إسرائيل تثأر لهزيمتها..."السلاح مقابل الغذاء" ـ د.نسيب حطيط

الإثنين 12 تموز , 2021 02:01 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قبل 15 عاما وفي مثل هذا الوقت صباح 12 تموز 2006،بدأ العدو الإسرائيلي حربه المتوحشة على لبنان والتي كانت مقررة وخطط لها قبل عملية أسر الجنديين ،واستعجلت الحرب قبل اوانها وفرضت التوقيت  المفاجىء  للعدو، قبل استكمال تحضيراته وسلبته عنصر المفاجأة والغدر.
لم تنته الحرب ...ولازالت مستمرة سواء بالمعطى الميداني ،حيث لا تزال اسرائيل تواصل عدوانها الامني المستتر والسري ولا زالت تخترق بحرنا واجواءنا وارضنا وكذلك على صعيد القرارات الدولية ،فإن القرار1701 لم يقرر وقف اطلاق النار بل قال (بوقف الاعمال العدائية) وهذا لفظ مطاط ويحتمل التأويل حيث لا تعترف اسرائيل بان خروقاتها هي اعمال عدائية بل اعمال ستباقية للدفاع عن نفسها وحماية امنها من تهديدات المقاومة وفق زعمها ...!
لم تتوقف الحرب ولم تنته اثارها، فبعض ما دمّرته الحرب لا يزال انقاضا، وتعويضات خسائر الحرب لم تدفع حتى الآن ولن تدفع بعد الازمة التي تعصف بلبنان وشعبه..ولم تتوقف الاغتيالات والاعمال الامنبة والخروقات والاعتداءات ...وفي الذكرى الخامسة عشرة للحرب يتعرض لبنان للجولة الثانية من حرب تموز او الحرب الثالثة وفق نموذج جديد هي الحرب الاقتصادية النظيفة التي لا تستعمل الرصاص والدبابات والطائرات ولا تنحصر بقعة العمليات الخاصة بها، بالمواقع العسكرية فقط بل تشمل كل الجغرافيا اللبنانية وحتى الاغتراب (ودائع المغتربين المسروقة او الضائعة في المصارف)
الحرب الاقتصادبة الجديدة تقتل المدنيين والعسكرين الاطفال وكبار السن وتتمدد نارها الى مطابخ البيوت وغرف نوم الاطفال.. حرب تقتل الشعب اللبناني جماعيا، بالتجويع والحصار ومنع الدواء..،حرب لا افق لها زمنيا سوى بقبول  الشروط عند اعلان استسلامنا وهزيمتنا والقبول بالانتداب والاحتلال بعنوان الاحتلال الصديق والانساني في نسخة منقحة للاستعمار القديم .،،
حرب تموز 2021 حرب شرسة يتعاون فيها العملاء السياسيون والاقتصاديون وفي بعض اللحظات والعناوين يشترك بعض العملاء من اصحاب الالفاب الدينية ويشارك فيها اعلاميون وقوى سياسية حيث ان هذه الحرب تنفذ بايد  والسنة واقلام معظمها لبنانية، لكن ادارتها خارجية وهي حرب تجريبية متطورة عن الحرب الاقتصادية التي تشنها اميركا على ايران وكوريا الشمالية وسورية واليمن وكانت قد جربتها في العراق (النفط مقابل الغذاء)...والتي انتهت باسقاط صدام واحنلال العراق ..الذي لايزال مستمرا  وهداما ومتوحشا...
(حرب لبنان الثالثة ) على لبنان عنوانها (السلاح مقابل الغذاء)..والتوطين مقابل الديون ...والتطبيع مقابل الحصار...ولا سقف زمنيا لها إلا عند استسلام الشرفاء المقاومين او يأس اميركا من النصر او تفتيت لبنان  والفوضى الامنية وصولا للفيدرالية المقنعة باللامركزية الادارية الموسعة.
إن الإشكالية الأساسية لهذه  الحرب تتمثل بانها لا تشتعل على خط تماس او خط قتال واضح او جبهة او جغرافيا ،بل حرب شاملة يظهر القانل فيها في مواقع والقاب واوصاف وسلوكيات وافعال واقوال متعددة تخدم اراديا او بغير قصد اهداف اميركا وحلفائها ممن شنوا هذه الحرب ويقومون بإدارتها  ويمكن ان يكون صاحب الدكان الذي تشتري منه  في قريتك او محطة المحروقات  او المصرف وربما المسؤول الذي يمثلك نتيجة تقصيره او فساد بطانته...وربما تكون انت مشاركا بحصار نفسك او قتلها نتيجة صمتك عن حقوقك او مبايعة الفاسدين او انتخابهم وعدم محاسبتهم وتوكيلهم عنك وعن عائلتك لبيع ماضيك وحاضرك ومستقبلك....
الحرب الجديدة معقّدة وفيها الكثير من الالتباسات والشكوك والضبابية وعدم وضوح الرؤيي..والتمييز بين الحق والباطل  والأهم ان خسائرها محصورة بالمعتدي عليه والرابح هو المعتدي..وكذلك تكاليفها على المعتدى عليه والمظلوم ..لصالح المعتدي الظالم...
العدو الإسرائيلي يريد الثأر منا عقابا  لإنتصارنا عليه في حرب تموز 2006 وقبلها انتصار ايار 2000 ولأننا تجرأنا عليه وحطمنا اسطورته وكذلك العرب المتخاذلين والمهزومين لاننا فضحنا عورتهم وضعفهم وتآمرهم ...
الحرب طويلة وستأخذ اساليب وعناوين متنوعة امنيا ودينيا واقتصاديا ..والمشكلة اننا نعرف ونحترف المقاومة العسكرية لكننا فاشلون ومقصرونفي الحرب الإقتصادية والإعلامية ..وعلينا ادارة الأزمة بما يحفظ صمودنا وحفظ انتصاراتنا وانجازاتنا ...سننتصر بإذن الله .. ومهما كانت الوقائع وموازين القوى لن نستسلم ولن ننتنازل ...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل