كي لا ننسى ... وحتى لا تتكرر جرائم السبت الأسود ـ محمد دياب

الإثنين 06 كانون الأول , 2021 12:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

كانت شرارة الحرب الأهلية، قد اندلعت بعد ظهر الأحد في 13 نيسان 1975، وبعدها، وخلال جولات الحرب القذرة، كانت تصدر قرارات لوقف إطلاق النار، وتصدر تدابير لإلغاء خطوط التماس، في  تلك الفترة قبل أن تولد إذاعات وتلفزيونات الحرب والأحزاب، كانت الإذاعة اللبنانية وتلفزيون  لبنان مصدر الأخبار، ومتابعة الناس للتطورات..، وعلى صوت المذيع المعروف المرحوم شريف الأخوي من الإذاعة، الذي يحدد للمستمعين الطرقات سالكة وآمنة، أو غير آمنة وغير سالكة، فصارت في تلك الفترة جزءاً من حياة الناس اليومية، الذين يريدون أن يعرفوا الطرق الآمنة من القصف والقنص.

في تلك الفترة كان قد تمَّ التوصل إلى قرارات "قيل أنَّها حاسمة" في وقف إطلاق النار، ودعوة المواطنين للعودة إلى أعمالهم، فتوجهوا في أوقات الدوام صبيحة السبت في 6 كانون الثاني 1975 إلى اشغالهم..وفجأة تحولت الشوارع والأمكنة إلى جحيم، وبدأ الرصاص (بدل المطر) يهطل على الناس ... وأخذت الضحايا والجثث تتساقط بلا رحمة ولا شفقة.

مسلحو الكتائب، ـ لم تكن   "القوات اللبنانية" قد ولدت بعد ـ  في كل الأمكنة وبنادقهم تحصد الناس  بلا تردد.

عمال وموظفون في مرفأ بيروت، أحياء حُصد أهلها.

عمال ومستخدمون صدقوا "خبر سالكة وآمنة" راحوا إلى أعمالهم فعادوا جثثاً.

30 ألف نسمة من أبناء الكرنتينا والمسلخ  كانوا يملكون ويشغلون عقارات وبيوت، صاروا انئذ بلا مأوى، بعد أن قُتِلَ العديد من الأبرياء: أطفالاً ونساءً وشيوخاً.

وحتى لا نزيد من الفاجعة نكتفي بهذا القدر لأخذ العبر، وحتى لا تتكرر المآسي، وحتى لا يبقى الأبرياء طعماً لتلك الأفعى الأسطورية، التي تلتف حول نفسها، فإذا ما مرَّ أحد بقربها، تمتد وتبتلعه، لتعود بعدها إلى شكلها الدائري.

بالأمس القريب استعاد اللبنانيون ممن عاشوا مآسي فصول الحرب الأهلية، في حادثة الطيونة، مشاهد السبت الأسود ... !

حمى الله لبنان وأهله


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل