثبات
بعد دقائق من امر العمليات الصوتية التحريضية على حزب الله، الصادر في تغريدة الناطق باسم جيش العدو الصهيوني افيخاي ادرعي للاتباع من اللبنانيين والعرب للتحرك، غضباً من رفع جدارية شهداء العدوان الاميركي في العراق الجنرال قاسم سليماني، وابو مهدي المهندس ورفاقهم في لبنان، استجابت السعودية ولبت على عجل، رسميا، وبسخافة غير مسبوقة الا في حالتين سيأتي ذكرهما في الموضوع .
تساءل ادرعي، "اين انتم يا احرار لبنان" ؟"لا بل اين انتم يا عرب؟
استلت السعودية واحدا من مناشيرها الصدئة، تلبية لواجب الذل من جهة، وللهروب من الاعتراف بهزيمتها اليومية في اليمن العظيم بشعبه ومقاتليه الذين يواجهون تحالفا يملك من الاسلحة الحديثة ما لا يحصى، ومساعدة وادارة غربية- وخصوصا اميركية مع اجهزة رصد وتجسس اسرائيلية وخبراء صهاينة سبق ان كشف عن ادوارهم القذرة في الادارة والتخطيط للعمليات، والاشراف على العديد منها، لكن ذلك كله لم يمنع الهزائم اللاحقة بالقتلة والمجرمين .
لم يكن "الفيلم" السعودي التافه حتى ولو على هزليته، من حيث التركيب والترويج، مقنعا لا على المستوى التقني او الاعلاني، في اتهام حزب الله بان خبراءه يدربون اليمنيين على المسيَّرات والصواريخ البالستية التي لم تتمكن كل التكنولوجية الاميركية والاسرائيلية والبريطانية وغيرها من منتوجات العقل الاجرامي في منعها من الوصول الى ينبع والرياض والظهران والقواعد الجوية العسكرية في السعودية والكثير من المواقع .واما الفضيحة الكبرى تكمن في الكلام الملقن على انه في اللهجة اللبنانية لاقناع البسطاء فعلا بان المدرب لبناني، فلا جاءت اللهجة لبنانية، ولا سورية ولا عراقية، بل هي هجين لمتدرب غبي غير قادر حتى على تقمص شخصية مدرب لا يزال تحت التدريب، فكيف سيكون قادرا على فهم عمل المسيرات والصواريخ، والتدريب عليها، بثقة تقنع المتلقي.وكان من المتيسر لاركان البروباغندا في السعودية الاستعانة باحد العاملين اللبنانيين في اعلامها لاتقانه اللهجة اللبنانية المميزة، والتي لم يقاربها الملقن بشيء.
لقد عرض المتحدث باسم التحالف العدواني على اليمن "الجنرال"السعودي تركي المالكي، ما زعمها انها "أدلة" على دعم حزب الله لأنصار الله اليمنية" وخلفه رسم بياني يصلح لقياس درجات الاحباط جراء الخسائر اليومية اللاحقة بالتحالف الماجن، وفي يده نبّوت (مهماز)يصلح لسوق البعير، وما تلك "الادلة"، الا صورا جوية لمطار صنعاء في العاصمة اليمنية، قائلًا إن "خبراء من حزب الله يتواجدون في هذا الموقع لتدريب الحوثيين على استخدام وتفخيخ الطائرات المسيرة".كما عرض المالكي صورا قال إنها " لانصار الله خلال استخدام منظومة صواريخ باليستية من داخل مطار صنعاء".
القضية ببساطة، ليست هنا، لأن من استنجد بكل الاشرار في العالم وعلى راسهم الولايات المتحدة الاميركية، كي يكسر شوكة اليمنيين، ولم يحقق سوى الفشل الذريع، لا يمكنه إلَّا إنتاج الأكاذيب، ومن الصنف المخزي كالمصنّع، والدلائل في هذا السياق كثيرة، ويكفي ايراد مسألة واحدة لم تغادر حتى اليوم اي لبناني لديه الحد الادنى من الضمير، رغم ان صاحبها منكفئ واختار منفاه ولو كان "خياره" الزامي .
لا يمكن نسيان، مسألة استدراج سعد الحريري وكان حينها رئيسا لحكومة لبنان، ثم اختطف، واحتجز، وأكره على تقديم استقالته من مملكة التخريب ودعم الارهاب، ثم جيئ باعلامية من النمط المتسعود لتشهد زورا انه غير محتجز، ولم تحصل اي اهانة لشخصه، بل هو حر، وكادت تقول انه يمضي اجازة ترفيهية، وقد نكرت السعودية عملها الاعتدائي تكرارا، حتى كادت المسألة، تتحول الى ازمة جدية حتى مع فرنسا، بينما كانت ابواق لبنانية متسعودة، وتعتبر الحريري زعيمها حتى لحظة احتجازه، تنفي اي احتجاز، او اعتداء عليه من ضمن التعليمات السعودية، والا، ، المنشار بالانتظار، ، وتلك الابواق راينا بعضا منها، وهي تردد بلا خجل الهجوم السعودي على حزب الله وتزايد في الاكاذيب والتلفيقات السعودية، بانها اثباتات داغمة رغم درايتهم الكاملة بوهنها المتمثلة ليس فقط باللهجة اللبنانية التي يرغون بها في اعلامهم المزيف .
ان تصعيد الهجوم على حزب الله هو مطلب اميركي ايضا وبالحاح، بعد فشل المفاوضين الاميركيين في جنيف في اقناع الايرانيين، بان العودة الى الاتفاق النووي اميركيا ميسرة اذا اوقفت ايران علاقتها بمحور المقاومة وعلى راسه حزب الله، كما ان الهجوم يأتي عشية اللقاء المرتقب في بغداد بين وزيري الخارجية الايرانية والسعودية، ، واللبيب من الاشارة يفهم .
ليست المسألة فقط تلاقي مصالح الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية، بل ابعد من ذلك، انه صراع محورين :الخير والشر، وهكذا صراع لن يتوقف .