نتنياهو.. والخليجيون.. وصفقة القرن! ـ د.نسيب حطيط

الأربعاء 16 حزيران , 2021 09:53 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

لم تشفع "لنتنياهو" انجازاته السياسية والامنية للبقاء في رئاسة الحكومة الصهيونية كملك لرؤساء الحكومات الاسرائيلية، وبعد 12 عاما من التربع على عرش رئاسة الحكومة لم تستطع صفقة القرن ولا التطبيع الفاجر مع الخليج ولا العمليات الأمنية داخل الجمهورية الاسلامية، ولا القصف المتكرر على سورية من حماية بقائه في رئاسة الحكومة والتي يمكن ان لا تحميه ايضا من دخول السجن كسلفه ايهود اولمرت بعد حرب تموز 2006!.
لقد خاب ظن الخليجيين بعد سقوط مرشدهم الأعلى الرئيس الخاسر "ترامب" والذي استنزفهم ماليا وسياسيا ومعنويا مقابل تعهده بحمايتهم ،فسقط "ترامب" وغاب عن مسرح القرار والحماية، فتمسك الخليجيون بنتنياهو الحامي والوسيط والراعي مع اميركا واعطوه ما يملكون وما لايملكون(القدس) وظنوا انهم رابحون وآمنون ...الى ان سقط "نتنياهو" بعد خسارته لمعركة القدس " ..فاصابهم الذعر والخوف على المستقبل ..اعطوا المال والتطبيع والشرف وفتحوا عواصمهم وسخروا امكانياتهم وفجورهم لوأد القضية وحصار الشرفاء في هذه الأمة لتبقى عروشهم ..لكن سقط الحماة المفترضون (ترامب ونتنياهو) واقتربت "الموسى" من لحاهم وشواربهم واقتربت الفاس من ايديهم التي سرقت القدس وفلسطين وقدمتها لنتنياهو وحاولت سرقة الاحلام بتحرير القدس وفلسطين. 
ظن البعض ان المال يصنع ممالك وكيانات وان التبعية للقوى الاستعمارية تحصن سلطته وان التنكر لدينه وثقافته وأهله تجعله حرا يرضى عنه المستعمرون..يمكن ان يكون ذلك صحيحا بالمعطى الآني واللحظوي لكن اثبتت السنن الإلهية والوقائع التاريخية ان العمالة للمحتل او الخارج سلطة ومغانم مؤقتة غير مستدامة لا تلبث ان تزول. ومع كل الاذلال والإهانة وربما القصاص الشديد والعادل .
سقطت "صفقة القرن" وهي في حالة الاحتضار والموت السريري وعاد للقدس شرفها وحماتها وللقضية رجالها الصادقون. ولم تنفع معاهدات السلام- الإستسلام ولا التطبيع ولا مؤامرة "الربيع العربي" ولا صناعة الجماعات التكفيرية من اعدام الأمة وتمزيقها وتشتيت شعوبها مع كل المآسي والخراب والدمار الذي لحق بالأمة في العشرية الاميركية-الصهيونية- التكفيرية المعروفة بـ"الربيع العربي" الدموي .
عادت للبندقية المقاومة والملتزمة كرامتها ودورها وسقطت البنادق العبثية وانتصرت القلة القليلة المقاومة التي وصفها البعض بانها "مغامرة "وانهزمت اكثرية الباطل مع كل امكانياتها وهي تسقط الواحد تلو الآخر كحجارة "الدومينو" ولن يطول الوقت حتى نرى رؤوس التطببيع في الخليج خصوصاً تبتعد عن عروشها مثل رعاتها "ترامب ونتنياهو"
المعركة طويلة وقاسية وصعبة، والحصار سيتطور ويتنامى، وعلينا حسن إدارة الأزمة ومساكنة الحصار والتجويع باقل ما يمكن منخسائر مادية ومعنوية لا سيما حفظ كرامة البيئة الحاضنة للمقاومة وعدم اذلالها او تركها فريسة لمشاريع "بومبيو" الأميركي وازلامه وأدواته في لبنان، فلا يكفي التعبئة المعنوية والدينية بل قليل من "القطران" المعيشي للناس خلال السنتين القادمتين حفظا للانجازات وعدم تضييعها مقابل أرغفة الخبز ومحطات الوقود وصيدليات الدواء...
إن معركة إزالة الكيان الصهيوني من الوجود واسترجاع الحق الفلسطيني والإسلامي والمسيحي والإنساني . لن تتوقف وان شعار تحرير القدس وفلسطين ليس شعارا للانشاد والغناء بل للتنفيذ وليس مستحيلا فكما سقطت فلسطين .يمكن ان تتحرر. فقد سقط جنوب لبنان.. وتم تحريره مع أنه كان بنظر البعض مستحيلا.. وسقط الشاه ,وصمد اليمن,,.. وانتصرت سورية.. وانتصر الحشد في العراق وانهزمت "داعش" واخواتها...
ستعود فلسطين إلى أهلها ..سيرحل المستوطنون الى حيث كانوا ..سيسقط المطبّعون ولو بعد حين ...ثقوا بالله سبحانه ..ولا تنهزموا ..لكن لا بد من تطهير الصفوف من المرجفين والانتهازيين والوصوليين ومن مقاولي الدماء والإنتصارات ..ومن الكذبة والعملاء ... 


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل