أقلام الثبات
تنافخوا غضبا وشرفاً للرد على كلمة اعلامي صار وزيراً، قالها بتوصيف حرب عبثية بدل ان يقول صراحة بأنها عدوان متوحش على شعب بريء مظلوم قتلوه غدرا وقصفا وجوعا وحصاراً منذ سنوات ثمانية ولم يتوقفوا وقد حشدوا العالم ضد جياع محرومين من ابسط حقوق الإنسان ولم تستطع جحافل العدوان المتعددة الجنسيات والموحدة في الهدف الذي يتمثل بسرقة ثروات الشعب اليمني ومصادرة مستقبله وتأمين منفذ بحري آمن الى العدو الصهيوني على البحر الأحمر بعدما اعطوه جزيرتي "تيران وصنافير" !
اغضبتهم كلمة في فضائية إعلامية ولم تغضبهم "صفقة قرن" باعت القدس وأهلها وفلسطين وأهلها واعطت فلسطين للغزاة ..ولم تغضبهم اهانات الرئيس الأميركي الأسبق "ترامب" ولم تغضبهم المجموعات السياحية الصهيونية ولا صادرات المستوطنات الصهيونية والتي تهجر "المسلمين السنة" وتسرق ارضهم ومحاصيلهم..!
ان النفاق السياسي والمخادع يريد اظهار الحملة العدائية على لبنان وشعبه ومقاومته بمنزلة رد على تصريح اعلامي مما يستولد السؤال الفاضح الذي يدين "الغاضبين " ..هل صارت المملكة ضعيفة الى حد ان يستفزها كلام اعلامي لم يسمع تصريحه الا القلة وتعلن النفير العام لمجلس التعاون الخليجي وتوقظه في منتصف النهار ليستدعي سفراء لبنان ويستنكر ويمنع استيراد الخضار لارتفاع نسبة الرصاص فيها وليعلن بدء القصاص على هدير الطائرات السياحية الإسرائيلية وضحكات السياح الصهاينة أم أن الحقيقة تتمثل في وجه آخر ضمن الحملة الجديدة على المقاومة وحصارها و تهدف الى ما يلي :
- دعم حلفاء وأدوات اميركا والخليج في مشروعهم الفتنوي الذي بدأ "بمجزرة الطيونة" والذي سيستكمل في مناطق أخرى بعدما نجح حماة القاتل من حمايته من الملاحقة القانونية او على ألأقل تأجيلها لإلتقاط الأنفاس او المقايضة او بانتظار "عفو مشؤوم "جديد.
- الرد على هزائم "مأرب" في اليمن والتي تشكل "نقطة تحوّل" استراتيجية في الحرب العدوانية على اليمن والتي تلغي بشكل قاطع أي امل بإنتصار المعتدين في حربهم، بل انها تؤسس لهزيمة المشروع التآمري بالسيطرة على اليمن او تقسيمه ويمكن ان تتطور لتتحول حالة اقلاق وازعاج وتهديد للإستقرار في المملكة وحرب استنزاف لا تستطيع السعودية تحملها لا بشريا ولا اقتصادياً.
- استكمال الحصار الأميركي على لبنان والعمل على "خنق" اللبنانيين لعلّ اهل المقاومة يستسلمون أو يتراجعون ويقبلون بالشروط الأميركية لتسليم لبنان الذي سينعكس سلبا على محور المقاومة بشكل شامل،لأن سقوط لبنان بيد الأميركيين وحلفائهم وأدواتهم سيريح العدو الإسرائيلي ويطلق يده بالرد على محور المقاومة وفي مقدمتهم "ايران" وبالتالي يتم انقلاب الصورة والمشهد من جديد وتستطيع اميركا تعويض الفشل بما سمي "الربيع العربي"
لا بد من لفت انتباه الأخوة في الخليج ان ما يقومون به لن يبدل المواقف ،ولن يستطيع سلاح التجويع ان يحقق ما عجز عن هزيمته السلاح العسكري والاقتصادي والمعنوي ..ولينظروا الى اخوتنا "جياع اليمن الذين تجاوزوا الجوع الى ما هو أسوأ واصعب ولا يمكن إيجاد "مصطلح" في معاجم اللغة او "الإنسانية" ان يوصف حالهم البائس والمحزن ..لكنهم لم يستسلموا وهم انتصروا عليكم جماعة وافراداً مع كل مرتزقة الأرض من السودانيين والتكفيريين و"بلاك ووتر" الذين يدعمونكم.. ومن لم يستطع هزيمة "جياع اليمن" الشرفاء الشجعان لن يستطيع هزيمة "جياع لبنان" الشرفاء والشجعان الذين هزموا اسيادكم وحلفاءكم الذين يتحدثون "العبرية " او الإنكليزية" ونحن نتحدث بالعربية "الفصحى والعامية " بطلاقة الرصاص وبلاغة القرآن ...وفاتحة الكتاب ...
أيها الأشقاء الظالمون لنا ..القاطعون للرحم القومي والديني .القاتلون لنا جوعا وحصارا وانتحاريين لأن الله تقبل قرباننا بالإنتصار على الصهاينة ...تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ..فنحن اخوتكم في الدين والقومية والإنسانية قبل ان يكون اليهود أبناء عمومتكم الذين تحاولون الوصل معهم ...
نداؤنا لكم كما قال هابيل الى أخيه قابيل (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).