أقلام الثبات
استطاعت اميركا بالتعاون مع ادواتها من دول الخليج وجماعة الاخوان المسلمين صناعة جماعات تكفيرية متعددة الاسماء وفق البيئة والثقافة الخاصة لكل بلد والظروف والوقائع، فتعددت الاسماء مع ثبات الهدف والاسلوب وتغير الشعارات بما ينسجم مع المواجهة مع القوى المحيطة او الانظمة الحاكمة
لقد ظهرت اولى جماعات التكفير في افغانستان بما عرف باسم الافغان الغرب ضد الاحنلال السوفياتي وكان الشعار محاربة الشيوعية والتي تريد اميركا هزيمتها، فحشدت الوهابية وكل الجماعات الاسلامية في افغانستان بعنوان مخادع وهو مساعدة المسلمين الافغان ومحاربة الشيوعية، لكن الهدف الاميركي كان تامين قوى مسلحة غير نظامية تقاتل الجيش الروسي بالنيابة عن اميركا بشريا وماليا ...وبعد انتهاء الاحتلال السوفياتي عملت اميركا على محاولة التخلص من الافغان العرب عبر عمليات عسكرية او عبر اعتقالهم عند العودة الى بلادهم، فحاول من تبقى اعادة تجميع انفسهم بقيادة" بن لادن" بعنوان منظمة "القاعدة" التي سارعت اميركا لاختراقها والسيطرة عليها.
في العراق تم تكليف "الزرقاوي" بتشكيل جماعة تكفيرية احتجاجا على استلام الشيعة للحكم ودفاعا عن حقوق اهل السنة ثم تم تشكيل جبهة النصرة في بلاد الشام ضد الحكم ،”العلوي"...ثم تشكيل جماعة "داعش" في العراق وسوريه ثم عولمتها لاقامة الخلافة الاسلامية مع صناعة العديد من الجماعات التكفيرية الصغيرة لزوم بعض الاهداف الموضعية والتكتيكية.
في نيجيريا وافريقيا تم صناعة الجماعة التكفيرية (بوكو حرام)بعنوان مقاومة الثقافة الغربية كشعار يمكن ان يتبناه الكثيرون من الأفارقة نتيجة معاناتهم من الاستعمار الابيض للقارة السوداء، لكن الحقيقة تكمن في مكان آخر وتتمثل بمواجهة التوسع الاستثماري الصيني والتوسع العقائدي "الشيعي" برعاية ايرانية وفق ادعاءات الادارة الاميركية وفبركاتها الاعلامية الزائفة...
اما في لبنان فكان المخطط الاميركي عبر اربع محاولات مختلفة في الاسلوب والهيكلية نتيجة الوضع اللبناني وخصائصه الثقافية والسياسية والطائفية وفق الأتي:
- المحاولة الأولى :صنيع جماعة سياسية عرفت بقوى 14 اذار كمحاولة للرد على ما عرف بقوى 8 اذار التي كان عمادها قوى المقاومة وخصوصا الثنائية الشيعية ولم تستطع هذه الجماعة ان تنفذ المشروع الاميركي بكل حيثياته مع كل المحاولات المتكررة .
- المحاولة الثانية: كانت عبر الجماعات التكفيرية من "النصرة وداعش" عبر الحدود السورية والعمليات الانتحارية وفق مخطط لدعمها وامدادها ببعض الفلسطينيين والنازحين السوريين لكنها فشلت.
- المحاولة الثالثة : عبر الانقلاب السياسي من نافذة المبادرة الفرنسية والحصار الاقتصادي وتشكيل حكومة من دون المقاومة لتنفيذ المخطط الاميركي ووضع اليد على لبنان ...ولا زالت المحاولة مستمرة ..
- المحاولة الرابعة:وضع المقاومة امام خيارين كلاهما صعب، اما الاستدراج لفتنة داخلية او الظهور بمظهر العاجز وموقف المحرج امام جمهورها واهلها عبر عدم التمكن من حمايتهم وحفظ كرامتهم ومصالحهم وصولا لعدم تامين مقومات العيش الاساسية تم تكليف المستقبل وبعض القوى بشكل متنوع بالتعاون مع اجهزة مخابرات عربية وغربية واميركية واسرائيلية لاتخاذ عشائر خلدة بربارة ونافذة للعدوان على المقاومة واهلها...
ان مصطلح (عشائر العرب)...او (اتحاد عشائر العرب)..،او (عشائر خلدة)..هو النسخة اللبنانية للجماعات التكفيرية على الساحة اللبنانية..وينضوي تحتها قوى سياسية لبنانية لا ترغب ولا تتحمل وزر المواجهة العلنية مع المقاومة ...وتعمل تحت هذا العنوان ومن خلاله اجهزة مخابرات متعددة الجنسيات.. لإستنزاف المقاومة واهانتها....
ان التهاون في معالجة ظاهرة قطع الطريق الساحلي طوال سنتين ومن دون مبرر وخوفا من الفتنة قد شجعت بعض الجهات على استثمار ما يعرف بعشائر خلدة كمرتزقة او قطاع طرق بالايجار ودعمهم ببعض العناصر والجماعات التكفيرية ومن المعارضة السورية وتكليفهم اشعال الفتنة وقطع الطريق الساحلي بغطاء مذهبي وسياسي عبر تيار المستقبل خصوصا .وبعض الاحزاب في البيئة المحيطة .
ان تجاوز "مجزرة خلدة" دون حل جذري للطريق الساحلي والمنطقة سيبقى النار مشتعلة لتلتهب عندما يريد المشغلون ذلك..للمبادرة للحل والحسم والا فالفتنة ستشتعل في اي لحظة ..