أقلام الثبات
يوم الخميس الواقع فيه 26 اذار 2015 الساعة الثانية فجرا أعلنت السعودية بدء عمليات "عاصفة الحزم"ضد انصار الله في اليمن ضمن تحالف دولي بغطاء ودعم أميركي وأعلنت السعودية سيطرتها على ألأجواء اليمنية وان الأمور تحتاج لأسبوعين وتنتهي بالسيطرة على اليمن وثرواته وتتوسع السعودية جغرافيا وجيوسياسيا واقتصاديا ..وان اليمن سيمضغه الفم السعودي "لقمة"سهلة بمتناول اليد المسلحة السعودية!
على مشارف انتهاء السنة السابعة من العدوان والحرب المتوحشة والظالمة على اليمن تهاوى العدوان وتناقصت قواته والمشاركين فيه ولم يتبق منه الا السعودية والامارت والجماعات التكفيرية والمرتزقة (السود والبيض) والمتعددة الجنسيات من السودانيين الى "بلاك ووتر".
صمد اليمنيون وقاتلوا وجاعو وعطشوا واطبق عليهم الحصار من كل الجهات وبكل الوسائل غير المشروعة وصمت العالم وتآمر واغمض عينيه مع كل المؤسسات الدولية والأممية الا بعض الأحرار الذين وقفوا مع المظلومين في اليمن ..وانقلب السحر على السحرة المهزومين في المملكة وبدأت انتصارات الشعب اليمني بانصاره وجيشه ولجانه الشعبية وقبائله وبدأت وديان وجبال اليمن تبتلع الغزاة ويختفي الواصلون اليها ..ولا يعودون..!
انهزمت عاصفة الحزم وصارت "عاصفة الهزْم السعودي" في فضاء الوهم واضغاث الاحلام الملكية وانهزم الوهابيون على صخور اليمن وشجاعة مواطنيه وصبرهم وانتصر اليمنيون الذين سيكملون مسيرتهم لتحرير اليمن كل اليمن بما فيها الأراضي التي صادرتها السعودية باتفاقية مشبوهة تحت الضغط والإكراه في نجران وجيزان وعسير وخراجها وسيعود اليمن موحداً وعلى جغرافيته الأصلية كما كان في عهد الدولة العثمانية وان غداً لناظره لقريب .
يستغيث السعوديون ويضغطون على لبنان لعل بعض اللبنانيين المتحالفين والمؤيدين لانصار الله يقومون بالضغط على اليمنيين لوقف معركة "تحرير مأرب" التي تشابه معركة "تحريرحلب" في سورية والتي بتحريرها انتهت الحرب على سورية كمشروع استراتيجي لاسقاط سورية ونحر محور المقاومة وقتله (وما بقي في الشمال السوري ) تواجد بهدف المشاغلة والقرصنة للثروات السورية من النفط وغيره وللمساومة على المشاركة بالنظام والسلطة وربح بعض الأوراق التفاوضية على صعيد المنطقة .
لقد غرقت السعودية في رمال اليمن وتكسّرت أطرافها على صخور جباله وتمرّغ انفها هزيمة وخسراناً وفقدت هيبتها وامنها وموقعها في دائرة الدول المؤثرة في المنطقة والعالم الإسلامي وتراكمت خسائرها طوال الربيع العربي وتصدّعت في الداخل ضمن العائلة المالكة او على الصعيد الشعبي والنخبوي تحت تاثير وتداعيات "سجن الريتز الملكي "وستحتاج لفترة لتستعيد موقعها وعافيتها السياسية والاقتصادية بعد الاستنزاف المادي والمعنوي الذي أصابها في حرب اليمن .مع هاجس الانفجار الداخلي وتطور الصراع العائلي الذي يمكن ان يرسم مشهداً جديداً في المملكة كنتيجة أولية للهزيمة في اليمن وربما لن يكون بعيداً!
نقلت السعودية معاركها لساحة ضيقة محاذية لجغرافيا العدو الإسرائيلي وتستطيع فيها شراء بعض القوى والكثير من الشخصيات السياسية والإعلامية ومع تلاشي وجود الدولة او السلطة الحاكمة حيث ترى السعودية في الساحة اللبنانية "ساحة نموذجية" للثأر من خصومها الإيرانيين واليمنيين والسوريين وبعض اللبنانيين ويمكن ان تحرز نصرا ماديا ومعنوياً يعوّض خسارتها المتراكمة في الإقليم وتقايض ربحها في لبنان لتعويض خسارتها في اليمن.
لكن السؤال المطروح ...هل تنجح السعودية حيث فشل وانهزم الآخرون؟
الجواب بالنفي.. وتكتبه هزيمة المحتلين الصهاينة اكثر من مرة وانسحابهم من لبنان ...وتكتبه هزيمة المتعددة الجنسسيات ..وتكتبه هزيمة التكفيريين ..وتوقع عليه إخفاقات وخيبات المغامرين في لبنان من القوى التي تعمل بالايجار عند القوى الخارجية منذ مبادرتها باشعال الحرب الأهلية عامن 1975 ولا يعرف البعض في الداخل والخارج ان المقاومة في لبنان هي لبنانية منذ اكثر من عشر سنوات وانها ليست شبيهة المقاومة الفلسطينية التي كانت ضيفاً وليست مواطنا ..وبالتالي لن يستطيع احد ان يهجّر المقاومين من أرضهم ..
كما رحل الغزاة .. مهزومين سيفشل المغامرون الجدد مع كل الضيق والخناق والحصار الذي يعيشه اللبنانيون ....لكن الفرج قريب باذن الله ...
لفت انتباه: نتمنى مراجعة القاموس لمعرفة معنى "الهزْم"