أقلام الثبات
الاحتفال الرسمي اللافت ، من حيث الإعداد المتقن بروتوكولياً ، والمشاركة الواسعة لوفود رسمية ، بما فيهم وفد الاتحاد الأوربي . لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي ، حمل معه رسائل كان من أهمها ، حرص القيادة الإيرانية على إبراز حضور قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في الصف الأمامي المخصص للشخصيات البارزة .
في وقتٍ أنّ وفوداً رسمية جاءت للمشاركة تمّ تخصيص مقاعدها خلف الصف الأمامي . لم يقف الأمر عند حدود إبراز الحضور الفلسطيني المقاوم ، بل إنّ الرئيس رئيسي ، وفي اليوم التالي لتنصيبه ، استقبل تلك القيادات ، التي تجاهل الرئيس روحاني بالعمد ألاّ يلتقيها خلال ولايتي رئاسته .
وبحثّ الرئيس رئيسي مع قيادات الفصائل ، الوضع الفلسطيني على أكثر من صعيد ، لا سيما ما تتعرض له القضية من محاولات محمومة من قبل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وجوقة المطبعين في النظام الرسمي العربي بهدف تصفيتها. وما حققته المقاومة في معركة" سيف القدس " من نتائج أرخت بتداعياتها على الكيان الصهيوني ومجتمع الإرهاب الاستيطاني ، في تعميق مأزقه الوجودي .
كما أكد الرئيس الإيراني ، على استمرار بلاده في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني ، معتبراً أنّ القدس هي القضية الأهم للعالم الإسلامي . ومعرباً عن اعتزازه بالروح التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني ومجاهدوه ، وبالتضحيات التي تقدمها أسر الشهداء ، وتلك البطولات التي يبديها الأسرى خلف قضبان زنازين كيان الاحتلال الصهيوني . مشددا على أنّ المقاومة هي السبيل الوحيد للانتصار على العدو والساعين لتطبيع العلاقات معه . مضيفاً أنّه لتحقيق ذلك لابد من تعزيز الوحدة والتعاون والتضامن بين مختلف فصائل المقاومة ، فإن نتائج وانتصارات أكبر ستتحقق لتيار المقاومة . ولتواصل فصائل المقاومة بعزم راسخ ، وبالاعتماد على الباري تعالى والثقة بقدراتها ، الطريق الوضاء للمجاهدين الذين سلكوا نهج المقاومة .
وتابع الرئيس رئيسي ، إنّ الكيان الصهيوني اليوم أكثر عجزاً ، والمقاومة أقوى مما مضى ، وستزداد قدراتها يوماً بعد يوم ، وأن منطق المقاومة هو السبيل الوحيد لمواجهة من يرفض هذا المنطق .
بتقديري أنّ الرئيس إبراهيم رئيسي وحكومته ، ومن خلفية أنّ فوزه بالانتخابات يعكس إرادة إيرانية لا تقبل التأويل أو الاجتهاد ، على مواصلة نهج الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رحمه الله ، والتي أعطاها الإمام الخامنئي دفعةً وقدرةً في المحافظة على مكتسباتها ، وبناء وتطوير إيران في شتى المجالات والصعد.
الأمر الذي مكّنها من الصمود الإسطوري في مواجهة أعتى دول الاستكبار العالمي ، الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها المصطنع على أرض فلسطين ، والدول والقوى الرجعية . وبأن الرئيس الإيراني سيمضي قدماً . أولاً ، نحو تعزيز علاقات إيران مع دول وقوى محور المقاومة ، وعلى وجه الخصوص المقاومة الفلسطينية من أجل استكمال مشروعها في دحر الاحتلال وتحقيق الانتصار عليه . وثانياً ، التأكيد على أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ماضية في مواجهتها المفتوحة ، مع الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب والمغتصب لفلسطين .