أقلام الثبات
اللجنة التنفيذية ل " م . ت . ف " في اجتماعها الأخير ، قررت دعوة المجلس المركزي إلى عقد جلسة خلال الأشهر القادمة ، ولربما بداية العام 2022 . ولقراءة الخلفية التي وقفت وراء الدعوة كما هو معلن ، العمل على إصلاح المنظمة لتكون مدخلاً لحوار شامل ، يهدف إلى إنهاء الانقسام ، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى تشكيل حكومة وحدة ، ودفتر شروطها المُشرع في وجه الأطراف المنوي مشاركتها هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية بما فيها شروط الرباعية ، أي الاعتراف بالكيان الصهيوني .
أولاً ، المنظمة التي يريدون إصلاحها أو تفعيلها ، قد جرى تهميشها ، والقفز عليها ، على مدار عقود طويلة ، حتى أصبحت عنواناً من دون أية مضامين ، والحديث عن وحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني ، شعار أفرغ من مضمونه ، ويستخدم ويلوح به لشد العصب في مواجهة الأخرين ،.
ثانياً ، كل التجارب السابقة ، لاجتماعات المجلس المركزي ، والقرارات التي صدرت عنه والمجلس الوطني ، قد جرى الالتفاف عليها ، ودوسها قبل أن يجف حبر كتابتها . خصوصاً أن تلك القرارات كانت في الأهمية بمكان لو ترجمت بشكل صحيح وأمين ، لإعادة الكثير من هيبة المنظمة في مواجهة التحديات التي يفرضها قادة الكيان ومن خلفهم الإدارة الأمريكية ، وتحديداً في عهد الرئيس ترامب و" صفقة قرنه " ، والتي لا تقل إدارة الرئيس بايدن سوءاً منها ، والتي لم تف بتعهداتها لرئيس السلطة السيد محمود عباس .
ثالثاً ، المجلس المركزي قد انتهت دستوريته ، مع انتهاء دستورية المجلس الوطني وفق القانون الأساسي للمنظمة ، والذي يتحدث بوجوب عقده بشكل دوري مرة كل سنة . ونقل صلاحيات المجلس الوطني في دورته العام 2018 للمجلس المركزي ، لا يعفي ولا يبرر استمرار خرق القانون الأساسي للمنظمة .
رابعاً ، عقد المجلس بمهمة إصلاح المنظمة وتفعيلها ، مدخلاً لإجراء حوار شامل . وهنا بالذات لابد من القول أنّ العنوان المعلن للاجتماع المقرر ، والذي قد لا يُعقد لألف سبب وسبب ، والمزاجية والتفرد والاستفراد في مقدمتها ، لأنّ إصلاح المنظمة وتفعيلها متخذ منذ أذار 2005 في القاهرة ، ومؤكد عليه في اتفاقات أيار العام 2011 و نيسان 2014 ، وفي كل الحوارات الفلسطينية ، ولكن من دون طائل ، لأنّ هناك إرادة سياسية غائبة عند الرسمية الفلسطينية دون سواها .
خامسأ ، الحديث عن حوارات بين فصائل المنظمة ، تسبق الحوارات المبتورة في ظل تغييب فصائل عن الحوارات ، إنما يهدف لإيجاد بلوك سياسي فصائلي ليقف في مواجهة الأخرين في الساحة الفلسطينية ، سواء من هم معلقين لعضويتهم ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ، وقوات الصاعقة ) ، أو هم في الأساس خارجها ( الجهاد وحماس ) .
ليست هناك أية قيمة وطنية مضافة في عقد المجلس ، من خارج التطبيق الفوري والأمين لقرارات المركزي والوطني ، وتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه حولّ إصلاح وتفعيل المنظمة . ولكن ببساطة في ظل فقدان الإرادة السياسية المرتهنة لوعود كاذبة تتعلق بما يسمى " حل الدولتين " ، في ظل ما أكدته مراراً وتكراراً جهات دولية نافذة بما فيها إدارة الرئيس بايدن ، أنّ حل الدولتين لم يعد واقعياً ، في ظل ما شهدته وتشهده أراضينا الفلسطينية المحتلة من مصادرات يومية ، والإيغال في عمليات الاستيطان .
من تستهدفهم “إسـرائيل” لا يحتاجون بيانات… بل فضحاً كاملاً للجريمة
ألمانيا... الصدمة المزدوجة ــ د. ليلى نقولا
أسوأ من 17 أيار ــ عدنان الساحلي
عملية أستراليا... بين "تبييض" الصورة "الإسرائيلية" والتحضير لاعتداء مقبل ــ د. نسيب حطيط