سيف الأسرى توأم سيف القدس ـ رامز مصطفى

الخميس 28 تشرين الأول , 2021 09:50 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

شكلت الحركة الفلسطينية الأسيرة من نفسها حالة خاصة واستثنائية في الفرادة صموداً وثباتاً وإرادةً، وفي اجتراحها أشكال مقاومة سياسات إدارة السجون الصهيونية، من الإضرابات الجماعية والفردية، إلى الامتناع عن تناول الطعام، حيث معركة الأمعاء الخاوية شكلت عنواناً متألقاً في نضالات الحركة التي تحتل الحيز الأهم من بين العناوين الوطنية ومتابعةً لدى عموم أبناء شعبنا وقواه ونخبه، لأنها القضية الأكثر تعرضاً لأبشع السياسات الإجرامية التعسفية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبنائنا الأسرى. مستخدماً أفظع وأقذر الوسائل للنيل من إراداتهم، وإخضاعهم لتلك السياسات، أملاً منه في تحييدهم عن تحمل مسؤولياتهم الوطنية الكفاحية في مواجهته كقوة احتلال واغتصاب للأرض الفلسطينية، من خلال ما يسطرونه من بطولات وتحدٍ.

المدن والمناطق الفلسطينية المحتلة، في الضفة الغربية ومدينة القدس وبلداتها تتعرض هذه الأيام، إلى أشرس حملة اعتقالات، حيث المداهمات اليومية هي السمة التي تطبع السياسات الممنهجة لسلطات العدو الصهيوني، خصوصاً بعد معركة (سيف القدس )، التي انتصرت فيها المقاومة وأبناء شعبنا في مناطقنا الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي الضفة بما فيها مدينة القدس، وفي قطاع غزة.

كما خاضت المقاومة والشعب الفلسطيني معركة (سيف القدس) بكل بسالة واقتدار، فإن الحركة الأسيرة بدورها استكملت المعركة من داخل سجون العدو الصهيوني، ليليق بتلك المعركة أن تكون معركة (سيف الأسرى)، توأم معركة (سيف القدس)، التي تقدمها الأسرى الأبطال من حركة الجهاد الإسلامي في مواجهة السياسات القمعية الإجرامية لإدارة السجون الصهيونية، بعد أن تمكّن عدد من أسرانا البواسل في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، عبرّ " نفق الحرية "، محمود العارضة، ومحمد العارضة، وزكريا زبيدي، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، ويعقوب انفيعات. وقد شكلت تلك العملية البطولية، صفعة وصدمة للكيان الصهيوني، وكشفت زيف ادعاءاته في قدرته على كسر إرادة أبنائنا وأبطالنا الأسرى. ومرغت عملية " نفق الحرية " أنف الأجهزة الأمنية والعسكرية الصهيونية بالتراب، وأعطت الأمل في أنّ إرادة أسرانا من مقاومين ومجاهدين، رجالاً وشباباً ونساءً وأطفالاً، هي أقوى من سياط الجلادين الصهاينة وكل إجراءاتهم الإجرامية.

بعد خمسين يوماً على إضرابهم حقق أسرانا انتصارهم في معركة (سيف الأسرى) بعد أن أذعنت إدارة السجون لمطالبهم، وتحديداً أسرى حركة الجهاد أل 250 أسيراً، مع استمرار الأسرى المضربين عن الطعام في إضرابهم المفتوح وهم :- كايد الفسفوس المضرب منذ 105 أيام، ومقداد القواسمة المضرب منذ 99 يوماً، وعلاء الأعرج 82 يوماً، وهشام أبو هواش 73 يوماً، وشادي أبو عكر65 يوما، وعيّاد الهريميّ 36 يوماً.

ستبقى الحركة الأسيرة من العناوين الوطنية الأكثر اهتماماً ومتابعةً، فهي تحظى بإجماع وطني فلسطيني لدى عموم أبناء شعبنا وقواه ونخبه، لما يعانيه الأسرى لأبطال داخل سجون الاحتلال، ولما أظهروه من صمود وإرادة في مواجهة ومقاومة للإجراءات التعسفية والإجرامية التي قلّ نظيرها، في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي، الذي لا يزال يحابي الكيان، ويغض الطرف عن جرائمه وسياساته وما يتعرض له الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، وخصوصاً الأسرى البواسل.
 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل