أقلام الثبات
"لعلعت" السنة بعض اللبنانبين ضد سفينة النور الإغاثيةالايرانية لمحو العتمة وارجاع الحياة الى اللبنانيين ومستشفياتهم وافرانهم وبيوتهم ولم تتوقف التصريحات والصراخ والعويل والتحذيرات من هذه الخطوة التي اطاحت وفق رأيهم بالسيادة والكرامة والاستقلال...
بعد حوالى 12 ساعة وفي منتصف الليل اغتصبت الطائرات الاسرائيلية الأجواء اللبنانية وايقظت هؤلاء الخونة المضللين من نومهم بصوتها المرعب وأصوات صواريخها ضد الاشقاء في سوريه وكادت تغتال اكثر من خمسماية مسافر(500) بريء على متن طائرتين على مشارف مطار بيروت...لكننا لم نسمع اي خائن او مضلل او عميل او مرتزق ..في الطابور الخامس العلني الذي يخدم العدو وينفذ اوامر السفارات ...صمتوا جميعا من سياسيين واعلاميين وفضائيات وصحف ووسائل تواصل اجتماعي وزعماء طوائف ورؤساء حكومات سابقين ومكلفين ...واصحاب مصالح وتجار دماء والام ....
اسرائيل انتهكت واعتدت وقصفت ..،فصمتوا..
لبنانيون محاصرون ..اشتروا نفطا لكي يعيشوا.،،فلعلعت اصوات الخونة..!
لا بد من التفريق وتوضيح اوجه الاختلاف بين التباين في الموقف السياسي الداخلي وحرية الرأي والموقف وبين الثوابت الوطنية والأحكام القانونية ومفاهيم وحدود ،"العبش المشترك" وكذلك "الوحدة الوطنية" فالتحالف مع العدو او تبرير عدوانه او الصمت عليه بالتلازم مع مواجهة الذين يتصدون ويقاومون العدو ..او المساعدة على حصارهم وشيطنتهم وتحميلهم مسؤولية حتى الاعتداء عليهم ..فان هذه الافعال لا تدخل ضمن العيش المشترك والوحدة الوطنية بل تكون ضمن توصيف واحكام الخيانة ومساعدة العدو وتسقط عندها كل المحاذير وتستوجب التعامل بقوة لاسكات هؤلاء الذين تحالفوا مع العدو واستقدموه الى لبنان محتلا حتى وصل الى العاصمة بيروت ..،وهم الذين اشعلوا الحرب الاهلية عام 1975...!
ان استنكار ورفض شراء النفط من ايران بضغوط اميركية هو شراكة موصوفة في حصار اللبنانيين وقتلهم واشعال الفتنةبينهم وتعطيل دورة الحياة وتهديد الامن الاجتماعي والعام ..وهذه افعال يعاقب عليها القانون والشرائع الدينية والاخلافية التي تمنع قتل الأبرياء من دون تمييز وتعتبر من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ..ومن مسؤولية اصحاب الشأن والاختصاص المبادرة لتقديم الشكاوى في المحاكم الدولية وحقوق الانسان ضد هذا التوحش الاميركي .
ان الصمت الرسمي والشعبي عن هذه الاعتداءات الاسرائيلية سيساعد على حدوث كارثة انسانية ضد المسافرين من مطار بيروت ويعزز الحصار ضد اللبنانيين فبالاضافة إلى المخاطر على سلامة الطيران ستزيد شركات التامين رسومها مما يكبد المسافرين خسائر كبيرة مع غلاء اسعار تذاكر السفر ولا بد من مبادرة الجهات الرسمية لتقديم شكاوى لمجلس الامن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومنظمات حقوق الانسان والطيران المدني لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وتحميل العدو مسؤولية ما يحدث ماديا ومعنويا..،.
ان السلوك العام لبعض اللبنانيين يدفعنا لعدم المراهنة على تغيير سلوكهم وقناعاتهم "فالطبع" يغلب "التطبع"..ومن تربوا على ان يكونوا ازلاما وادواتا لكل محتل او مستعمر او تاجر رقيق سياسي وبنوا زعاماتهم وجمعوا ثرواتهم وفق هذا التطوع للاستعباد والعمالة لا يمكن ان يتغيروا لانهم يفقدون ما هيتهم السياسبة والاجتماعية..ويصبح وجوب التعامل معهم بقوة ووضوح وصراحة بعيدا عن المجاملات فلا مجال للعيش المشترك والوحدة الوطنية مع العملاء والمرتزقة والخونة ولو تلبسوا بلبوس سياسي او مذهبي او طائفي...