لقاءات الفصائل وتواصل خيبات الأمل ـ رامز مصطفى

الإثنين 05 تموز , 2021 10:27 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

مع كل لقاء للفصائل الفلسطينية ليس من خيار إلاً التفاؤل بأن ثمة ما يثلج تلك الصدور التي اتخمت بخيبات الأمل، لأن كل اللقاءات بما فيها الحوارات، كانت بنتائجها مخيبة للآمال ومحبطة لما تطّلع إليه الشعب الفلسطيني، من إمكانية إعادة اللحمة للساحة الفلسطينية .
شعبنا سيبقى محكوماً بالتفاؤل، على الرغمِ مما أصابه من خيبات أمل متكررة من تلك اللقاءات التي لم تتوصل إلى شيء جدي وعملي يُنهي حالة البؤس التي تعيشها الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام والاحتراب السياسي والإعلامي، وحملات الاتهام حد التخوين . أخر تلك اللقاءات كانت قبل أيام في بيروت، لقيادات الفصائل الفلسطينية من التحالف والجبهتين الشعبية والديمقراطية، بدعوة وحضور الأخ إسماعيل هنية الذي يزور ووفد من حركة حماس، لبنان . 
 استبشرنا والكثيرون خيراً، وكنا ننتظر منه أشياء وأشياء، خصوصاً أنه جاء بعد ما تحقق في معركة "سيف القدس" من نتائج يمكن المراكمة عليها في سياق الصراع الطويل مع الكيان الصهيوني، على اعتبار أنّ ما قبل معركة "سيف القدس" ليس ما بعدها . لذلك اعتقد البعض ممن حضر الاجتماع أو ما أسموه ( اللقاء الوطني )، وتحديداً من قوى التحالف، أنّ هذا اللقاء سيؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني الجبهوي بالمعنى الحقيقي، ليضطلع التحالف بمسؤولياته الوطنية في ظل جملة التحديات، وبالتالي إيجاد السبل والآليات لمواجهتها، غير أن لا شيء من هذا القبيل قد تحقق، فلا بيان ختامياً صدر عن اللقاء، الذي استبدل بتصريح صحافي، وبذلك بقيت صور اللقاء يتيمة من دون أي معنى سياسي حقيقي قد تحقق .
ما تمّ نشره على عدد من المواقع الالكترونية عن اللقاء، على الرغم من تأكيده على المؤكد، جاء تعويضاً عن فشل المجتمعين في التوصل لاتفاق على إصدار بيان باسمهم كما أسلفنا، لأن البعض لا يريد أن يتهم أنه يتخندق في تحالفات هو لا يريدها من خلفية أن لا تحسب عليه خطوات سياسية هو بالغنى عنها، وهو أصلاً غير مقتنع أو معني بها، خصوصاً أنّ تلك التحالفات أو التخندقات لم تأت بنتيجة تذكر، سوى أنها كُرست للاستقواء في معركة السجالات والمناطحات السياسية والإعلامية، وأخر تجربة في هذا السياق يعتد بها كانت جبهة الرفض في الثلث الأول من سبعينات القرن الماضي . 
في ضوء ما تقدم، تفرض الأسئلة نفسها بقوة، هل من وقف وراء الاجتماع مشكوراً، كانت لديه رؤية متكاملة لكيفية استنهاض الواقع الفلسطيني ويريد طرحها على المجتمعين لتبنيها بعد مناقشتها ؟، أو أنّ المطلوب من الاجتماع كان الصورة والبيان، لتكون رسائل في أكثر من اتجاه ؟ .
ولماذا لم يتم الاتفاق على بيان مشترك ؟، وهل مرد ذلك لأنّ الطريقة التي تتعامل بها حماس مع الآخرين، ليست بعيدة عن الطريقة التي تتعامل بها فتح تفرداً واستعلاءً على الفصائل ؟ . وهل ذهبت الفصائل إلى الاجتماع والتوجس سيد موقفها، لأنّ التجربة علمتها أنّ المطلوب هو الاستخدام ليس إلاّ ؟، خصوصاً أنّ التجربة أوصلت الفصائل إلى قناعة، إلى أنّ كل من "حماس" و"فتح" إذا ما توافقا، أدارا الظهر لها، وإذا ما اختلفا يعملان على التقرب منها، ويكثرون في الحديث عن الشراكة والعمل الجماعي ووحدة الموقف ... الخ ؟ .
أعتقد أنً لكل مجموع الأسئلة المطروحة، لم يخرج عن ( اللقاء الوطني ) أي شيء، بل لن يخرج عن أي لقاءات مستقبلية أي شيء، طالما أنّ الذهنية التي تحكم وتتحكم بالعلاقات الوطنية بين الفصائل، تنطلق من خلفية الاستخدام والاستقواء والتوطيف والاستثمار في المعارك الجانبية ليس إلاّ . وبذلك مشهد خيبات الأمل سيستمر بسبب لقاءاتٍ لمجرد اللقاء .


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل