إنتخابات 2022 .. مجلس الأقطاب والنواب النوائب ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 15 كانون الأول , 2021 08:31 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

أما وقد اكتملت الخيبة، وباتت النقابات والإتحادات رهينة الأقطاب الذين أوصلوا كلَّاً منها برئيسها الى الكرسي، عبثاً الرهان على مَن يقود الشارع الشعبي، وعبثاً يُحاول "ثوار الغفلة" البحث عن نُخَب قيادية، ما داموا أنفسَهم يبحثون عن أنفسِهم، ولا يجدون من بينهم من هو قادر على خوض الإنتخابات النيابية دون "جناح قطبي" يتفيأ بظلِّه لإحداث التغيير المهزلة على طريقة "كلُّن يعني كلُّن".
بات "الثوار" عشية الإنتخابات كما اليتامى، إن لم نقُل اللقطاء، ينشدون التحالف مع الأقطاب، حتى ولو كان هؤلاء من "الثائرين الجُدد" أمثال ميشال معوض و"الجميِّل أبناء عمّ" ووليد جنبلاط، والثائر الطارىء بهاء الدين الحريري، مع يقظة ثورية فولكلورية مُستجِدَّة، قوامها أمثال مجد بطرس حرب وسامر جورج سعادة، وصولاً الى رفض تيمور جنبلاط طلب والده "تنويب" إبن مروان حمادة.

هذه هي النماذج عن أجواء إنتخابات 2022، ومقولة "كلُّن يعني كلُّن" ستنحدر الى ما دون 20% من التغيير في النواب الحاليين، ولكن ليس لمصلحة "الثوار"، بل لِما يراه الأقطاب مُناسباً لهم لتحقيق الفوز، حتى ولو ضحُّوا بنواب مخضرمين لمصلحة مرشحين آخرين من طرفهم، في أكبر عملية تغيير "وجوه بربارة" تعرفها الإنتخابات النيابية اللبنانية عبر تاريخها.
وإذا كان الوزير السابق سليمان فرنجية مُحرجاً في مسألة قضائية ترتبط بجماعته، أو حتى الرئيس بري في الكباش مع القاضي بيطار، فإن عملية تغيير بعض الوجوه لا تُقدِّم أو تؤخِّر في مسألة انتخابات هي الأقرب الى التعيينات بالنسبة الى الأقطاب، واللائحة الكاملة المطبوعة سلفاً لا أهمية للأسماء فيها، وسوف تنزل "زيّ ما هيي" مع غياب أصحاب هذه المقولة عن الساحة السُنِّية لإعتبارات ترتبط بأحوال "الحريري أخوان".

ولأن التغيير الذي يستحق الذكر، بعيد عن مناطق الثنائي الشيعي، فإن الفرملة في الإعلان عن الترشيحات والتحالفات تُربِك مَن يعتبرون أنفسهم أقطاباً في المناطق الأخرى، بانتظار خبرٍ ما من "الحريري أخوان"، واللافت أن بهاء يبدو إعلامياً أجرأ وأقوى من سعد، ربما لأن الأول يحمل بشائر "ثورية" على النظام وعلى تجربة سعد الفاشلة في توسيع نعمة "الحريرية السياسية"، التي فرَّط بها سعد كما فعل بإرث المؤسسات المالية والإستثمارية، لدرجة، أن بعض التسريبات الإعلامية الواقعية تقول، أن عودة سعد الحريري الى الحياة السياسية ممنوعة إماراتياً، بهدف التفرَّغ الى أعماله التي كان من شروط السماح له القيام بها من أبو ظبي،الإيفاء بالتزاماته المالية للمؤسسات الحكومية والمصرفية السعودية، سيما وأن العودة الى السياسة لا تؤمن له المداخيل، في بلدٍ مفلسٍ محظورٍ عليه النهوض من كبوته في زمن "حُكم حزب الله" من وجهة النظر الخليجية.

هذا اللون الرمادي في أجواء "السما الزرقا"، يحكم برودة الأوضاع على الأرض الإنتخابية، خاصة في عكار وطرابلس وبيروت وصيدا والبقاعين الأوسط والغربي، مع تغييرات لا تستحق الذكر في الخارطة الإنتخابية من جبيل الى كسروان والمتن والجبل، مع نائب بالزائد أو بالناقص على سبيل المثال للتيار أو القوات أو الإشتراكي، أو غياب إبن الخازن في كسروان لمصلحة إبن البون أو زوين، ومروان حمادة في الشوف لمصلحة أي حمادة آخر.
 
وكما قرارات الأقطاب مُفرملة، كذلك هي الماكينات الإنتخابية، التي تفتقد غياب التوجيهات أولاً، وعنصر "الكاش دولار" ثانياً، وسط أجواء شعبية غير مُهيأة نفسياً للدخول في نقاش إنتخابي، والناس لا تكفيها "عصرة حامضة" لتستجيب، لأن الأمعاء الخاوية تطلب أكثر وأكثر ولا تحتمل "عصرة حامضة" على جوعٍ مُزمِن...
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل