الحريري.. مكانك راوح حتى طلُوع الروح ! ـ أمين أبوراشد

الأربعاء 23 حزيران , 2021 10:11 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

قرأنا أن البرلمان السويدي أعطى مهلة أسبوع للرئيس المُكلَّف تشكيل حكومة تحت طائلة تكليف سواه. نحن في لبنان لسنا بهذا الطموح في بلد الأحلام الممنوعة، لأن التشبُّه بالسويد قد يُثير حفيظة "جماعة لبنان سويسرا الشرق"، ونحن لا تنقصنا النزاعات الملعونة كي نستورد المزيد من الخارج، ونبقى في الأمثال البلدية، لأستذكر أنا شخصياً "العم بو عجاج" من ضيعتي عندما قال لي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي: "هذا البلد يا عمي ما بيكبر، وكل عمرو بدُّو رضا والي الشام ووالي عكا"!
رحمة الله عليك يا حكيماً من ضيعتي، لكننا في غيابك غدَونا أصغر فأصغر فيما كل دول العالم تكبر، وأطمئنك أن بلاد الشام جدَّدت البيعة لرئيسها، وعكَّا المُحتلة أطاحت برئيس وزراء وجاءت بآخر، وفي أقصى أميركا الشمالية رحل ترامب وجاء بايدن، والى وسط الشرق انتخبت إيران الرئيس رئيسي خليفة للرئيس روحاني، وفي لبنان "طلعت روحنا" ونحن ننتظر شخصية خلقها الله وكسر القالب لتشكيل حكومة، ونراقب إقلاع طائرته الى الإمارات وعودتها الى "مطار الوالد" وكأن كل لبنان والشعب اللبناني ملك "الوالد"، بصرف النظر عن كل ألاعيب "البيت بيوت" التي جعلت وطناً تحت رحمة كل أولاد اللعبة السياسية!
بإمكان اللبنانيين خلال دقائق القراءة عبر أي محرك بحث، رهانات الطبقة السياسية في لبنان منذ خمس سنوات على فوز دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون، ورهانات نفس الطبقة منذ أشهرعلى فوز أيٍّ من ترامب أو بايدن، ويرهنون بكل بساطة مصير "بلد ما بيعرف يكبر" بالإستحقاقات الدولية والإقليمية، لكن الحقيقة التي بات من الواجب المُجاهرة بها أن لبنان الكبير، كبيرٌ بشعبه الصابر لكنه أصغر الصغار بمَن يدَّعون أنهم كباره.
ماذا ينتظر سعد الحريري، الذين راهن عام 2012 بالعودة الى لبنان عبر مطار دمشق بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، والأسد جددت له سورية البيعة لولاية رابعة؟ وماذا ينتظر وزراء حكومة تصريف الأعمال لتكثيف الزيارات الى دمشق ومحاولة حلحلة الملفات العالقة، بحيث باتت زيارات بعضهم وكأنها مُستهجنة رغم أنها واجبة الوجوب ولبنان بلغ حدود الإختناق على كل المستويات؟ وماذا ينتظر المُستمرّون في الرهان العقيم على سعد الحريري وكأن الطائفة السنِّية باتت عاقراً؟ وكيف للحريري إدارة الملفات الحكومية وهو ما زال على عداءٍ مع سورية، لمجرد أنه قرر إتهام سورية بمقتل والده رغم عشرات ملايين الدولارات التي تحمَّلتها الخزينة اللبنانية من أجل محكمة "تلفن عيَّاش" التي أعلنت الإقفال مؤخراً لعدم توفُّر السيولة؟؟!!
لا يا سادة، لا لجميعكم، سعد الحريري لم يعُد رجل المرحلة في لبنان، لأن كل رهاناته ورهانات "الحريرية السياسية" على المتغيرات الإقليمية قد سقطت، من رحيل ترامب عن البيت الأبيض ومعه "صفقة القرن" ولِحَاق بنيامين نتانياهو به منذ أيام، الى عودة أميركا عبر جو بايدن لترتيب العودة الى الإتفاق النووي مع إيران، وبدء السعودية مفاوضاتها مع اليمنيين الرافضين لعدوانها بعد هزيمتها هناك، وانتهاء بسورية التي يزحف الخليجيون لعبور بواباتها تائبين، ونحن ما زلنا نربط مصيرنا بمغامرٍ مقامر أقل ما يُقال فيه أنه أداة لتنفيذ الكيدية ومُقارعة عهد حليف المقاومة ومنعه من الحُكم، لكن الأداة لم تعُد صالحة للإستعمال...


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل