ماذا بعد احداث مخيم برج الشمالي ... وزيارة "مشعل"؟ ـ د.نسيب حطيط

السبت 18 كانون الأول , 2021 10:37 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أحدث انفجار مخيم برج الشمالي التابع لحركة "حماس" خرقا للمسار الهادىء والطبيعى للمخيمات والذي تبعه اطلاق النار على مسيرة التشييع التي حشدت لها حماس من كل  المخيمات بمسيرة استعراض للقوة في المخيم ..التي اصابت بشظاياها مخيمي عين الحلوة والمية والمية بسبب انتماء ضحيتين من القتلى الى المخيمين ...وبعد أيام قليلة يطل خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي السابق لحماس " المسؤول عن قيادة حماس لشريحة من ما يسمى الثورة السورية التي انقلبت على النظام والدولة السورية وكان سلاحها في مراحلها الأولى من المخيمات ومن أسلحة "حماس"، خصوصا وفق ما قالته الوقائع وبعض مصادر المعلومات ..

اطلقت زيارة "مشعل" بعض إشارات التوجس والتنبؤ بمخاطر يمكن ان تؤسس لها هذا الزيارة وتبعث القلق في ان يلعب "مشعل" دورا مشابها لدوره في احداث سوريه وتكرارا لتوظيف الوجود الفلسطيني في الساحة اللبنانية وفقا لاملاءات ومطالب يحملها من حيث يقيم ومن حيث يرتبط عقائديا وسياسيا ومصلحيا .. خصوصا  في ذروة التصعيد الخليجي ضد لبنان والمقاومة وفي ذروة الهجوم الأميركي على لبنان ..وفي ذروة التفكك والانحلال لمؤسسات الدولة في لبنان وانهيار منظومة الامن المعيشي والاجتماعي للمقيمين في لبنان، وخصوصاً الفلسطينيين مما يسهل عملية توظيف الفقر والحاجة لتنفيذ مخططات امنية مشبوهة...

ان الزيارة التي تاتي من خارج السياق الطبيعي نظرا لحساسية التعامل مع "مشعل" على المستويين اللبناني والسوري خصوصا والذي لا يمكن تجاوز عدوانه على سوريا والمقاومة وانقلابه عليهما والطعن في القلب والظهر والخاصرة وفي كل الجهات التي تمكن من الوصول اليها ...!

ان المعنيين بالأمر يتوجسون خوفا وحذرا من هذه الزيارة التي تمثل كما يبدو الخطوة الثالثة في سياق مشروع للعبث بالوضع اللبناني، فكان تفجير برج الشمالي الخطوة الاولى وقتل المشيعين الخطوة الثانية وزيارة مشعل الخطوة الثالثة ...فما هي الخطوة الرابعة ؟

والسؤال المطروح ..هل تم الإعداد لتوظيف بعض الفلسطينيين ليكونوا رأس حربة للمشروع المعتدي على المقاومة ولبنان...ليكونوا العمود الفقري لبناء منظومة عسكرية مواجهة للمقاومة في لبنان بالتنسيق مع بعض القوى السياسية اللبنانية المعادية والمتخاصمة مع المقاومة؟

هل سيكون الصراع بين فتح وحماس جسر وصول الجماعات التكفيرية الى لبنان لممارسة دورها الأمني مع بعض النازحين السوريين الذين تم الإحتفاظ بهم ومنعهم من العودة الى سوريا واغداق المساعدات عليهم استعدادا لتوظيفهم في اليوم الموعود لضرب المقاومة من الداخل بعد حصارها الطويل بإدارة أميركية_خليجية واسناد إسرائيلي؟

هل ستمثل الاحداث الأمنية المفتعلة احد فكي الكماشة على المقاومة بالتلازم مع الفك الآخر المتمثل باستدراج الثنائية من خلال المحقق العدلي الى الشارع،بعد المناورة الناجحة التي تمت في عين الرمانة وانتجت "مجزرة الطيونة" بضحاياها السبعة الذين اطلق سراح اكثر الموقوفين المتهمين بقتلهم ..في ذكرى أربعين يوما على استشهادهم؟

ان ما تم تسريبه (اذا كان صحيحا) عن امتناع قيادة المقاومة عن استقبال "مشعل" يمكن ان يؤشر الى بعض الخوف والعتاب والمحاسبة له والمراعاة للأخوة في سوريه ..لكمن يمكن ان يحفز مشعل للثأر الشخصي وينخرط في المشروع المعادي اكثر فأكثر وفي كلا الحالتين يجب الحذر والترقب والحيطة والإنتباه للتصعيد المفاجئ بين فتح وحماس بعد فترة "مساكنة ومهادنة" استمرت طوال فترة ما سمي "الربيع العربي" والخوف ان يكون الصدام  نتيجة الاحتقان بيتنهما لما يحصل في الضفة الغربية من عمليات عسكرية ضد الاحتلال والتي ترى فيها فتح تقويضا لسلطتها وتجاوزا لها مما يدفعها للامساك بمخيمات لبنان التي تمثل "بيضة القبان الفلسطيني" لكل المنظمات والحركات الفلسطينية ؟

حمى الله لبنان واللبنانيين وكل المقيمين من صراع وطعن الأخوة ...وحصار وعدوان الأعداء...
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل