أقلام الثبات
يعاني اللبنانيون من اوزار الأزمة الاقتصادية الاستثنائية والتي هاجمت كل بيت وكل مواطن او مقيم في لبنان من اللاجئين او النازحين وحتى السياح والوافدين..نتيجة الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض اميركيا على لبنان وبمساعدة اطراف داخلية وبادوات مصرفية ومالية واعلامية تشدد الخناق على اعناق اللبنانيين وبطونهم حتى يستسلموا ويصرخوا بالقبول بمقايضة السلاح مقابل الغذاء..للبقاء على قيد الوجود المعيشي والعبودية السياسية .
ما يلفت الانتباه ويثير الاستنكار والريبة هي عملية الخداع والتزوير والافتراء الممنهج والمخطط بشكل دقيق لتغيير الوقائع والاسباب لهذه الازمة التي يعيشها اللبنانيون ومحاولة تحميل بعض (اللبنانيين _الضحايا)مسؤولية الازمة بمفعول رجعي وآني وتغييب المسؤولين الحقيقيين، سواء كانوا لبنانيين أو أجانب أو عربا أو اسرائيليين منذ الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، خصوصا، وقبله الحرب الاهلية عام 1975، التي اشعلها اليمين المسيحي بقيادة حزب الكتائب وبالتحالف مع العدو الاسرائيلي حيث بدأ التقسيم الجغرافي والديمغرافي والانهيار الاقتصادي وهبوط سعر صرف الليرة التي انخفضت حوالي الف مرة من سعر ثلاث ليرات (3ليرات)للدولار الواحد عام 1982 الى ثلاثة الاف ليرة(3000ليرة) عام 1990 ومنظومة الفساد منذ صفقة صواريخ الكروتال، وطائرات البوما في عهد الرئيس امين الجميل وازمة بنك( انترا والمشرق والنسخة الاولى من حاكم مصرف لبنان روجيه تمرز) .
تعاني قوى المقاومة في لبنان من مشكلة ادارة حربها الداخلية الاعلامية والاقتصادية والقانونية وفق التالي:
- انها قاصرة إعلاميا ومقصرة في توضيح التسلسل التاريخي للازمة الاقتصادية والسياسية وتراكماتها السلبية التي أدت بالتضامن المباشر أو غير المباشر المقصود وغير المقصود الى ما وصل اليه لبنان وشعبه ومؤسساته الحاكمة ووجوب ان تعرفها الاجيال الشابة التي تجهلها ولم تعش ظروف الاجتياح الاسرائيلي ومعاناته وعذاباته وكذلك معاناة الحرب الأهلية ومعارك الشوارع ولابد من إعادة تعبئة ذاكرتها بالمعلومات والحقائق حتى لا تكون ضحية الجهل والخداع الاعلامي.
-المشكلة الثانية والأهم ان قوى المقاومة افرادا واحزابا او جماعة تبقى في دائرة الدفاع عن النفس ورد الاتهامات والتبرؤ من الجرم الموهوم أو الاخطاء دون ان تبادر للهجوم الذي تستطيع كسبه وربحه نتيجة وضوح مسؤولية الآخرين بالأدلة والوقائع والمستندات
-المشكلة الثالثة ان قوى المقاومة ومنظومتها الفكرية والاعلامية والسياسية تعمل وفق منظومة (المياومة).قصيرة المدى...وليس وفق الاستراتيجية طويلة المدى وتهمل استثمار التاريخ الأسود لمن يشاركها الحكم والمواطنة والعمل السياسي ولو عادت إليه لاحرزت الكثير من نقاط القوة بسبب سواد وسوء تاريخ اخصامها مقابل اشراقة تاريخها المقاوم ..لكنها للاسف تهمل التاريخين معا..!
من المسؤول عن الازمة الاقتصادية ..، السلاح أم الاجتياح والحرب الاهلية؟؟؟
لقد نجحت اميركا وأدواتها الاعلامية والسياسية بتحميل قوى المقاومة مسؤولية الازمة الاقتصادية وانهيار سعر صرف الليرة االبنانية والازمة المعيشية وفقدان الحاجات الضرورية للمواطنين نتيجة التفوق الاعلامي لأميركا والقصور الاعلامي والتفصير واستبعاد الكفاءات عن ساحة الحرب الاعلامية لقوى المقاومة التي تفضل شخصيات المديح والببغاوات الإعلامية المطيعة والتي تعمل وفق نظام مكبر الصوت لآلة التسجيل غير المرئية..!
من اسس للانهيار الاقتصادي هي الحرب الاهلية التي امتدت حوالي 15 عاما (1989-1975 )..ودمرت كل مقومات الاقتصاداللبناني وجمدت التطور والانماء لمدة 15 عاما ولم تنته حتى الآن.
من اسس للانهيار والخراب الاقتصادي هو الاحتلال الاسرائيلي للجنوب لمدة 22عاما (2000-1978)
من اسس للانهيار الاقتصادي هي الحروب والاجتياحات الاسرائيلية على لبنان من اجتياح عام 1978 الى اجتياح عام 1982 الى عناقيد الغضب عام 1996 الى حرب تموز عام 2006 والتي لم تنته حتى الآن...
من اسس للانهيار الاقتصادي العمليات الانتحارية للتكفيريين التي خنقت الاقتصاد واستنزفت طاقة الشباب اللبناني فبدل ان يكون الشباب في الجامعات ومصانع الانتاج و الزراعة كانوا في جبهات القتال ...
من اسس للانهيار هم المسؤولون والحاكمون المقاولون الذين اسسوا لمنظومة (الرشوة) (والاكرامية).، واستبعاد الكفاءات وتوظيف الازلام والفاسدين....
من اسس للانهيار من اعطى فوائد عالية لسندات الخزينة بنسبة 40%و التي ساهمت بنهب الدولة والشعب لكن باطار قانوني تشريعي ..
من اسس للانهيار الاقتصادي هو من وافق على تحويل الدين من الليرة الى الدولار (دولرة ) الدين العام عام 1998 لحفظ مصالح المصارف والمؤسسات الخارحية الدائنة ...
مقابل كل هذا الفساد والحصار ..،ساهمت قوى المقاومة بتحرير الارض وتحرير الاقتصاد ..وإعادة الحياة السياسية الديمقراطية وإعادة انتاج المؤسسات الدستورية ...وحماية الاستقرار مما ساهم بتنمية السياحة والاستثمار الانتاجي على كل المستويات مما يعني ان من اسس للانهيار ورعاه هم: الاحتلال واميركا ومنظومة الفساد ..ومن انعش الاقتصاد ورعاه ووفر له أسباب النمو هي المقاومة وأهلها ..،وهم ضحايا الاحتلال وضحايا الحصار..