أقلام الثبات
مثلما يأتي الفجر إلينا حاملاً وصاياه ليوم جديد، سيظل سماحة الشيخ العالم العلم العلامة، يأتي إلينا من بين سنابل القمح، حالماً بغد أفضل يُزهر أملاً على شفاه الأطفال، وعلى شواطئ دموعهم.
ستأتي إلينا بفكرك ونهجك وحلمك، وهجاً ثائراً يخترق أبواب الصمت، ويخلع أنياب الأفاعي؛ أن اخلعوا هذا الخريف العربي الملعون.
ستبقى وصاياك حاضرة فينا، نثبت على الحق والنهج والعهد والوفاء، فأنت حينما أفردت جناحك للسفر لم تكن تسعى وراء الليل.. وطيب الهوى..
كنت تعرف رحيلك إلى أين..
كان في صدرك عقب صلاة
وفي صبرك دعوة الوحدة
في ذكرى رحيلك الخامسة إلى جوار رب رحيم نم يا عزيزنا قرير العين، فوصاياك سنعمل بها، ونهجك سيبقى نبراسنا..
أجل نحن على الوعد والعهد باقون: في خط المقاومة التي صنعت الانتصارات، وجعلت للأمة مكانة بين الأمم.
باقون على العهد بأن أولى القبلتين هي مهوى أفئدتنا وإراداتنا.
نم يا حبيبنا قرير العين، فلن نتخلى عن "ثالوثك الذهبي:
الوحدة، والمقاومة، وفلسطين..
سنثبت على خطك الوحدوي والمقاوم، وعلى أن قضية فلسطين وشعبها هي قضيتنا الأساس، وأن اللغة هي عامود الدين.
في ذكرى غيابك الخامسة إلى جوار الأنبياء والصالحين.. نؤكد بثبات أن مواعيدك لم تمت، وأن رغيف الخبز يجمعنا، وبرق الفجر يجمعنا، يا شيخنا وقرة أعيننا..
يا عالماً شامخاً كالنخيل، نبلغك أننا في ثبات على خطك الوضاء، وعلى خطاك الراسخة في النهج المبين الذي علمتنا أن نصرخ بصوتك في وجه الصمت والظلم والجور، لنخلع أنياب الأفاعي المتسلسلة إلى جسر القمح المعطاء.
يا راية الوحدة والتوحيد..
يا صديق وأخ المجاهدين..
يا حبيب القدس..
يا سماحة المسافر بعيداً إلى عند رب الرحمة..
عهد ووعد أننا سنبقى ثابتين على قرارك ومبادئك، بعد أن صرت شيئاً "خالداً" مثل حبات الندى، مثل العطاء.. فالأماني المشرقات وزغاريد النصر ستطل من بنادق المجاهدين الذين أعلنت انحيازك إليهم بوضوح دون أي لبس.
أنت سافرت بأمان الله، لكن مواعيدك القديمة لم تمت، فما زال غرسك وزرعك يمتد من بين شقوق الأرض، إلى انفراج الحلم، لتتلاشى مساحات الظلام، وليمتد صوتك أكثر.. لينهزم هذا الليل العربي المظلم، ولتتحطم أنياب الإرهاب والتكفير، وينبلج فجر الإسلام المحمدي الحنيف.
بأمان الله يا عالمنا وشيخنا..