كوبا.. تسهم بهزيمة كورونا ومتحوراتها ـ أحمد زين الدين

الخميس 02 كانون الأول , 2021 10:53 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

حين كتب إرنست همينغواي عن كوبا التي عاش فيها 21 سنة (1939-1960)، وفيها كانت رائعته "الشيخ والبحر" (1952)، فقد كان لكوبا حصة في قلب همينغواي فهو أحب ذاك البلد قبل الثورة وبعدها، ولم يتوقف عن التردد إليها بين حين وآخر، وتوقف عن زيارتها بوفاته التراجيدية بإطلاقة طلقة من بندقية لينهي حياته عام 1961 في الولايات المتحدة.

وكل من عرف وزار كوبا، يشهد ويعرف أن جزيرة الحرية، رغم الحصار الأمبريالي الاميركي القاسي، والاعتداءات المتنوعة التي مورست ووصلت إلى حد العدوان المباشر، مثل عملية "خليج الخنازير" عام 1961، التي حاولت فيها واشنطن بجيوشها ومخابراتها والمجموعات الكوبية العملية المعادية للثورة، إلّا أنه تم تحطيم المعتدين، وتمكنت كوبا بقدراتها وقواها الذاتية أن تتقدم وتتطور في شتى الحقول العلمية، وتحقق نجاحات مذهلة، ربما أكثر ما تتجسد فيه الآن، بمواجهتها المدهشة لـ"كوفيد-19" وتحوراتها، إضافة إلى مساهمتها العالمية في مواجهة الوباء، مثل إرسالها نحو ألفي طبيب كوبي إلى إيطاليا، لمواجهة كورونا في بداية انتشار هذا الوباء وغزوه العالم.

فقد سبق لمجموعة التكنولوجيا الحيوية والصناعات الدوائية في كوبا (بيوكوبافارما) أن أعلنت توصلها، إلى إنتاج جميع جرعات اللقاحات اللازمة لتحصين الشعب الكوبي، وأكملت إنتاج جميع جرعات اللقاحات تكفي لتحصين السكان وبأنّه "كان التحدي كبيراً، لكننا خضناه".

وكما أشار رئيس بيوكوبافارما، إدواردو مارتينيز دياز الى أن الاستراتيجية الكوبية نجحت، وتمكنت البلاد من تطوير أكثر من لقاح ضد فيروس كورونا، مؤكداً أن بلاده تقوم بتصنيع الجرعات التي تحتاج إليها في وقت قياسي وفي ظروف صعبة.

وهكذا طورت كوبا خمسة لقاحات ضد فيروس كورونا وهي: (سوبيرانا 01)، (سوبيرانا 02)، (مامبيسا) وهو عبارة عن قطرات عبر الأنف، و(عبد الله)، و(سوبيرانا بلس).

لقد فرضت النجاحات الكوبية المذهلة على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الاعتراف بدور كوبا في إنتاج لقاحات ضد فيروس كورونا في أميركا اللاتينية، وهو ما جاء في تقرير "كوفيد -19 والتحصين في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: التحديات والاحتياجات والفرص".

وأشار التقرير إلى أن اليونسكو تعترف بأن كوبا هي واحدة من أكبر 20 دولة مصنّعة للقاحات في العالم.

أكد معهد "فينلاي" الكوبي لصناعة اللقاحات أنّه وكجزء من التعاون بينه وبين معهد "باستور" الإيراني حول إنتاج لقاحات ضد فيورس كورونا، قامت لجنة مستقلة في إيران بإجراء مرحلة ثالثة من التجارب السريرية على السكان الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاماً وأظهرت النتائج أن نسبة 91.7٪ من الممكن أن يتلقو نظام الجرعات الـ3 يضمنون بشكلٍ مؤكد عدم الحاجة إلى دخول المشفى عند أصابتهم بفيروس كورونا.

بشكل عام، كوبا الثورة تواجه الحصار الإمبريالي، وتتقدم.. وتنتصر أيضاً.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل