أقلام الثبات
أمام طبقة سياسية لا تعرف العيب، وما زالت تُجاهِر برغبة المُحاصصة في تركيبة حكومة لن تكون أفضل من سابقاتها، وبوجود نفس الزمرة الفاسدة الفاسقة، التي ما زالت تعتقد أن لديها خبزاً في شارعٍ لبناني يشتهي لقمة الخبز وومضة النور ونسمة الهواء، أطلق الجيش اللبناني صرخة "الأمر لي"، وانتشر حيث خزانات الإحتكار والتهريب لمواد الوقود، يُصادر مخزون المال الحرام من أملاك أبناء الحرام، ويُوزِّعه مجاناً على المؤسسات التي بات دورها إغاثياً في هذه المحنة القاتلة، سواء كانت مستشفيات، أو بلديات تًدير مولدات، أو على مواطنين إحترقت قلوبهم في طوابير محطات الوقود، وآخر محارقهم كانت في عكار حيث سقطوا ضحايا الإذلال حتى الموت.
رحمة الله على الرئيس المؤسساتي فؤاد شهاب، وحسرة اللبنانيين اليوم على دور "الشعبة الثانية" في الجيش اللبناني، أو ما كان يُعرف بالمكتب الثاني، هذا المكتب الذي كُفَّت يده عن رقابة مؤسسات الدولة منذ نحو نصف قرن، بتُهمة التدخُّل في السياسة، وبهدف إبعاده عن مراقبة الأداء المؤسساتي في الدولة اللبنانية، بتُهمة التضييق على السياسيين والأحزاب ولكن، منذ إبعاد "المكتب الثاني" عن الساحة الرقابية، نشأت مزرعة القذارة والمحسوبيات التي تحكُم لبنان اليوم، سواء كانت تشريعية أو تنفيذية، أو حتى قضائية لا دور لها سوى إيداع ملفات الفساد المُجرِم في الأدراج، وسط سلطة المجالس العشائرية/ الدينية الكافرة بكل الأديان والقِيَم والأخلاق!
ولهذا، "الأمر لنا" اليوم يا مؤسسة الجيش اللبناني، أن نُطالِب بحُكم "الرنجر" على أعناق الفاسدين من أهل السياسة والأحزاب، ومُداهمة خزانات إحتكار الوقود يريدها اللبنانيون البداية، و"المكتب الثاني" في الجيش اللبناني مطلوب منه أن يكون واجب الوجود، في كل مجلس ومصلحة ودائرة، وليس فقط في مستودعات المواد الغذائية والأدوية وكل المواد الإستهلاكية، و"المكتب الثاني" مُطالبٌ بتحطيم رؤوس المصرفيين والصرافين وتُجار البورصة في السوق السوداء، لا بل حيث هناك أرقام ميزانيات وموازنات يُشرف عليها أبناء حرام في هذه المزرعة التي يجوع ضعاف المخلوقات فيها لصالح ذئاب الحرام!
"الأمر لنا" اليوم، نستصرخ ضمائر القيِّمِين على مؤسسة الجيش اللبناني، من القائد الى أصغر عنصر:
لا تُصدِّقوا هؤلاء "الثورجيين" الذين يُدمِّرون ما بقي من أملاك عامة، وخصوصاً ويطلبون الحماية من البذلة العسكرية الشريفة، بل صدِّقوا الأكثرية الصامتة الصابرة في بيوتها أو بين الطوابير، المُتمسِّكة بلبنان رغم كل شيء، والتي لا تبحث سوى عن اللقمة الحلال رغم البطالة القاتلة، واستعدوا للدور الوطني الأكبر أيها العسكريون، أن تكونوا الى جانب شعبكم، "مكتباً ثانياً" لمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، ولا ينتظر الشعب اللبناني تشكيل حكومة، ولا إنتخابات نيابية ولا تشكيلات قضائية، بل ينتظر فقط "رنجر جندي لبناني" يدوس على عنق كل فاسد ليكون لنا وطن...فتأهبوا لأنبل وأشرف رسالة وأنتم لها ... .